وللفن أسراره .. لماذا أصبحت قضايا الفن بين التشويه والابتذال ؟!

> «الأيام» فاروق الجفري:

> قديماً كانت صفحة الفن في جميع الصحف العربية أحب الصفحات إلى قلوب القراء، ثم تحولت بعد ذلك هذه الصفحات إلى مجلات فنية، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟.

النتيجة هي بدلاً من أن تجد هذه المجلات ما تملأ به صفحاتها من الموضوعات الجادة ازدحمت هذه المجلات- للأسف الشديد- بالتوافه وانشغالها باللهث وراء الأخبار الشخصية للفنانين والفنانات، ونشر الصور المثيرة على أغلفتها.. كما أن البعض من هذه المجلات لاتتورع عن اختلاق أخبار غير حقيقية، جرياً وراء مايثير القارئ ويجذب اهتمامه، ولعل أسوأ ما أدت إليه هذه الظاهرة بعد تشويه وابتذال وعي الجمهور العربي بقضايا الفن أنها خلقت صورة وهمية وخيالية عن الفنان، فالكثيرون يعتقدون أن الفنان يعيش حياة أسطورية من الاكتفاء والبذخ، بعيداً عن أي توتر إنساني أو نوع من الاحتياج.

ولكن الحقيقة تبتعد كثيراً عن هذه الصورة الخرافية لحياة الفنان، خاصة إذا كان يحمل على كاهله الرغبة الصادقة في أن يعبر بصدق وجدية عن هموم جمهوره وقضايا وطنه.. والفنان الذي نقصده هنا يعيش توتراً دائماً، ويسير طوال عمره الفني على وتر مشدود من الخوف والقلق، وإن فقد توازنه في لحظة سقط، هذا القلق القاسي الذي يحياه الفنان الجاد ربما ازداد قسوة في ظل ظروف هذا الزمن، حيث الجمهور الذي هو المجال الحيوي لأي فنان أصبح فاقداً التجانس القديم، وأصبح ينقسم إلى أكثر من مستوى في التذوق الفني، وذلك نتيجة للمخترعات الحديثة في تكنولوجيا الإعلام.. لهذا فإن الفنان كثيراً ما يجبر الآن على محاولة إحداث نوع من التوازن.

المهم كان الله في عون الفنان الجاد الملتزم الذي تتملكه الرغبة في أن يساهم في تطوير مجتمعه، في زمن أصبحت تسوده على جميع المستويات بما فيها الفن، عقلية السوق بما تفرزه من فنون التسلية والإلهاء.. وذلك هو بعض الحقيقة المرة والمؤلمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى