مدارس الأصابح بالشمايتين بين العجز التعليمي والسقوط العمراني

> «الأيام» محمد العزعزي

>
ديمة دراسية
ديمة دراسية
تعتبر المدرسة مؤسسة رائدة وجدت لتربية الأجيال وتنمية قدرات الأفراد عقلياً وجسمياً ونفسياً واجتماعياً ودينياً تعمل على تغذية المدارك بالعلوم بما يتناسب مع خصائص العصر ونقل التراث والمحافظة عليه وتنمية الشعور بالمسؤولية والرغبة في التضحية من أجل الوطن وصولاً لتنشئة المواطن الصالح.

بعض المدارس في الأصابح بالشمايتين في تعز باتت آيلة للسقوط وفقدت دورها الحيوي في إرساء قواعد العلم والمعرفة ورفد المجتمع بكوادر مؤهلة تسهم في عملية التنمية بفعالية وأصبحت المدارس الريفية أشكالاً باهتة لا تقيم وزناً للمتعلم وقديمة الشكل والمحتوى.

مدرسة ذو أصبح
مدرسة ذو أصبح
والغريب أن يتلقى طلبة مدرسة ذو أصبح الأساسية دروسهم في مبنى تأسس في سبعينات القرن الماضي على نفقة الأهالي مكون من (3) قاعات دراسية صغيرة بدون مرافق كالإدارة وغرفة المعلمين ودورات المياه ولارتفاع الكثافة الطلابية تبرع أحد الخيرين بـ (ديمتين) إسطبل قديم يستخدم لتدريس الصف الأول والثاني من المرحلة الأساسية ويجلس الطلبة على أرضية ترابية فيتعرضون لأمراض الطقس البارد وحرم الأطفال من أدنى مستويات الرعاية والاهتمام لا سيما وعدد الطلبة (250)بنين وبنات وناشد (11) معلماً وأولياء الأمور محافظ تعز ترميم هذه المدرسة وإضافة فصول جديدة وبناء سور واقي ومعامل ومرفقات وتزويدها بالماء والكهرباء والوسائل التعليمية كون هذه المدرسة تخدم قرى الجرين بالأصابح وقرى حباجر والرصاح وبني مسن في العزاعز.

انعدام المياه بمدرسة الغافقي
انعدام المياه بمدرسة الغافقي
وقال مدير مدرسة أبي ذر الغفاري:(أمين عبده حيدر ): «أنشئت المدرسة عام 1978م ومكونة من (6) قاعات دراسية وملحق بها (4) غرف صغيرة كانت خاصة بسكن المعلمين باتت تهدد الطلبة بالانهيار على الرؤوس وعدد الطلبة (350) بنين وبنات من (1ـ 9) أساسي وعدد المعلمين (25) وتعمل فترتين صباحية ومسائية وهي ذات كثافة طلابية مرتفعة» وأضاف بقوله :«يوجد عجز معلم لمادة اللغة الانجليزية وتحتاج المدرسة إلى صيانة وترميم السور الذي تهالك بتقادم الزمن ولا يوجد معمل لإجراء التجارب».

«الأيام» التقت مربي الصف الأول فقال: «ضيق القاعات الدراسية أدى لارتفاع كثافة الصف إلى (64) طالباً وطالبة وكأن الفصل علبة سردين».

قاعة دراسية في مدرسة أبي ذر الغفاري
قاعة دراسية في مدرسة أبي ذر الغفاري
مدرسة الشيخ سعيد علي الأصبحي (أساسية) بنيت عام 2006م وعدد طلابها (150) وتعاني عجزاً في المعلمين وتغطي (6) معلمات تطوعن منذ الافتتاح ولم يتم توظيفهن حتى اليوم.

مدرسة الشهيد عبد الرحمن الغافقي (أساسي- ثانوي ) أنشئت عام 1984م على نفقة دولة العراق وهي من المدارس الكبيرة والمهمة في المنطقة، وتخدم عدة قرى وعزل وتقع في موقع متوسط ومنذ افتتاحها لم ترمم حتى الآن وباتت بحاجة إلى ترميم الجدران والقاعات الدراسية والتمديدات الكهربائية وكل المرافق وتزويدها بالمياه والأثاث وحارس رسمياً وعامل تشجير .

قاعة آيلة للسقوط بمدرسة أبي ذر الغفاري
قاعة آيلة للسقوط بمدرسة أبي ذر الغفاري
وفي ذات السياق قال مدير المدرسة الأستاذ عبد الله محمد عبد الكريم الأصبحي : «يوجد في هذه المدرسة (24) قاعة دراسية و(4) معامل كبيرة ينقصها المواد اللازمة في الأحياء والفيزياء والكيمياء وبلغ المعلمون الذكور (45) والإناث (10) وهناك عجز في معلمي اللغة الانجليزية ومادة الرياضيات في المرحلة الأساسية خاصة بعد نقل المعلمين للمادتين بطريقة غير قانونية».

وأضاف «ترتفع الكثافة الطلابية في المرحلة الثانوية وعدد الطلاب الذكور (418) والإناث (414)» واستطرد بقوله : «المدرسة بحاجة إلى مكتبة ومعمل حاسوب وشبكة إنترنت».

كهرباء مكشوفة
كهرباء مكشوفة
باستثناء مدرسة الغافقي فإن حال المدارس يرثى لها ومؤسف أن ترى مدارس ليس لها من المعنى سوى الاسم، فالمباني لا تترك أثراً إيجابياً في نفوس التلاميذ ولا تعمل على إشباع رغباتهم التعليمية وتنمية قيم الجمال والحرية، فلا يجدون مكاناً للتعبير عن الذات والاستمتاع بأوقات الدوام المدرسي في أماكن أصبحت خطرة على حياتهم وتبشر بالسقوط على رؤوس الطلبة والمعلمين. وناشد الأهالي وزير التربية والتعليم ضرورة ترميم وبناء المدارس الآيلة للانهيار دون إحداث تجديد فيها وتزويدها بالمعلمين وسد العجز التعليمي الملحوظ والوسائل التعليمية والمختبرات والكتب باعتبار ذلك ضرورة حتمية لا بد منها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى