ميتشل يحذر من "انتكاسات" منتظرة في محادثات الشرق الاوسط

> القدس «الأيام» آدم انتوس :

>
جورج ميتشل
جورج ميتشل
قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الاوسط أمس الجمعة إن مبادرة الإدارة الجديدة من أجل التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أعقاب الحرب على قطاع غزة تواجه عقبات كبيرة وتوقع مزيدا من الانتكاسات.

ويأتي التقييم المتشائم من السناتور الأمريكي السابق جورج ميتشل بعد يومين من المحادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بشأن تعزيز وقف هش لاطلاق النار أنهى هجوما إسرائيليا استمر 22 يوما على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة.

وفي المحادثات رفضت إسرائيل إعادة فتح المعابر الحدودية لقطاع غزة بصورة كاملة من أجل السماح باعادة البناء. وتؤيد واشنطن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صراعه السياسي مع حماس المدعومة من إيران للسيطرة على المعابر التي هي بوابة غزة إلى العالم الخارجي ومغنم سياسي واقتصادي مهم.

وقال ميتشل إن تعزيز الهدنة والتعامل "فورا" مع الاحتياجات الانسانية لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة على رأس أولويات إدارة أوباما.

وأضاف "ثم علينا أن نتحرك قدما" مشيرا إلى التزام أوباما بالسعي "بنشاط وهمة" للتوصل إلى اتفاق سلام.

وكانت محادثات بمساندة أمريكية بين إسرائيل والفلسطينيين تعثرت العام الماضي في خلاف بشأن نمو الاستيطان اليهودي ومستقبل القدس. وقال دبلوماسيون إن إحياءها بعد الحرب في غزة سيكون صعبا جدا وسوف يستغرق وقتا.

والتزاما بسياسة أمريكية قديمة لم يلتق ميتشل خلال زيارته بأي من قيادات حماس التي فازت بانتخابات فلسطينية جرت عام 2006 وتقاطعها القوى الغربية باعتبارها منظمة "ارهابية" لرفضها نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل.

وشددت إسرائيل حصارها لقطاع غزة بعدما طردت حماس قوات حركة فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس وفرضت سيطرتها على القطاع في يونيو حزيران 2007.

وأبلغ ميتشل الصحفيين بعد أن زار مخزنا للمساعدات المخصصة لغزة تابعا للأمم المتحدة في القدس الشرقية العربية "العنف المأسوي في غزة وفي جنوب اسرائيل هو تذكرة واقعية للتحديات الخطيرة جدا والصعبة وللاسف الانتكاسات التي ستحدث."

لكنه أضاف "الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بالسعي بنشاط وهمة للتوصل الى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين وأيضا بين اسرائيل وجيرانها العرب الاخرين."

وفي مخزن الأمم المتحدة أعلن ميتشل أن أوباما وافق على مساعدات جديدة قيمتها20 مليون دولار لغزة,وقال مسؤولون إن المال الذي سيوضع تحت تصرف وكالتين تابعتين للأمم المتحدة والصليب الأحمر سيستخدم لتوفير الغذاء والدواء وايواء المشردين.

وفي القدس التقى جون جينج الذي يرأس عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في غزة ميتشل وأبلغ الصحفيين في نيويورك عبر وصلة فيديو أن الأونروا سترسل إلى إسرائيل فاتورة بقيمة الأضرار التي لحقت مبانيها.. لكنه قال إن إسرائيل لم تستجب لمطالبات مماثلة من قبل.

وشنت اسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر كانون الاول لاجبار نشطاء حماس على وقف هجماتهم الصاروخية على بلداتها الجنوبية.

وتقول جماعة مدافعة عن حقوق الانسان في غزة إن الهجوم قتل نحو 1300 فلسطيني من بينهم اكثر من 700 مدني.

كما أصاب أكثر من أربعة آلاف شخص وشرد الالاف بعد ان دمرت الطائرات الاسرائيلية والجرافات منازلهم.

وقتل أيضا في الهجوم عشرة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين اسرائيليين لقوا حتفهم داخل اسرائيل من جراء صواريخ حماس قبل أن يعلن كل جانب على حدة وقفا لاطلاق النار في 18 يناير كانون الثاني.

لكن التوترات لاتزال شديدة. فقد قتل جندي إسرائيلي في هجوم للنشطين هذا الأسبوع ورد سلاح الجو الإسرائيلي بغارة أصابت عشرة أشخاص بجراح. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قال إنه يعتقد أن وقف اطلاق النار سيصمد.

وقال باراك لراديو الجيش الاسرائيلي "حماس تلقت ضربة شديدة للغاية. تعززت سياستنا للردع بدرجة كبيرة وفي تقديرنا نحن على طريق الهدوء والذي في رأيي سيتحقق."

بيد أن إسرائيل ترفض فتح المعابر الحدودية لغزة أمام إمدادات مثل الأسمنت والحديد والزجاج ضرورية لاصلاح المباني والمرافق التي تعرضت لأضرار شديدة لكنها تقول إن حماس تستطيع استخدامها لإنتاج المزيد من الصواريخ وحفر الأنفاق لتهريب الأسلحة.

وقبيل الانتخابات المقررة في العاشر من فبراير شباط يقول القادة الإسرائيليون إن إعادة فتح أي من معابر غزة ستتوقف على قيام حماس باطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير منذ عام 2006.

وهون مسؤولون أمريكيون من فرص أن تفتح إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة على نطاق واسع في أي وقت قريب.

وقالوا إن إسرائيل تسمح الآن لنحو 100 إلى 120 شاحنة مساعدات بدخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم. هذا بالاضافة إلى ما يعادل حمولات 60 إلى 80 شاحنة تدخل القطاع عبر سيور ناقلة عند معبر المنطار.

وقال جينج إن مشاعر الفلسطينيين في غزة "تحولت من الحزن الطاغي إلى شعور سائد بالغضب." وأضاف "هناك متطرفون أكثر في غزة اليوم عما كان قبل أسبوعين."

(شارك في التغطية دوجلاس هاميلتون وأوري لويس في القدس وسو بليمنج في واشنطن وباتريك وورسنيب في الأمم المتحدة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى