المصالحة الفلسطينية تقع ضحية التدخلات الإقليمية بالشأن الفلسطيني

> رام الله «الأيام» حسام عزالدين :

> قال سياسيون ومحللون ان تزايد التدخلات الاقليمية بهدف السيطرة على الورقة الفلسطينية، عمق الخلافات الفلسطينية الداخلية ما جعل المصالحة أمرا صعب المنال.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من الدوحة الاربعاء، عن جهود تبذل «لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج»، الامر الذي أثار حفيظة غالبية الفصائل الفلسطينية المنضوية في اطار منظمة التحرير.

وردت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان أمس «ان ما جاء على لسان خالد مشعل ومن يدور في فلكه من أشباح الفصائل لبناء مرجعية وهمية بديلة للمنظمة لن تكون وطنية أو فلسطينية وستلقى ذات المصير الأسود الذي لاقته محاولات كثيرة من قبل وبرعاية اقليمية معروفة الأهداف والمرامي».

واضاف البيان «ان شعبنا الفلسطيني وفصائله (...) سيتصدون وسيسقطون هذه المؤامرة (...) التي تستهدف ممثلنا الشرعي والوحيد».

وتزامن اعلان مشعل مع تحديد مصر التي تقوم بدور الوسيط، للفصائل الفلسطينية موعدا لبدء الحوار الفلسطيني الداخلي، حسب ما قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح لوكالة فرانس برس.

وقال ملوح «أبلغتنا مصر رسميا بأن يوم الثاني والعشرين من الشهر المقبل هو موعد لبدء جلسات الحوار الفلسطيني الداخلي».

واعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني سمير غوشة ان اعلان مشعل «يأتي ضمن سياسة المحاور»، وانه «رسالة الى مصر برفض موعد بدء الحوار الذي حددته، واشارة الى مصر بانها غير مقبولة بالنسبة لحماس».

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة «الحياة الجيدة» التي تصدرها السلطة الفلسطينية حافظ البرغوثي لوكالة فرانس برس «معروف اليوم ان المحور الايراني الذي يضم سوريا وحزب الله وحماس، وانضمت اليه قطر، يحاول احتواء الورقة الفلسطينية». واضاف «هناك وعد من ايران لحماس بانها ستقدم حماس للحوار مع ادارة الولايات المتحدة الاميركية الجديدة على اعتبار ان (الرئيس باراك) أوباما وعد بفتح الحوار مع ايران». وتابع «لهذا السبب أفشلت حماس الحوار الفلسطيني في القاهرة، وأعلنت انتهاء التهدئة من طرف واحد للبقاء بعيدة عن الوحدة الفلسطينية وحليفة لإيران». وأشار البرغوثي الى ما وصفه «بمحور الاعتدال الذي تقوده مصر والسعودية»، موضحا ان مشكلة هذا المحور «انه مصاب بالخمول وغير مبادر».

وأضاف «هذا الخمول لهذا المحور سمح لإيران بأن تتسلل الى الداخل العربي عبر تنظيمات ودول وأحزاب، وخطورته اليوم انه نجح في استقطاب أكبر حركة سنية حزبية وهم الاخوان المسلمون».

وقال:«هناك الآن تحالف ايراني شيعي سني مع الاخوان المسلمين، وتتولى قطر وحماس جر الاخوان المسلمين لتكون قطر مرجعية سياسية سنية في مواجهة المرجعية السنية المتمثلة بالسعودية».

لكن البرغوثي اعتبر ان الخاسر الاكبر من هذه التحالفات هو الطرف الفلسطيني «لأن الورقة الفلسطينية ترمى جانبا بعد ان تحقق هذه التحالفات أهدافها».

وقال البرغوثي ان %90 من المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها «لم تكن ضد الاحتلال بقدر ما كانت لحماية القرار الفلسطيني».

وأعلنت فصائل عدة في منظمة التحرير الفلسطينية رفضها لما أعلنه مشعل، ومنها الجبهتان الشعبية والديموقراطة، وجبهة التحرير الفلسطينية، وحزب الشعب وجبهة النضال الشعبي، والاتحاد الديموقراطي الفلسطيني (فدا).

وقال أحمد عبد الرحمن المتحدث باسم حركة فتح في بيان «لن تكون قضيتنا الوطنية وكفاحنا الوطني ومقاومتنا ضد الاحتلال الاسرائيلي ورقة مساومة رخيصة في يد هذا النظام او ذاك». وأضاف «ندعو الذين يتآمرون في هذه العاصمة او تلك لسرقة قرارنا الوطني الى ان يشمروا عن سواعدهم ويقاوموا لتحرير أرضهم المحتلة، بدل هذا التدخل الرخيص في الشأن الوطني الفلسطيني وتشجيع بعض ضعاف النفوس على رفض الوحدة والحوار».

ووصف عبد الرحمن اعلان مشعل بـ«المحاولات المشبوهة لتعميق الانقسام الفلسطيني والعربي بدل العمل المخلص لاستعادة الوحدة الوطنية وتعزيز التضامن العربي».

وقال:«الشعب الفلسطيني أسقط منذ زمن بعيد الوصاية والتبعية والاحتواء والمتاجرة بالقضية الوطنية من قبل بعض القوى العربية والاقليمية«، داعيا «جميع القوى العربية والاقليمية الى عدم التدخل في شؤوننا الداخلية».ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى