> «الأيام» أنيس منصور:

تنورالمآفي الذي يوضع فيه العجين
الحياة القديمة وفكرة المتحف
أصبح المنزل الأول والقديم لأسرة سعيد أنعم، الذي ولد فيه هائل سعيد وإخوانه، وهو عبارة عن متحف للآثار التي ارتبط بها أولاد سعيد أنعم، يرتاده السائحون من مختلف الأجناس ويعتاده الناس محليا، وهو عبارة عن منزل قديم وشعبي تقليدي بنمط معماري عبارة عن صفوف من الأحجار الجبلية الصماء متوازنة متلاصقة مع البعض يكاد الناظر أن لايصدق أنه من بين هذا المنزل خرج رجل بحجم سيرة وحياة هائل سعيد، الذي قدم للوطن مشاريع خدمية ومساجد ومدارس وطرقات ومعاهد ووظائف وكفالة أيتام ورقم طويل من المنجزات الخيرية، وقدم تقدم النائب محمد عبده سعيد متحدثا عن مكونات المتحف قائلاً: «يتكون المنزل من ثلاثة أدوار وباب خشبي ونوافذ صغيرة وغرف ضيقة طولاً وعرضاً وأثناء الدخول إلى الدور الأول كانت مكوناته عبارة عن زاوية خاصة بمطحنة الحبوب (الرحى) أسفلها كوخ من الحجر عبارة عن حظيرة لتربية وعيش الدجاج، وفي الزاوية الأخرى غرف مستطيلة أرضية حظيرة الأبقار ثم حفرة عميقة وعريضة في الأرض تستخدم لحفظ وخزن الحبوب والذرة يسمى (المدفن)».يقول النائب محمد عبده سعيد: «إن بقاء وخزن الحبوب يصل إلى سنوات دون أن يتغير أو ينتهي الحبوب أو حتى تصل إليه الحشرات، بل يظل محفوظا تستخرج منه كميات للاستهلاك الآدمي كغذاء يومي.

بعض مقتنيات بيت هائل سعيد
وتحدث محمد عبده سعيد أن «مميزات المنازل القديمة كانت أيضاً متلاحقة عبر سلالم وجدران يستطيع أي شخص أن يتنقل عبر سطح المنزل إلى المنازل الأخرى».
وقفات جانبية
تم تخصيص منزل هائل سعيد القديم إلى متحف للآثار التي تحكي قصة رجل عاش بسيطاً متواضعاً في الريف وتمت عليه بعض التحسينات والإشارات الضوئية عن طريق خبير فرنسي متخصص في علوم الآثار مع الحفاظ على المكونات الأصلية للتحف وبدون إحداث أي تغييرات تطمس دلائل الماضي.
وقال النائب محمد عبده سعيد: «هناك جهود لرفد المتحف بأشياء قديمة أيضاً، كثير من مشاهد وصور المتحف تخبرك بأن المرحوم هائل سعيد، كان صاحب سلوك حسن وصدق وعمل متواصل وأن الرجل كان خيراً ومعطاءً من خلال تخصيص مكان في المنزل للمساكين والفقراء حتى وهو في بداياته الأولى وثمة مشاهد وقصص تواترت عن حبه للخير».

منزل هائل سعيد من الخارج
لم يكن هائل سعيد أنعم يهتم بالتجارة والصناعة فقط، بل توسعت خيراته وله رصيد ومحطات نضالية وله مواقف بطولية في مسيرته من الأقروض والسفر إلى عدن عام 1923م ثم مرسيليا وبربرا وعدن، وقد تم تزفيره من عدن بسبب دعم المجندين ضد الإنجليز عام 63م عندما قام المندوب السامي بنقل هائل سعيد عبر حراسة البوليس إلى منطقة كرش الحدودية وعند وصوله إلى الشريجة والقبيطة وحيفان خرج الناس في استقباله بحفاوة تقدير لمكانته المعروفة بين الناس.