حرب غزة تثير ذكريات جنين

> جنين «الأيام» أندرو هاموند :

>
صورة تعود إلى 11 أبريل 2002 لامرأة فلسطينية حاملة طفلها تمر من أمام جرافة للجيش الإسرائيلي في بلدة جنين بالضفة الغربية
صورة تعود إلى 11 أبريل 2002 لامرأة فلسطينية حاملة طفلها تمر من أمام جرافة للجيش الإسرائيلي في بلدة جنين بالضفة الغربية
جدد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر لثلاثة أسابيع على قطاع غزة ذكريات أليمة لسكان بلدة جنين في الضفة الغربية.

كان مخيم اللاجئين في جنين مسرحا لآخر هجوم عسكري كبير تشنه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية قبل حرب غزة التي قتل فيها نحو 1300 فلسطيني في عملية برية وجوية وبحرية لسحق نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين يطلقون الصواريخ على جنوب إسرائيل.

وجاء هجوم عام 2002 على جنين التي كانت معقلا قديما للنشطاء في ذروة الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة على الاحتلال الإسرائيلي.

وقتل في الحملة التي سوت بالأرض حيا سكنيا بأكمله نحو 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا.

وأعيد بناء المنطقة السكنية بأموال من الإمارات العربية المتحدة لكن في ظل ذكريات الدمار التي لاتزال ماثلة في الأذهان هناك لا تلقى دعوات حماس للتحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي تأييدا عاما.

يقول محمد عبيد وهو يقف بجوار كشك في الشوارع الخالية للمخيم الذي أعيد بناؤه والذي يؤوي 13 ألف شخص «الإسرائيليون يأتون في طائراتهم ويقتلون الجميع مدنيين أو غير مدنيين ..أريد فقط أن أكسب عيشي».

وتكلل ملصقات ذابلة لحركة الجهاد الإسلامي حوائط كثير من البنايات في تذكير بما كان يوما من استعداد المخيم الفقير والمحافظ دينيا للقتال.

وكانت قوات الأمن التابعة للزعيم الفلسطيني محمود عباس المدعوم أمريكيا ألقت القبض على مئات النشطاء المشتبه بهم العام الماضي لضمان عدم عودة المدينة المضطربة إلى العنف بعدما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في 2007.

وفي أثناء حرب غزة قمعت الشرطة الفلسطينية مظاهر التعبير عن التأييد لحماس في الضفة الغربية, وكان المئات من أنصار الحركة قد احتجزوا العام الماضي في منطقة جنين الزراعية التي يقطنها 300 ألف شخص,لقد أصبحت «المقاومة» كلمة حساسة.

يقول أبو باسم وهو رجل في السبعينات من العمر فقد اثنين من أولاده في معركة جنين «لا توجد مقاومة هنا..السلطة الفلسطينية فرضت كلمتها». وبغية ابعاد الشبان عن تأثير النشطاء أقيم مسرح جديد ومدرسة تمثيل بتمويل من الأمم المتحدة والسويد, وهناك أيضا خطط لإعادة فتح دار سينما البلدة التي أغلقت منذ الانتفاضة الأولى في 1987.

وقال إياد حوراني وهو ممثل صغير في المدرسة «الناس هنا كانوا يريدون الموت شهداء لكنهم الآن يقولون «لماذا أقتل نفسي بينما الجندي الإسرائيلي يعيش؟».«نعي أننا لا نستطيع العودة إلى السلاح.نحتاج إلى انتفاضة ثقافية.نستطيع نشر وجهة نظرنا عن طريق المسرح والشعر والموسيقى». لكنه قال إن كثيرا من الشبان معجبون بحماس التي خرجت من حرب غزة تعلن انتصارها وتهاجم سياسة عباس التفاوضية باعتبارها عديمة الجدوى.

ويأمل عباس أن تفضي محادثات السلام مع إسرائيل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

ويشكك كثيرون في جدوى المفاوضات ويقولون إن انتفاضة جديدة قد تتفجر إذا لم تسفر محادثات السلام عن نتيجة.

وقال رجل مسن في غضب:«إنهم (الإسرائيليون) لا يريدون تسوية على الاطلاق .. يريدون إخراجنا من هنا لكي يأخذوا فلسطين كلها». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى