> «الأيام» صلاح العماري - تصوير/يحيى الدين سالم :

هذه المدينة الجميلة التي لا يغيب عنها أحد أبنائها إلا وتملأ كيانه الشوق للعودة «بُعد المكلا شاق» «يالنوخذة با معاكم لوهو على صنبوق مشعوق».. هي عاصمة لمحافظة حضرموت أكبر محافظات الجمهورية وأغناها على الإطلاق وفوق ذلك أشهرها.
المكلا اليوم في حال يرثى لها.. تعال عزيزي القارئ وتعرف بأم عينيك ماهو حاصل.. وإذا أردت أن تختصر المسافة عليك بالمرور فقط في الشارع الرئيس بحي أكتوبر (ديس المكلا)، هناك ستشاهد مأساة يعيشها الناس كل يوم.. شارع رئيس ممتلئ بالتراب والماء والقاذورات والمجاري والأتربة، في أحياء أكتوبر ونوفمبر و22 مايو بديس المكلا تتطاير في كل مكان وتدخل بدون استئذان منازل المواطنين وصدورهم.. الأطفال والشيوخ والشباب والنساء معاً جميعهم يستقبلون ذرات الغبار المتطاير من الشوارع بسبب مخلفات الأمطار والسيول.

لهذا فمن حق سائقي تاكسي الأجرة أن يرفضوا الذهاب إلى الديس.. حتى ولو بمبلغ (500) ريال، لأنهم بكل بساطة يقولون لك.. أنت ستدفع لنا (500) ريال مقابل مشوار (إنجيز)، لكننا سندفع الآلاف بعد ذلك لإصلاح سياراتنا.. المياه الجارية في الشوارع مشكلة.. والغبار المتطاير إلى صدور الناس مشكلة أخرى.. والتراب الذي يملأ الشارع مشكلة ثالثة.. والمجاري والنظافة مشاكل لا يتحملها ملف.


ومع ذلك حصص الصرف الصحي لا تتوقف وتعتمد شهرياً في الفواتير.. رغم أن عمال النظافة لم يعودوا يأتون للمنازل..
في هذه المحافظة الغنية ملعب رئيس اسمه ملعب بارادم.. عمره أكثر من 30 عاماً.. هو اليوم أسوأ من قبل 30 عاماً.. قرابة نصف سور الملعب مهدم.. وأرضيته حفنة من التراب السيء والصلب الذي يسبب الإصابات للاعبين.. والأخشاب تتساقط من المقصورة.. والمواشي تتمشى داخل الملعب حتى أثناء سير المباريات.

كل ذلك يجري والمركز الوطني للإرصاد بصنعاء يحذر من التغيرات المناخية.. والناس.. كل الناس يقومون الآن بتغيير أسقف منازلهم أو ترميمها بسبب ما شهدته من أضرار بسبب الأمطار الغزيرة. نعم.. كانت كارثة الأمطار والسيول كبيرة.. ولله الحمد من قبل ومن بعد..
ولكن لا يعني ذلك أن تصل الأمور إلى هذا الحد.. فليس كل الناس يملكون سيارات فارهة حتى يتجنبوا الغبار والمجاري والحفر.