الفنان حسن عطا.. الساكن بين حشا وروح محبيه

> «الأيام» علي حيمد:

>
الشاعر علي حيمد في حديث ودي مع الفنان حسن عطا أثناء زيارته في منزله بحوطة لحج في 2003/2/5
الشاعر علي حيمد في حديث ودي مع الفنان حسن عطا أثناء زيارته في منزله بحوطة لحج في 2003/2/5
علاقتي بالفنان الكبير حسن عطا بدأت منذ طفولتي، قد يستغرب البعض عندما يقرأ هذه المعلومة ولكنها معلومة صحيحة ومؤكدة, ولكن كيف بدأت هذه العلاقة.

إن تأثير رسائل الإعلام وبالذات الإعلام المسموع الذي تمثل في إذاعة عدن في منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما لعبت دوراً كبيراً ومؤثراً في رسم ملامح العصر الذهبي للأغنية وكانت أغاني الفنان حسن عطا كغيره من كبار الفنانين في تلك الحقبة الزمنية الجميلة تردد باستمرار من خلال المذياع، ومن تلك الأغاني التي ترسخت في ذهني أغنية الفنان حسن عطا بعنوان (يا ساكنة مهجتي بين الحشا والروح.. وناسية لوعتي زاد السهر والنوح) للشاعر محمود علي السلامي، حيث كنت أردد أبيات هذه الأغنية قبل أن أعي معانيها لعذوبة اللحن وقوة صوت حسن عطا الذي استطاع توصيل هذه الأغنية إلى وجدان الصغير والكبير، من هنا بدأت علاقتي كمستمع بالفنان حسن عطا، ولكن المعرفة عن قرب بدأت في منتصف تسعينات القرن الماضي وبالذات بعد تأسيس جمعية تنمية الموروث الشعبي، حيث ربطت الجمعية علاقة وطيدة باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع لحج، وكان الأستاذ حسن عضو سكرتارية فرع الاتحاد وتعززت العلاقة أكثر عندما قامت الجمعية وبالتنسيق مع فرع الاتحاد بتكريم الفنان الكبير سعودي أحمد صالح، ثم الشاعر أحمد سيف ثابت (رحمه الله)، حيث أسهم حسن عطا (رحمه الله) بفعالية وبنشاط كبير في فعاليات التكريم وشارك في إحياء الحفلات الفنية والسهرات الغنائية في تلفزيون عدن، ومنها السهرة التي قدمت في مارس1999م بمناسبة تكريم الشاعر أحمد سيف ثابت، والتي شارك فيها إلى جانبه الفنانون فيصل علوي وسعودي أحمد صالح ونجيب سعيد ثابت وآخرون، وحضر كوكبة من الأدباء من عدن ولحج منهم علي حسن القاضي رئيس فرع اتحاد الأدباء محافظة لحج والشاعر عبدالله باكدادة والشاعر عبدالرحمن إبراهيم والشاعر نجيب مقبل والشاعر هاني جرادة والكابتن عوضين وآخرون.

امتاز الفنان حسن عطا (رحمه الله) بقوة الصوت والحضور الفني المتميز أثناء الأداء، كما أنه اختط لنفسه أسلوباً متميزاً في التلحين وخرج عن النمط التقليدي للأغنية اللحجية، ولم يكن مقلداً لأحد.

كان - رحمه الله - يرى في جمعية الموروث الشعبي الجهة التي يمكن أن تقدر وتثمن ما قدمه في مسيرة حياته الفنية وتقوم بالمبادرة بتكريمه كما كرمت زملاءه وكان يحسب أن الدور القادم في التكريم سيكون دوره وهذا الشعور كنا نلمسه كلما التقيناه وفعلاً بدأنا نعد العدة لتكريم هذه القامة الفنية الكبيرة إلا أن الظروف والصعوبات التي اعترضت سير نشاط الجمعية حالت دون ذلك، إلا أننا في قيادة الجمعية وعلى الرغم من الصعوبات كنا مصميين على أن يحظى حسن عطا بالتكريم اللائق وكانت بداية مشوار التكريم عندما قمت وبرفقتي زميلي الشاعر محمد باهيصمي بزيارته في منزله المتصدع في قلب حوطة لحج في 2003/2/5م حينها كان قد بدأ المرض ينهش في عظامه مما جعله يتحرك بصعوبة كبيرة ونتيجة لمعاناته مع المرض ازدادت حالته سوءاً خاصة بعد تصدع منزله نتيجة الأمطار التي هطلت على لحج مما اضطره إلى الانتقال إلى منزل نجله (جميل)، تكررت زيارتنا له بعد انتقاله إلى منزل ابنه ورتبنا لتلك الزيارة مع الأستاذ علي حسن القاضي، رئيس اتحاد الأدباء محافظة لحج وعندما حان موعد الزيارة التي ضمت عدداً من الأدباء والفنانين والإعلاميين من أعضاء جمعية الموروث في أواخر 2006م حيث تكونت هذه المجموعة بالإضافة إلى الأستاذ علي القاضي من كاتب هذه السطور والزملاء: الفنان عصام خليدي والكاتب والإعلامي الكبير عبدالقادر خضر (رحمه الله) والمخرج التلفزيوني محمد محمود سلامي والكاتب الكبير محمد عمر بحاح والأديب جميل ثابت والشخصية المعروفة أنور خان والشاعر جمال شراء والأستاذ عبدالله معدان والفنان نجوان شريف ناجي، حيث وضعت في هذه الزيارة الخطوط العريضة لفعاليات مهرجان التكريم في كل من لحج وعدن والذي كان بالفعل مهرجاناً متميزاً يليق بمكانة الفنان حسن عطا.

لم تنقطع صلتنا به بل ظللنا على تواصل مستمر معه عبر الهاتف ولم تنقطع نداءاتنا عبر الصحف إلى جهات الاختصاص ومطالبتها بضرورة إيلاء الاهتمام والعناية بحياة هذا المبدع وضرورة نقله إلى الخارج لتلقي العلاج حتى تحقق ذلك بعد زيارة الأخ د. محمد أبوبكر المفلحي، وزير الثقافة له والتوجيه بعلاجه في الخارج، ولكن الزيارة جاءت في الوقت الضائع بعد أن تدهورت حالته الصحية وسبق السيف العدل وفارق الحياة وهو يتهيأ للسفر إلى الخارج.

رحم الله حسن عطا صاحب العطاءات التربوية والفنية الخالدة وصاحب المواقف الوطنية الخالدة في وجداننا جميعا والتي ستخلد ذكراه أبد الآبدين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى