بيني ومواعيد الزمان واللامكان(3)

> «الأيام» صالح حمود:

> على شرفة الوقتِ

كان لنا موعدٌ

للصلاة

وكان لنا موعد للقبلْ

لا شيء نجمعُ فيه بين شظايا

احتجاج النداء

وبين جموح الصدى

كأنا معاً ذاهبان

إلى موعد في الفراغ

نلملم فيه ملامح أشواقنا

من شفاهِ الردى

ونعصرُ ما احتسيناه من العشقِ

والصبر...

في جفون المدى...

لكِ الآن أن تسألي

لماذا أطلْتُ الوقوف

على رسم عينيكِ

دون هدى...؟

وكيف أطلّتْ على شفتيك

الفراشات

حلَّت على مقلتيك ثم ذابت

كقطر الندى...

****

على شرفة الوقت

صار لنا موعد للقاء

قبل انبلاج الوجومْ...

وبعد انكسار النجومْ...

نظنُّ إذا ما قرأنا - كما ظنَّ أجداد أسلافنا -

إذا ما قرأنا البروج...

وانجلتْ عن غروب صباحاتنا

غيوم الغيوم...

سيأتي اللقاء كما نرتضيه معاً بعد قرون...

في تخوم التخوم...

انتظرنا..

فصول القطاف هنا

ألف عام

بين مواسم تأتي

وأخرى عليها تحوم...

ذهبنا عراة لسوق عكاظ

بعد عام من الكهفِ...

نبحث عما تبقى لأحلامنا

من أظفار...

ثم نشيِّعُ أصابعها...

لنعلم بعد فصولٍ بأنا نشيِّعُ آمالنا

بإياب القدوم...

ثم نقول

لركام الهمومْ:

متى نحتمي

من مصيرٍ يطاردنا ...

من دمٍ يحاصرنا ؟

من خطوبٍ

علينا تدوم؟

***

على شرفة الوقتِ

صار اللقاءُ

معجزةً قد يليقُ بنا

وقد لا يليق..

والفضاءُ رغم اتساع مساراتِهِ

إما علينا يضيق

أو بنا لا يطيقْ..

وطفولة شيخوخة الانتماء لمدارات

أشواقنا ربما

قد تفيقُ من كبوةٍ

حين لا نستفيقْ..

***

على شرفة الوقت

صار لنا موعدٌ للقاء

وكان اللقاء كالمستحيلِ

نعرج قبل الولوج إلى

كبرياء الجنون النبيلْ

على شيخ فتوى.. فيغدو المجيء إليك رحيلَ الرحيلْ

والأناشيد تغتالها فتاوى

شيوخ ما بلغوا الحلم،

جيل فجيل...

****

على شرفة الوقت

تسقط أفكارنا...

ندهسها بحوافر أحقادنا...

ذُلنا... عرينا

فندوِّنُ على حجرٍ نطاردهُ ويطاردنا

أنباء من قتلوا

في حروب البسوسِ/

السلام البديل/

ومن آثروا الملك...

عمراً مديداً...

اغتصاباً

وفتحاً جديداً... نساقُ به كالقطيع

لا صراخ لنا... لا عويلْ

ربما سيكونُ لنا أن نمجِّدَ

سيفاً نراه على شرفةِ الوقت

بعدئذٍ

في رفاتِ القتيلْ...

****

على شرفة الوقت

كان لنا موعد للقاء

جُبلنا على غيضِ أسفارنا

احترفنا مقامات أشباه قاماتنا

فيكون الرحيل إليك مروراً بقُدّاسِهِ

نصنع منه إماماً.. ولياً...

ونشنقُ في دورةِ الوهمِ

دعاءَ يسوعْ

نداء عليَّ...

ثم نقولُ...

السلام عليكِ

لا السلاح عليكِ

ونحلمُ على شرفة الوقت

بلقاءٍ يجمّل أحزاننا ويضوعْ

يولّد فينا افتراضاً رضيعاً

للقاء.. إليه نجوعْ...

http://Saleh11165.jeeran.com

ديسمبر 2008م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى