الولايات المتحدة بحاجة لمساعدة ايران في الحرب في افغانستان

> كابول «الأيام» جلنار موتيفالي :

> مع تركيز السياسة الخارجية الامريكية على افغانستان تحتاج الادارة الجديدة لاكثر من زيادة عدد القوات لهزيمة حركة طالبان واقرار السلام .. ينبغي عليها ان تشرك ايران خصمها اللدود في العملية.

ويجري الرئيس الامريكي باراك اوباما مراجعة شاملة للسياسة المتعلقة بإيران ويتوقع ان تشمل دور إيران في افغانستان بينما ذكر حلف شمال الاطلسي الذي يقود نحو 55 الف جندي في افغانستان ان الحوار مع إيران ضروري لمحاربة المتشددين هناك.

وقال احمد رشيد مؤلف كتاب عن طالبان لقي إشادة كبيرة "هذا ضروري للغاية لا يمكن تحقيق الاستقرار في افغانستان دون إيران."

وانضمت المانيا صاحبة ثالث أكبر قوة في افغانستان إلى الاصوات التي تؤيد التوجه الدبلوماسي الذي يطالب باجراء حوار مع ايران واقترحت في الاونة الاخيرة تشكيل "مجموعة اتصال" لبدء التقارب.

وتنوي الولايات المتحدة نشر ما يصل إلى 30 ألف جندي إضافي في افغانستان خلال العام أو الثمانية عشر شهرا المقبلة وتواجه تحديات بشان خطوط الامداد التي تعبر طرقا غير امنة من باكستان لذا ثمة حاجة ملحة وكبيرة لتعاون اقليمي اوسع.

وقال رشيد "حققت باكستان نجاحا جزئيا فقط في محاربة تنظيم القاعدة وحركة طالبان... التحدث مع ايران سيزيد الضغط على باكستان والدول المجاورة للتعاون مع قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الامريكية في افغانستان."

وحين سئل عما إذا كانت اي محادثات مستقبلية مع ايران ستتناول افغانستان قال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارحية الامريكية الاسبوع الماضي انه ينبغي ان يكون ثمة توجه اقليمي نحو افغانستان وهذا يشمل ايران.

وجرى الاتفاق بشان طرق بديلة للامدادات الامريكية وامدادات حلف الاطلسي إلى افغانستان مع دول اسيا الوسطى إلى الشمال ولكن ايران يمكن ان تكون طريق عبور قيما نظرا لوجود موانيء كبرى على بحر قزوين والخليج غير ان احتمال مرور امدادات عسكرية عبر إيران بعيد جدا.

والعلاقات التجارية بين إيران وافغانستان قوية بالفعل ويسهلها وجود طريق سريع ممهد بشكل جيد شيدته إيران يعبر الحدود إلى اقليم هرات بغرب افغانستان.

ويقول داود مراديان المستشار البارز بوزارة الخارجية الافغانية "إذا ما استقرت العلاقة بين الولايات المتحدة وطهران ستتحسن امورنا في افغانستان.".

وتربط ايران وافغانستان لغة مشتركة وعلاقات ثقافية وتاريخية ولكن طهران تناصب الولايات المتحدة العداء منذ الثورة الإسلامية عام 1979 كما ان علاقاتها مع افغانستان معقدة.

وقال مراديان "بصفة عامة كانت اسهامات ايران بناءة وإيجابية ولكن لا يزال موقف البعض في ايران تجاه أفغانستان غير واضح... لان الولايات المتحدة هنا ونحن ديمقراطية وليدة."

وجلست إيران والولايات المتحدة على نفس المائدة لمناقشة مستقبل افغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول الا ان ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش التي اقلقتها طموحات ايران النووية حرصت على ان تنأي الحكومة الافغانية الجديدة الموالية للغرب بنفسها عن ايران.

وذكرت ادارة بوش مرارا ان جميع الخيارات مطروحة إذا صنعت إيران اسلحة نووية في تهديد غير مباشر بشن هجمات مما يزيد شعور إيران بعدم الامان في ظل وجود 30 الف جندي امريكي في افغانستان إلى الشرق منها و140 الف جندي امريكي اخر إلى الغرب في العراق.

واستراتيجية ايران الدفاعية هي انهاك هذه القوات في قتال المتشددين بحيث لا تمثل خطرا حتى تضمن طهران توطيد نفوذها ومصالحها كما هو الحال في العراق.

ورغم ان ايران الشيعية لا تكن ودا لحركة طالبان واوشكت ان تشن حربا ضددها للاطاحة بالحركة السنية المتشددة في عام 1998 تقول مصادر عسكرية ان طهران لم تنأى بنفسها عن امداد مقاتلي طالبان بالسلاح ولكن بحساب للحيلولة دون تحقيقها نصرا وفي نفس الوقت استنزاف القدرات العسكرية للولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي من حلف شمال الاطلسي طلب عدم نشر اسمه "ثمة نفوذ للايرانيين داخل افغانستان... تظهر عبوات ناسفة بدائية إيرانية الصنع داخل افغانستان."

واضاف "ربما هناك عناصر داخل الحكومة الايرانية او الجيش الإيراني بشكل او بآخر تقدم هذه العبوات."

ويقول رشيد الخبير بشؤون طالبان ان الايرانيين عززوا مساندتهم للجماعات المنشقة داخل افغانستان "ليس بالضرورة كواجهة سياسية -لان من الواضح انهم لا يريدون عودة طالبان- بل كقوة يمكنها ان تعوق الولايات المتحدة اذا ما كانت ستهاجم إيران."

واستخدام جماعات لتنفيذ أهداف عسكرية بالنيابة عنهما أسلوب تستخدمه كل من الولايات المتحدة وإيران وإذا عمل البلدان على تضييق هوة الخلاف بينهما بالتخلي عن استخدام مثل هذه الجماعات فان أفغانستان ستصبح أكثر استقرارا.

وقال تريتا فارسي رئيس المجلس الوطني الايراني الامريكي ومقره واشنطن "يمكن ان تستفيد كثيرا العديد من دول المنطقة التي اضحت ميدانا للعداء بين ايران والولايات المتحدة رغما عنها اذا تحول هذا العداء لعلاقات اكثر تعاونية."

كما ان لدى ايران سببا قويا لدعم الاستقرار في افغانستان سواء لدعم التجارة او لوقف تدفق المخدرات التي يتعاطاها نحو مليون مدمن في ايران.

هذا ما يمكن ان تروج اليه ادارة اوباما ولكن عليها اكثر من اي شيء اخر ان تقنع طهران بان وجود قواتها في افغانستان لا يمثل تهديدا لايران.

وقال رشيد "الامر المهم... ان يعطي الامريكيون تأكيدات لايران بانهم لن يستغلوا الاراضي الافغانية لزعزعة استقرار إيران." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى