رئيس الوزراء التركي: كنا قريبين جدا من اتفاق سوري - إسرائيلي ليلة 23 ديسمبر .. فوجئنا بالقنابل على غزة بعد محادثات 6 ساعات مع أولمرت

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

>
أخذت التوترات بين إسرائيل وتركيا منحى علنيا خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأسبوع الجاري عندما انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إسرائيل بسبب الهجوم الذي قامت به على غزة.

وفي مقابلة أجراها لالي ويموث، من صحيفة «واشنطن بوست»، تحدث رئيس الوزراء التركي عن الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل والوساطة التركية بين إسرائيل وباكستان وقال انه عرض التوسط لاطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وروى تفاصيل محادثات بين 5 و6 ساعات بينه وبين إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعدها بأيام فوجئ بالقنابل تسقط على غزة، وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:

> لقد انتقدت العملية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، ويقول البعض إن ذلك يعود إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أتى إلى تركيا قبل بدء العملية مباشرة، ولم يخبرك عنها. لماذا دفعت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى أقصى حدود لها؟

- هذه نظرة خاطئة.

> ما هي النظرة الصحيحة؟

- بناء على طلب من سورية، دخلنا مرحلة من العمل المشترك مع إسرائيل وسورية كي ندفعهما إلى عقد محادثات مع بعضهم بعضا، وقد كنا نحن الوسطاء في هذه العملية، وهذا مثال على قدر الأهمية الذي نوليه لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقد قمنا بذلك من قبل مع باكستان وإسرائيل... فخلال رئاسة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، جمعنا الطرفين في اسطنبول: وزير الخارجية الإسرائيلية ووزير الخارجية الباكستاني.

> وماذا حدث؟

- تمت الاجتماعات سرا على مدى يومين قبل عامين تقريبا، كما أننا شاركنا في محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين.

> بين إسرائيل وحركة فتح أم بين إسرائيل وحركة حماس؟

- أنا أعني السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، ففي 23 ديسمبر، عقدنا اجتماعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في أنقرة، وفي هذا اليوم، عقدنا الجولة الخامسة من المحادثات غير الرسمية بين سورية وإسرائيل. في تلك الليلة... كنت أتحدث عبر الهاتف مع الرئيس السوري بشار الأسد وكنت أتحدث شخصيا إلى أولمرت وإلى وزير الخارجية السوري أيضا.

> هل كنت تسعى إلى تحريك العملية تجاه محادثات مباشرة بين إسرائيل وسورية؟

- نعم

> وهل وافق بشار الأسد؟

منذ البداية، يوجد لدى الرئيس الأسد موقف إيجابي جدا إزاء هذه المحادثات. وفي تلك الليلة، كنا قريبين جدا من الوصول إلى اتفاق بين الطرفين، واتُّفق على أنهما سوف يتحادثان حتى نهاية الأسبوع القادم للوصول إلى محصلة (إيجابية).

> ولذا شعرت أنك كنت قريبا من الوصول إلى اتفاق؟

استغرقت المحادثات في تلك الليلة خمس أو ست ساعات... عندما كنت أتحدث مع رئيس الوزراء أولمرت، قلت فيما يتعلق بالمحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، لن يكون من الصواب عدم إشراك حماس في المفاوضات، فقد شاركت في الانتخابات وفازت بأغلبية المقاعد في البرلمان. ولكن، قال رئيس الوزراء أولمرت إنه لا يستطيع القيام بشيء مثل ذلك. أضف إلى ذلك، خلال المحادثة، قلت... إنني أعتقد أنني سأنجح في تحرير الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط.

> هل طلبت من الإسرائيليين القيام بشيء ما لحماس كي تطلق سراح الجندي الإسرائيلي؟

- قلت لرئيس الوزراء إنك إذا كنت تريد منا التوسط من أجل تحرير الجندي الإسرائيلي، فيمكننا القيام بذلك، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق شيء ما. ولكن... بمجرد تحرير الجندي الإسرائيلي، يجب على إسرائيل (إطلاق سراح) رئيس البرلمان التابع لحركة حماس وأعضاء البرلمان التابعين لها.

> لماذا لديك هذه العلاقة القريبة من حماس، التي هي ذراع تابعة لإيران ويديرها خالد مشعل، الذي يعيش في دمشق؟

- أولا، حماس ليست ذراعا لإيران. دخلت حماس الانتخابات كحزب سياسي. ولو أعطى العالم لها الفرصة كي تكون لاعبا سياسيا، ربما لن تكون في مثل هذا الوضع بعد الانتخابات التي فازت بها. لم يحترم العالم الرغبة السياسية للشعب الفلسطيني. من ناحية، نحن ندافع عن الديمقراطية ونبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن من ناحية أخرى، لا نحترم نتيجة... صناديق الانتخابات. فلسطين اليوم عبارة عن سجن مفتوح. وعلى الرغم من محاولاتهم الكثيرة، لم تستطع حماس تغيير الوضع. تخيل، أن تسجن رئيس البرلمان في إحدى الدول وبعضا من وزراء الحكومة وأعضاء البرلمان. وبعد ذلك تتوقع منهم أن يجلسوا طائعين.

> يبدو أنك ورئيس الوزراء أولمرت كنتما على وشك إنجاز بين إسرائيل وسورية؟

- يحدوني نفس الشعور بالإثارة.

> يشعر الإسرائيليون بإحباط من أنهم لا يستطيعون الحديث مباشرة مع السوريين؟

- كنا نسعى كي نكون أملهم. كانت الجملة الأخيرة لأولمرت (وهو ينصرف): «بمجرد أن أعود سوف أستشير زملائي وأعود إليك». وبينما كنت أنتظر رده... بدأت القنابل تسقط على غزة في 27 ديسمبر. لم تكن هناك أي إصابات في إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في يونيو 2008. ويزعم الإسرائيليون أن الصواريخ كانت تطلق (من غزة). سألت رئيس الوزراء أولمرت، كم عدد المواطنين الذي ماتوا بسبب هذه الصواريخ؟ منذ 27 ديسمبر، هناك ما يقارب من 1,300 قتيل و6,000 جريح، لم تعد هناك بنية تحتية ولم تعد هناك مبان، وكل شيء تعرض للدمار. تعاني غزة كلها من الخراب. إنها مغلقة بالكامل، وتحت حصار تام. أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا، ولكن تعلن إسرائيل أنها لا تعترف بهذه القرار. أنا لا أقول إن حماس عبارة عن حركة جيدة ولا ترتكب أخطاء. لقد ارتكبوا أخطاء، ولكني أقيم النتيجة.

> والآن، هل ترى أن هناك دورا لتركيا؟ كانت هناك مناقشات عن قوات تركية كجزء من قوة حفظ سلام في غزة.

- هذا الموضوع خارج النقاش كلية، قد يكونون كمراقبين. سيكون خطأ كبيرا من جانبنا أن نرسل قوات أمنية. هناك بعض من يحاولون الزعم بأن موقفي تجاه الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة بسبب أني معاد للسامية أو ضد الشعب اليهودي.

> والكثير من اليهود الأميركيين يشعرون بالضيق الشديد من ذلك؟

- وأنا متضايق منهم كثيرا. أولا بالنسبة لليهود الذين يعيشون في دولتي، هم شهود على موقفي من اليهود. دائما ما أعلن كفرد، أن معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية. وكرئيس وزراء، دائما ما كنت ضد معاداة السامية، وإحباطي حاليا من الحكومة الإسرائيلية الحالية لأنها لا تتصرف بنزاهة معنا.

> ولكني شاهدت دلائل على معادة السامية في تركيا أخيرا؟

- هذه أعمال فردية.

> ولكنها شديدة جدا، أحاط الناس بالقنصلية الإسرائيلية، كان ذلك مروعا؟ هناك مظاهرات ديمقراطية... هناك مظاهرات في الولايات المتحدة، وحتى في إسرائيل. كل ما نقوله هو ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولا شيء ضد اليهود. وأقول بصورة واضحة في خطاباتي إن أي شخص يفكر في القيام بشيء ضد اليهود في تركيا سوف يجدني ضده. وبالطبع، لن أطلب من أولمرت أن يكتب خطاباتي.

> هل انتهت علاقتك مع إسرائيل؟

- لدينا علاقة جادة، ولكن على الحكومة الإسرائيلية الحالية أن تراجع نفسها، يجب ألا يستغلوا هذه القضية من أجل الانتخابات المقبلة في إسرائيل.

> هل تتوقع أن يلعب الرئيس باراك أوباما دورا أكثر عدالة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

- لا توجد عدالة في الوقت الحالي. ونتوقع أن توجد عدالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى