"قضية بلال" تثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة في افغانستان

> خوست «الأيام» ايمانيول دوبارك :

> في منتصف كانون الاول/ديسمبر قتلت القوات الاميركية الخاصة ثلاثة من افراد عائلة واحدة في غارة ليلية على منزل طبيب بالقرب من خوست بعد ان اعتقدت انهم على علاقة علاقة بتنظيم القاعدة.

وزاد من الغضب الذي اثارته هذه الغارة على جنوب شرق افغانستان زيارة مواساة قام بها الرئيس حميد كرزاي، قال البعض انها تهدف الى كسب التأييد في الانتخابات المقبلة.

وقال بلال حسن الذي يعمل في قسم الصحة في المنطقة "دخل الاميركيون بدون انذار. في البداية قتلوا واحدا من ابناء اخي ويدعى امين البالغ من العمر 14 عاما بينما كان ينام بالقرب من بندقيته".

واستيقظت العائلة على الصدمة عند الساعة 11 ليلا عندما هاجمت القوات الخاصة منزلهم الواقع عند سفح الجبال التي تغطيها الثلوج.

وقال بلال "خرج اخي ومعه بندقية فاطلقوا عليه النار وقتلوه كما قتلوا زوجته التي خرجت وراءه".

واصيبت شقيقة زوجة اخيه في عمودها الفقري ما تسبب في اصابتها بالشلل.

وتابع بلال "وبعد ذلك اطلقوا كلابهم" فهاجمت الجثث ومزقتها اربا واكلت بعض اصابعها. ثم انقضت الكلاب على المرأة الجريحة وطفل في الخامسة من عمره". واضاف بلال "لقد كان الجميع يصرخون ويبكون".

واستمرت عملية البحث التي قامت بها القوات الاميركية خمس ساعات. ويوضح بلال "قام الاميركيون بتفتيش النساء بانفسهم".

وحسب تقاليد الباشتون فان لمس الرجال لامرأة ليست فردا من افراد اسرتهم يعد جريمة.

واضاف "لقد اخذوا مدخراتنا، وكافة اسلحتنا التي نستخدمها للدفاع عن النفس، وحتى وثائق بعض ممتلكاتنا .. لماذا فعلوا كل ذلك؟".

وبعد ايام اصدر الجيش الاميركي بيانا قال فيه ان العملية كانت تهدف الى "عرقلة شبكة القاعدة الارهابية" وان ثلاثة "مسلحين" قتلوا عندما حاولوا اطلاق النار على الجنود.

واعتقل خمسة مشتبه بهم من بينهم الشخص المستهدف من الغارة والذي كان يعتقد انه "على اتصال مباشر مع زعماء القاعدة خارج افغانستان".

لكن في خوست يدعم الكثير وبينهم اجانب درسوا الحادث الذي اصبح يعرف باسم "قضية بلال"، رواية بلال الطبيب.

وبعد شهر ونصف تم الافراج عن "كافة المشتبه بانهم من تنظيم القاعدة" باستثناء واحد.

وقال الدكتور بلال ان الجيش الاميركي وربما في اعتراف جزئي منه بالخطأ الذي ارتكبه، قدم مبلغ 225 الف افغاني (4500 دولار) تعويضا على الغارة.

الا انهم لم يعيدوا الاشياء التي صادروها ولا زالوا يحتجزون ابن اخي بلال ويدعى احمد نور الذي كان يزور العائلة قادما من دبي حيث يعمل سائقا.

وقال بلال ان نور (25 عاما) "مثلنا تماما لم يكن مطلقا من طالبان".

وقدم بلال ورقة من الشركة التي يعمل فيها نور، وهي شركة لتعبئة المياه في الامارات العربية المتحدة، جاء فيها ان نور في اجازة. واكد مسؤول في مكتب في دبي ان نور يعمل في تلك الشركة.

ويريد بلال ان يعترف الجيش الاميركي على الاقل بخطأه.

وقال بلال ان وراء ذلك الهجوم خصوم "شيوعيين" -- أيدوا الغزو السوفياتي على افغانستان في الثمانينات -- يعملون الان في الشرطة، حسب قوله. واضاف "بيننا خلاف على الارض، وهم من وشوا بي".

وقال مسؤول دولي في الولاية طلب عدم الكشف عن اسمه ان الشرطة ذكرت ان "بلال على علاقة بالمسلحين".

واخذت هذه القضية بعدا سياسيا عندما زار كرزاي خوست في 23 كانون الاول/ديسمبر للصلاة على القتلى من عائلة حسين.

واغتنم الرئيس المناسبة ليدين الغارات الليلية التي يقوم بها الجنود الاميركيين، في كلمة رحب بها سكان المنطقة الذين لا يخفون كرههم للجنود الاميركيين و"اخطائهم".

وقال مراقب غربي في ولاية خوست انه يعتقد ان كرزاي لم يكن ليزور تلك العائلة لولا رغبته في الحصول على تأييد لاعادة انتخابه في 20 اب/اغسطس حيث يتوقع ان يواجه تحديات سياسية قوية بعد ان اضعفته اعمال العنف التي تهيمن على البلاد,وقد ازعجت زيارة كرزاي الاميركيين.

وقال باتريك سيبر احد المتحدثين باسم الجيش الاميركي في خوست "لماذا لا يفعل السيد كرزاي الشيء نفسه عندما يقتل طالبان ابرياء؟".

وكان يشير الى هجوم انتحاري في كانون الاول/ديسمبر اودى بحياة 14 طفلا في نفس المنطقة، ولم يزر كرزاي تلك المنطقة على اثره.

وقال "نحن ناسف لوقوع ضحايا، ولكن من وجهة نظرنا فان العملية مبررة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى