السودان يطلب من جنود حفظ السلام مغادرة بلدة في دارفور

> الخرطوم «الأيام» اندرو هيفنز :

> قالت قوة حفظ السلام بدارفور أمس الأحد ان حكومة السودان طلبت منها سحب جنودها من بلدة في الاقليم يسيطر عليها المتمردون وسط تقارير تفيد بان القوات الحكومية تستعد لمهاجمة البلدة.

وقالت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي انها حاولت اقناع السودان بترك جنودها في بلدة المهاجرية في جنوب دارفور حتى يستطيعون الاستمرار في حماية اكثر من 30 الف مدني في المنطقة.

وكانت المهاجرية مسرحا لقتال شديد استمر اكثر من اسبوعين بين قوات الحكومة السودانية وقوات حركة العدل والمساواة المتمردة وغيرهم من المقاتلين.

وتصاعدت المعارك في دارفور قبل قرار متوقع للمحكمة الجنائية الدولية بخصوص ما إذا كانت ستصدر أمر اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بخصوص تهم بتدبير إبادة جماعية في دارفور.

وقالت حركة العدل والمساواة التي تسيطر حاليا على البلدة لرويترز ان قادتها العسكريين ابلغوا عن اربعة طوابير من قوات الجيش السوداني بينها وحدة مزودة بدبابات تقترب من البلدة في جنوب دارفور من اتجاهات مختلفة بعد ظهر أمس الأحد.

وقال المسؤول في حركة العدل والمساواة الطاهر الفقي انه يعتقد انهم يعتزمون شن هجوم كبير وان مبعث قلقه الرئيسي هم المدنيون لأنهم سيصطلون بنار أي قتال.

واضاف أن القوات الحكومية تجلب دبابات ولذلك فمن المؤكد أنها تستعد لمهاجمة البلدة.

وقال الفقي إن لديه تقارير عن أن قوات حكومية من بلدتي نيالا والفاشر عاصمتي ولايتي جنوب وشمال دارفور تحصل على دعم من ميليشيات ومقاتلين آخرين موالين لميني اركوا ميناوي الزعيم المتمرد الوحيد بدارفور الذي وقع اتفاق سلام مع الخرطوم في 2006,وانتزعت قوات حركة العدل والمساواة السيطرة على المهاجرية من قوات ميناوي في منتصف يناير كانون الثاني.

ومن المتعذر التحقق من تقارير اقتراب القوات بصورة مستقلة ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من القوات المسلحة السودانية.

وقالت المتحدثة باسم القوة المشتركة جوزفين جيريرو ان الحكومة السودانية طلبت بعد ظهر أمس الأحد انسحاب وحدة مكونة من 196 من جنود حفظ السلام من البلدة لكنها لم تقدم سببا لهذا الطلب.

وقالت ان الممثل المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الافريقي في دارفور رودولف ادادا عاد الى السودان قادما من مؤتمر في اثيوبيا لمحاولة اقناع حكومة السودان بتغيير رأيها.

وأضافت "نطالب بذلك حتى نستطيع الاستمرار فيما نقوم به وهو حماية المدنيين." وقالت ان جنود حفظ السلام كانوا لا يزالون في المدينة حتى وقت مبكر من مساء أمس الأحد.

وعبرت جماعة ذا ايجيس تراست الحقوقية البريطانية عن مخاوفها بشأن سلامة المدنيين في المهاجرية إذا غادرت قوات حفظ السلام.

وقال جيمس سميث الرئيس التنفيذي للجماعة "إذا انسحبت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من البلدة.. فلن يبق هناك مراقبون دوليون."

وعندما اندلع القتال الشهر الماضي تم اجلاء عمال المساعدات كما لجأ المدنيون إلى المنطقة المحيطة بقاعدة قوة حفظ السلام. وقالت حركة العدل والمساواة إن المعارك أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة رغم عدم ورود ارقام محققة.

وقال محللون ان القتال حول المهاجرية كان اسوأ اعمال العنف التي شهدتها المنطقة في غضون عام.

ووجدت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التي يفترض أن تغطي منطقة نائية شاسعة نفسها محصورة في صراع آخذ في التصاعد تشارك فيه عصابات وقوات حكومية وفصائل متمردة وقبائل متناحرة وميليشيات.

ويقول خبراء دوليون ان 200 الف قتلوا في دارفور منذ رفع متمردون معظمهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة واتهموها باهمال الاقليم. وتقول الخرطوم ان عدد القتلى عشرة آلاف فقط. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى