الاقبال على الانتخابات العراقية لم يكن كبيرا كما هو مأمول

> بغداد «الأيام» احمد رشيد :

> جاء الاقبال على التصويت في العراق لانتخاب مجالس المحافظات في 14 من 18 محافظة عراقية اقل مما كان كثيرون يطمحون إليه نتيجة لمشاكل في تسجيل الناخبين والإجراءات الأمنية المشددة.

ولم تشهد الانتخابات التي اجريت أمس الأول الا القليل من حوادث العنف التي عانى منها العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.

وقتل خمسة مرشحين قبل الانتخابات واطلقت بعض قذائف المورتر على مراكز للاقتراع لكنها اخطأت اهدافها أمس الأول وقالت الشرطة ان منزل أحد مرشحي حزب الحدباء ذي الاغلبية السنية نسف في شمال العراق أمس الأحد ولم يصب أحد.

وقال مسؤولون أمس الأحد ان 7.5 مليون ناخب اي 51 في المئة من بين اكثر من 14 مليون ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم على الرغم من حظر استعمال السيارات والتفتيش الذاتي وحواجز الاسلاك الشائكة ونقاط التفتيش.

وكان كثير من الزعماء السياسيين ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي تحدثوا خلال الحملة الانتخابية عن نسبة 60 في المئة أو أكثر,وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة في العراق وهي الانتخابات البرلمانية في عام 2005 نحو 76 في المئة.

وقالت مفوضية الانتخابات المستقلة ان الاقبال في بغداد أمس الأول كان اقل بقليل من 40 في المئة على ما يبدو.

وارجع رئيس المفوضية فرج الحيدري انخفاض نسبة الاقبال في العاصمة الى مشاكل في سجلات الناخبين التي أعدت على أساس قوائم توزيع حصص الغذاء الحكومية.

وقال ان كثيرا من الاشخاص الذين لم يعثروا على اسمائهم في قوائم الناخبين في مراكز الاقتراع لم يعدلوا عناوينهم في السجلات حسب اخر محل اقامة لهم على ما يبدوا أو يحتمل انهم توجهوا الى مراكز اقتراع أخرى غير تلك التي سجلوا فيها.

وقال الحيدري إنه ليس خطأ المفوضية ان بعض الاشخاص لم يستطيعوا الإدلاء باصواتهم بسبب كسلهم او لأنهم لم يهتموا بالسؤال عن المكان الذي ينبغي ان يدلوا باصواتهم فيه.

وقال ان نسبة مشاركة الناخبين في انحاء البلاد كانت متفاوتة من محافظة لاخرى.

وكانت نسبة الاقبال في نينوى وديالي 60 و57 في المئة على الترتيب,وكان السنة العرب في هاتين المحافظتين قد قاطعوا انتخابات عام 2005 واستبعدوا منذ ذلك الحين من السلطة.

وقد يشير هذا الاقبال الكبير نسبيا إلى مشاركة كبيرة من جانب العرب السنة الامر الذي قد يتيح لهم استعادة بعض النفوذ السياسي على حساب الأكراد في نينوى وخليط من الجماعات من بينها الشيعة في ديالي.

ويقول مسؤولون امريكيون انهم يعتبرون مشاركة السنة في التصويت في هاتين المحافظتين امرا مهما بالنسبة لخفض التأييد بين السكان لفلول جماعات التمرد ومن بينها تنظيم القاعدة.

ولم تتجاوز نسبة الاقبال أمس 40 في المئة في محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية في غرب العراق حيث قلت المشاركة في الانتخابات الاخيرة بعد ان هددت القاعدة وغيرها من جماعات المتمردين السنة بقتل من يشاركون.

وعبر علاء مكي وهو من زعماء الحزب الاسلامي العراقي السني عن سعادته لمشاركة ابناء المحافظة الذين قاطعوا الانتخابات السابقة في هذه الانتخابات برغم نسبة الاقبال المنخفضة التي أثرت على النتائج.

ويقول المحللون ان مستويات الاقبال قد تعد كبيرة بالنسبة الى انتخابات اقليمية في دولة بدأت لتوها اعتماد الديمقراطية التنافسية وتبلغ فيها الشكوك بشأن الساسة مستويات عالية.

وقال توبي دودج الخبير في الشؤون العراقية بجامعة لندن "اعتقد ان الاقبال المنخفض يعبر عن الشك لكنه ايضا ضيق بعملية الانتخاب ذاتها. فقد كانت الامال كبيرة في عام 2005 لكنها تحطمت على صخرة الواقع المتمثل في نخبة حاكمة تفتقر الى الكفاءة الى حد ما." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى