تتمة المطاف بصحبة أغنية أحبك

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> كان حظي من الغبطة والسعادة ما أثلج صدري وأنا أقرأ تعقيباً جميلاً ومركزاً من رجل كبير بقدر علمه ودماثة خلقه وسعة اطلاعه في مناحٍ متعددة في الثقافة والأدب والفن، العالم بالقانون وأستاذه الدكتور يحيى قاسم سهل.

ولأدبه الجم فقد أسقط عن نفسه في تعقيبه هذا أي صفة أو علاقة له فيها اهتماما بالمعرفة أو الاطلاع على مورثاتنا من فنون وأدب وثقافة، مع أنه موصول بها، وهي ساكنة فيه حتى النخاع.

تعقيبه الجميل الذي نشر في «أيامنا» الغراء بعددها الصادر يوم الإثنين الموافق 12 يناير 2009م والذي أورده من وحي ماكنت نشرته في صحيفتنا «الأيام» في مقال سابق لي تساءلت فيه عن مؤلف أغنية (أحبك والدموع تشهد) خوفاً وحرصاً مني على مكانة الشاعرين الكبيرين من أن يطال أحدهما سوء النية أو الطعن في تراثهما وأدبهما مما أوجب عليَّ إشهار مخطوطة نادرة ومنسية لديوان لم يرَ النور بعنوان (ألا لمَّا متى يبعد وهو مني قريب) لأديبنا الكبير عبدالله هادي سبيت، وبخط يده كان ينوي نشره عام 1969م، ولا يعلم إلا الله عن أسباب تعثر نشره، وكان الفضل في إظهار هذه المخطوطة النادرة للأستاذ عبدالقادر أحمد قائد، أستاذ علم النظريات الموسيقية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، لتقطع الشك باليقين عمن يؤول له نص هذه الأغنية بعد أن اعتراها الكثير من الجدل .

وقد اعتمد أخي وأستاذي الدكتور يحيى قاسم سهل، على طرف واحد في -الادعاء- ديوان صالح نصيب (الحب مش عيب) الذي قدم له الأستاذ فضل عوزر، وكذلك على كتاب سيرة حياة الفنان الراحل الأستاذ فضل محمد اللحجي، لمؤلفيه الأستاذين صالح نصيب وأحمد صالح عيسى، مع إشارته إلى اطلاعه على (موسوعة الغناء اليمني في 100 عام) ورأيه فيها لما بها من تناقض في التوثيق، ولعلمي بمصداقية الصديق العزيز الدكتور سهل، وعدم اكتراثه للمجاملات على حساب الحق بصفته رجل قانون، فإن مبادرته في التعقيب بمقاله الآنف الذكر، إنما انطلق من مقصد إحقاق الحق .

وزاد على ذلك بعدها أن شرفني في داري لقناعته الراسخة بأن الاختلاف في الرأي لايغير في الود قضية، وساعياً ومجتهداً، وبرغبة صادقة منه الاطلاع على نسخة مخطوط (ديوان سبيت) الذي أردت منه مفاجأة نسب أغنية (أحبك) له - أي لسبيت- وتاريخها، ليتحقق بحصافته المعهودة من حقيقة هذا المخطوط المنسي ومن صحة محتواه والتأكد من أنه بخط الأستاذ عبدالله هادي سبيت .

ومع كل ما كان في تلك الأمسية المباركة من تجاذبات جميل الحديث وأحسنه بعد أن اطلع عليه الجمع من الحضور واقتناعهم، فإن الحيرة ما انفكت قائمة في ألباب أفئدتنا وعقولنا وضمائرنا .. وبقي السؤال: هل نسلم بعد هذا بأن نص أغنية (أحبك) هي فعلا لعبدالله هادي سبيت؟ أم أننا قد نتوقع مفاجآت أخرى آتية ؟

وتلبية للدعوة الكريمة من الأستاذ عبدالقادر أحمد قائد، لكل المهتمين والمعنيين ممن يود الاطلاع على أصل مخطوط هذا الديوان .. فلقد لبى الدعوة الأخ العزيز الدكتور يحيى سهل، وتصفحه وقرأ من بين نصوص أغنياته نص أغنية (أحبك) بأبياتها المغناة، وعددها الأربعة عشر، وكما وردت في ديوان الراحل نصيب، وكتاب سيرة حياة الفنان فضل محمد اللحجي .

أعود فأذكر أنها كانت أمسية من خير الأماسي، وزاد في بهجتها مشاركة أوفياء لهذا التراث الأصيل، فكان منهم على كثرتهم الشاعر والناقد الأستاذ هاني جرادة، الشاعر الغنائي الجميل علي حيمد، رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب المهندس محمد مبارك حيدرة ، نائب رئيس الجمعية الكاتب الأستاذ صالح حنش، المحرر الثقافي بـ«الأيام» الأستاذ أحمد عبدالله السقاف، الباحث بمركز البحوث التربوية الأستاذ عبدالحفيظ المعمري، ونصير الثقافة والأدب والفن الأستاذ أنور خان .

مسك الختام وتتمة المطاف :

إن كان هناك من يستحق الثناء والوفاء فهي صحيفتنا «الأيام» لسعة صدرها وعنايتها واهتمامها بثقافتنا وموروثاتنا، ولناشريها الوفيين الأستاذين هشام وتمام باشراحيل، ولهيئة التحرير ممثلة بمحررها الثقافي لمتابعاته شخصياً ماكان بشأن هذه الأغنية، والله من وراء مقاصدنا شهيد .

em:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى