تصادم بين غواصة بريطانية وأخرى فرنسية بالمحيط الاطلسي

> لندن «الأيام» بيتر جريفيث :

>
الغواصة الفرنسية
الغواصة الفرنسية
قال مسؤولون أمس الإثنين إن تصادما وقع بين غواصتين نوويتين إحداهما بريطانية والأخرى فرنسية بينما كانت كل واحدة تقوم بدورية تحت مياه المحيط الاطلسي لكن لم تقع إصابات أو تحدث تسريبات إشعاعية.

وقال محللون إنه كان من الممكن حدوث كارثة كبرى لو تسبب التصادم في تمزق بدن الغواصتين أو انفجار ذخائر تقليدية أو نشوب حريق رغم أن احتمالات وقوع انفجار نووي كامل كانت معدومة فعليا.

وذكر اللورد اميرال جوناثون باند قائد البحرية الملكية البريطانية أن الحادث وقع في وقت سابق هذا الشهر لكن لم تلحق أي أضرار بالاسلحة التي كانتا تحملانها.

ولم يقدم المسؤولون البريطانيون والفرنسيون تفسيرا حتى الآن لامكانية حدوث تصادم بين غواصتين متطورتين تابعتين لدولتين متحالفتين في المياه المفتوحة وهو حادث نادر يمثل حرجا بالغا للبحريتين.

وقال باند في مؤتمر صحفي في لندن "وقع احتكاك بين الغواصتين بينما كانتا تبحران بسرعة بطيئة للغاية .. الغواصتان ما تزالان سالمتين ولم تقع إصابات."

"لم يكن هناك أي تهديد للسلامة النووية."

وذكرت صحف بريطانية أن الغواصتين لحقت بهما أضرار بالغة في الحادث واضطرتا للعودة إلى الميناء. ولم يعلق باند أو وزارتا الدفاع في لندن وباريس على تلك التقارير.

وأصدرت البحرية الفرنسية بيانا في وقت سابق من الشهر الحالي قالت فيه إن الغواصة لو تريومفانت اصطدمت بجسم مغمور وإن التصادم الحق أضرارا بقمرة أجهزة الموجات فوق الصوتية واضطرت للعودة إلى فرنسا من إجل اجراء اصلاحات بها.

واتضح فيما بعد أنها اصطدمت بالفعل بالغواصة البريطانية.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان "لم يصب أي من أفراد طاقم الغواصة في الحادث الذي لم يهدد الامن النووي على الاطلاق. ولم يؤثر الحادث على قدرة الردع النووية."

وقال المحلل المستقل في الشؤون النووية جون لارج الذي قدم المشورة للحكومة الروسية بعد غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000 إنه كان من الممكن للحادث ان يكون أسوأ بكثير.

وأضاف "الخطر الحقيقي يكمن في نشوب حريق على متن الغواصة نتيجة للتصادم.

يحيط ما بين 30 و50 كيلوجراما من المواد شديدة الانفجار بكل رأس حربي. كان ذلك سيحترق وسيحترق البلوتونيوم الذي يشكل اللب أيضا. كان ذلك سيتبعثر في المنطقة المحيطة ويمثل مشكلة كبرى."

وتابع لارج أن الغواصتين كانتا في نفس المنطقة بالمحيط لأن من المفترض أن تكون أهدافهما متشابهة وتحتاجان لأن تكونا بالقرب من قاعدتيهما في غرب أوروبا.

وقال لي ويليت الخبير بالمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن إن الاحتكاك يرجع جزئيا إلى نظام التخفي الذي صممت به الغواصتان.

واضاف "الميزة الأساسية لغواصة ردع هي أن تكون سرية بقدر الامكان حتى لا يمكن اكتشافها. الهدف منها (غواصات الردع) أن تكون مثل جحور في المياه. ولذلك فليس مفاجئا عدم تمكن كل منهما من اكتشاف الأخرى."

وقال ويليت "هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يقع فيها مثل هذا الحادث في تاريخ عمليات الغواصات البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية."

وقالت صحيفة (صن) إن الغواصة (إتش.إم.إس فانجارد) التابعة للبحرية الملكية البريطانية عادت بعد الحادث الذي وقع في وسط المحيط الاطلسي إلى قاعدتها بمدينة فاسلين في غرب اسكتلندا وبدت اثار احتكاكات وانبعاجات على بدنها.

الغواصة البريطانية
الغواصة البريطانية
واتهم الحزب الوطني الاسكتلندي وزارة الدفاع البريطانية بالاختباء وراء سرية العمليات وطالبها بإصدار بيان أشمل بشأن الحادث.

وقال انجوس روبرتسون المشرع عن الحزب "ينبغي توضيح كيف يمكن لغواصة تحمل أسلحة دمار شامل أن تصطدم بأخرى تحمل أسلحة دمار شامل وسط ثاني أكبر محيط في العالم."

وقالت منظمة (الحملة من أجل نزع السلاح النووي) إن هذا أسوأ حادث تتعرض له غواصة نووية منذ غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000.

وقالت كيت هادسون رئيسة المنظمة "إنه كابوس نووي من الدرجة الأولى.. كان من الممكن لتصادم غواصتين نوويتين تعملان بمفاعلين نوويين ومسلحتين بأسلحة نووية أن يتسبب في انبعاث كميات هائلة من الاشعاع ويبعثر عشرات الرؤوس الحربية النووية في قاع المحيط."

وأطلقت الغواصة فانجارد عام 1992 وهي واحدة من أربع غواصات بريطانية تحمل الصاروخ ترايدنت النووي الذي يمثل نظام الدفاع النووي البريطاني.

ودخلت الغواصة الفرنسية (لو تريومفانت) الخدمة عام 1997 وتحمل 16 صاروخا نوويا وهي واحدة من أربع غواصات مسلحة بأسلحة نووية في الاسطول الفرنسي.

(شارك في التغطية كريسبيان بالمر وجيمس ماكينزي في باريس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى