المذيعة التلفزيونية المتألقة أمل بلجون في حوار صريح مع «الأيام»:معاناتنا كبيرة منها تأخر المخصصات وافتقارنا لغرفة مكياج ووعود لم تنفذ بعد في قناة يمانية

> «الأيام» خديجة بن بريك:

> من منا لايعرف صاحبة الصوت العذب، ومن منا في جيلنا لايعرف (ماما أمل) كما يحلو للبعض تسميتها، صوت ينقلك عبر الأثير, وما إن تسمعه حتى يرتبط بالفرح والسعادة كونه صوتا يقدم لنا المناسبات السعيدة.

وكما يقول البعض: كلما تقدم بها السن ازدات جمالا، المذيعة الوقورة أمل بلجون تحكي لنا عن معاناة يكابدها كثير من العاملين في قناة (يمانية ) قد تكون تلك المعاناة ظلت حبيسة بين دهاليز مبنى القناة, ولكن كما يقال لكل شيء حد معين, لذلك أجرينا هذا الحوار مع نجمة نجوم مذيعي ومذيعات قناة يمانية.

< بدأنا حوارنا معها بسؤال:أين تقف اليوم يمانية وسط عالم المنافسة مع القنوات الأخرى فأجابت:«يوسفني أن أقول بأنها لا تملك أدنى مقومات الوقوف ولو في آخر الصف ، فكيف يقف المصاب بالشلل! نتمنى أن نجد لنا مكانا».

<وعن الحلول الممكنة لاستعادة القناة دورها التنويري قالت:«كي تعود كذلك لا بد من توافر مطالب معينة تعينها على العودة, وأن نضمن لها رسالة إعلامية تتناسب وإيقاع العصر ومنها: استخدام مبنى جديد للقناة, تجهيز المبنى تقنيا, التركيز على تأهيل الكادر في مختلف التخصصات تأهيلا حقيقيا يتساوى في فرصه الكبير والصغير وبصورة مستمرة, وضع لوائح واضحة للسياسة الإعلامية, حتى لا تظل تتخبط بين الممنوع والمسموح, واعتماد ميزانية تلبي متطلبات الفضائية والإنتاج والتنافس والاستعانة بالخبرات لقيادة القناة من الأعلى إلى الأسفل وحلمنا أن نجد الشخص المناسب في المكان المناسب».

< وعن سؤالنا: هل من تقدير لمكانة المذيعين والمذيعات القدامى؟ أجابت:«سأذكر بعض النقاط وفي آخرها فليحكم القارئ الكريم عما إذا كان هناك تقدير أم لا .

إلى اليوم لم يتم تكريم أي منا بالإدارة أو أي قسم, ويتساوى المذيعون الشباب معنا في كل شيء حتى التصنيف بالأجر والتقييم وأسلوب تخاطب القيادة وأيضا في مساحة الظهور, بل ويتفوق البعض في بعض النقاط المذكورة وبعلم القيادة، ولا يتم التعامل مع القدامى كخبرة ومرجع, بدليل أن كثيراً من المستجدين من المذيعين مرروا إلى العمل في القناة ولاندري عبر من! كما أن هناك تجاهلا من قيادة القناة للقدامى بل والرغبة في تقليص ظهورهم».

وأضافت قائلة:«معاناتنا كبيرة ومنها أننا وإلى هذه اللحظة نفتقر إلى غرفة مكياج وهذا جزء من معاناة يومية، كما أننا لا نعلم أين يذهب مخصص البرامج والضيوف وللمذيعين، ولماذا لم نستلمه ، ومن تلك المعاناة عدم وجود (مقصف) أو كفتيريا يحترم آدميتنا, وكذا عدم وجود مراسل للنوبات، أما بالنسبة لسيارات التلفزيون فحدث ولا حرج, هناك وعود من قبل د.خالد عبدالكريم بإحضار سيارات خاصة بعمال التلفزيون وسيكتب عليها لوحة (خاص بعمال التلفزيون) كوننا نواجه إحراجات في غياب هذه اللوحة.

وإلى الآن يتم الاستعانة بسيارات خاصة, وما يؤلمني أنه عندما نعمل بسيارات جديدة أول ما يتم التفكير به هو المخصص, فيقومون بفصل التكييف عن السيارة, وكما هو معروف أن طقسنا لا يحتمل, وأنا هنا أتساءل: لماذا ولصالح من نحن نعمل؟ كما أنني أحضر معي قارورة ماء وأحتفظ بالكوب الذي عليه شعار يمانية حيث آخذه معي للمنزل لأضمن عدم ضياعه، كما أحضر معي علبة (كيلنكس)، ونعمل في بعض الأحيان من دون تكييف وهذه معاناتنا اليومية.

ومن تلك المعاناة أيضا هي أننا إلى الآن لم نستلم مخصص البرامج الخاص لعام 2008م شهر مايو، علما بأنهم حرمونا من مستحقات شهر يونيو 2007م تحت مبررات لاعلاقة لنا بها, إذاً أين هي؟ كيف يعالجون الأمور بهذا الشكل وبأي منطق؟! أين هي حقوقنا؟!وقيادة العمل لا تحترم وجودنا».

وقالت: «الموظفون متذمرون يريدون حقهم المادي والمعنوي أين نحن من النظام؟ على سبيل المثال مساهماتنا المتعارف عليها أن نستلمها في تاريخ محدد من كل شهر, لكن للأسف بإمكانك أن تنتظر أكثر من شهرين وكأنها صدقة وليست حقا مكتسبا».

< وحول أسباب تراجع مستوى البرامج قالت:«الأسباب كثيرة, منها غياب التأهيل في مختلف التخصصات, وعجز لجنة التقديم البرامجي عن الوقوف على مكامن الضعف والقوة في البرامج, لأن معظمهم لاعلاقة لهم بذلك أصلا والبرامج كي تجهز تمر بمراحل تقنية وفنية, ويتم فيها تفادي القصور, ولكن المذيع والمقدم يعاني الويلات نتيجة عوامل القصور في تلك المراحل وللأسف أعمالنا وبرامجنا ترسل من المصنع إلى المستهلك، وبهذا القصور قد يظن البعض أننا لا نحترم المتلقي».

وسألناها إذا كان لديها من توجيهات ونصائح لمن يريد من الشباب شق طريق الإعلام فقالت:«أن يقرأ كثيراً, أن يتدرب كثيرا, وأن يتابع ذوي الخبرة والقنوات الهادفة والناجحة بتركيز, أن يظل متواضعا دون ترفع حتى وإن وصل إلى أي مستوى لأن من تواضع رفعه الله, أن يكون قريبا من الناس مطلعا على الواقع من حوله, أن يطور من ذاته يسعى لامتلاك كل المعارف, أن يتأنى في أمره ولا يتخير الاندفاع, وأن يكون حسه عاليا وبديهيته حاضرة».

< وحول برنامجها الشهير قالت :«كيف أتحدث عن برنامجي الذي ارتبط بذهن المشاهد حتى اللحظة وتم تغيير اسمه من (مع المشاهدين) إلى (تهاني وأماني) والآن تغير اسمه إلى (مراسيل)».

وأضافت:«برنامج تهاني وأماني أو كما هو الآن مراسيل يعنى بكل مناسبة سعيدة لكل المشاهدين في الداخل والخارج وعلى مدى خمسة عشر عاما ومازال، وبالنسبة للجهد الذي أبذله يبدأ بالبحث عن الأغاني في المكتبة وما أدراك ما المكتبة! فهناك آخذ سجل الأغاني وأختار منه الأرقام التي أريدها وكما يقولون (أنت وحظك) ربما تجد ما تبحث عنه في الشريط الذي اخترته أو لا تجد مرادك, وقد تجد الأغنية بعد جهد, ولكنها تكون غير صالحة فنيا, وهكذا أبحث عن الأغاني المناسبة للمناسبات أو أختارها على حسب طلب المشاهد, ولكننا نفتقر إلى الكثير من الأغاني في المكتبة مما يستدعي الضرورة أخذها من الإذاعة وبعدها أعمل لها لقطات حسب مضمون الأغنية ومايتناسب معها وعندما أكمل المشوار في المكتبة أحدد الوقت وأحفظها خارج المكتبة وبمكان لا يعلمه أحد غيري, لكي أجدها يوم البرنامج, وذلك حرصا مني أن لا يجده غيري من الزملاء بالصدفة إن كان يبحث عن أغنية ويجدها في الشريط الذي قمت بتجميع الأغاني فيه ويأخذها من دون علمي وهذا قد يصيبني بالإرباك في عملي وخاصة في يوم عرض البرنامج».

وأضافت قائلة:«سبق أن قدمت تصورا للبرنامج عله يخفف من المعاناة ،واشتمل على نمودج بطاقات تباع في الأكشاك والمكتبات بمبلغ 50 ريالا, ليحد من الفوضى لأني أستلم رسائل عبر البريد من البوابة ومن الموظفين ومعظمها تحمل أكثر من 120 اسما، أيضا مقترحي يتضمن بريد الكتروني, وتوسيع خطوط الهاتف وهدايا للعرسان الذين ستدخل أسماؤهم في قرعة يجريها البرنامج شهريا, لكن وللأسف كان ردهم أن ذلك يحتاج إلى إنتاج».

وقالت:«اجتهدت لكي أحظى بالقليل ولكن وجدت نفسي وكأني أشحذ مابين إدارة الإعلانات والمدير وأثناء إحدى زياراتي لمكتب المدير أطلعته على معاناتي وقلت بأنه على أقل تقدير نعمل أربع بطائق جرافيك رمزية ألصق عليها رسائل المشاهدين, ويكون الوجه الأول للكاميرا, والآخر يحمل رسمة مراسيل بحيث أقوم بإلصاق الرسائل بالدباسة بشكل أسبوعي، فسألني كم المبلغ الذي يحتاجه هذا؟ فأجبته إنه حسب معلوماتي من زملائي في إدارة الكمبيوتر هو 1000 ريال لأربع بطائق, وكان أن أعطاني من جيبه في تلك اللحظة وإلى الآن وأنا أحافظ على البطائق بالرغم من أنها تشوهت من كثرة الاستعمال».

وتابعت:«أما البريد الالكتروني فاستمر شهراً وانقطع وعاد تحت مبررات سخيفة, وانقطع مرة أخرى وكنت أتمنى أن يسألني أحدهم لماذا ؟ أين البريد لم يعمل في حلقة الأسبوع لا سامعاً ولا متابعاً. وكنت أتمنى عند إشارتي إلى أكثر من خط هاتفي إبلاغي أننا لا نعمل إلا بخط واحد ولا أحد يتابع التحويلة, فالبرنامج بحاجة لخطوط كثيرة, فالخط الواحد قد يفصل ونعمل على خط الرقابة الرئيسي .

للأسف إن القيادة لا يعينهم ذلك وقد لفتت انتباههم أمور كثيرة لا تستحق وقد طرحت كل هذه المعاناة عليهم, ولكن من دون جدوى, حتى إن التصور لم يقدم منه شيء كلما ألح على دائرة الاعلانات أجد أن المتابعة في صنعاء مع أن الأمر سيكون له مردود يرفد البرنامج والعاملين عليه بالخير, من دخل البطاقات ويمكن عملها برعاية إحدى الجهات, ولكن للأسف لا أجد صدى لهذا التصور.

ويجب أن يكون هناك مجموعة خاصة لا لها علاقة بالإرسال ولا النوبات ومجموعة فقط خاصة للبرامج المباشرة, ويحضر قبل الوقت بساعتين يتم فيها تجهيز ديكور، إضاءة، صوت، إخراج ليصل المذيع ويشعر بقيمة العمل وهيبته.

وطرحت ضمن ماطرحت تسجيل البرنامج وإعادته لمن فاته المتابعة, حيث قدمت الإعادة بوقت لا ترضي ولاتخدم المشاهدين, وهذه عشوائية وعادة، وإن قدمت وقت أطول دخلوني بمواجيز 5+4 وهذا تطفيش.

وفي إحدى المرات فاجأني المدير بأن البرنامج سيقدم حلقتين, حيث أحضر لي بالمكتوب يومي الخميس والسبت ونوهت لذلك, ولكن فوجئت بأنه كان كلاما للاستهلاك وعندما تابعت قال: خليها من الأسبوع القادم, وبعدها من الشهر القادم, وبعد ذلك من الفصل القادم حتى أصبحت أخجل من متابعة الأمر, وكما قلت سابقاً ما خفي كان أعظم! وأستغرب كيف يحصل كل هذا ونحن الآن فضائية وخاصة أنه يجب أن نحرص على إرضاء المتلقي ونكسب ثقته فبعد إعلاني عن هذا الاقتراح أشعر بإحرج أمام المشاهدين لعدم تنفيذه, ويا فرحة ما تمت !».

واختتمت اللقاء قائلة:«كل ما ذكرته هو شيء مكرر وقد تحدثنا عنه مرارا وتكرارا وليس وليد الصدفة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى