أمانة اختبارات الطلاب

> «الأيام» عبدالإله محمد الباقري /حالمين - لحج

> قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً).

إن الأمانة مسؤولية عظيمة وعبء ثقيل على غير من خففه الله عليه إنها التزام الإنسان بالقيام بحق الله وعباده على الوجه الذي شرعه الله مخلصاً له الدين، وهي كذلك القيام بحقوق الناس من غير تقصير، كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير.

فليعلم مشرفو الاختبارات أنها أمانة ومسؤولية وعلى واضعي الأسئلة مراعاتها بحيث تتوافق مع قدرات واستيعاب الطلبة ومدى تحصيلهم بحيث لا تكون سهلة ولا صعبة.

كما على المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنته عليها وزارة التربية، لذا عليه أن يكون مستعيناً بالله، يقظاً في مراقبته مستعملاً حواسه السمعية والبصرية والفكرية، يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات والنظرات والعبارات، وأن يكون قوياً لا تأخذه في الله لومة لائم، يمنع أي طالب من الغش، لأن قد قال النبي [ : «من غشنا فليس منا».

وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم، المجدين في طلبه، الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية.

إن المراقب إذا مكَّن واحدا من هؤلاء المهملين في دراستهم فأخذ درجة تفوق يتقدم بها على الحريصين كان ظلماً لهم، وكان كذلك ظلماً للطالب الغاش وهو في الحقيقة مغشوش، بحيث ينخدع بدرجة وهمية.

إن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أوتلميح ظلم للمجتمع وهضم لحقه، حيث يظهر فشله عند دخوله ميادين السباق ويبقى مجتمعنا دائماً في تأخر وفي حاجة إلى الغير.

والطالب الغاش يتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

على المراقب أن لايراعي شريفاً لشرفه ولا قريباً لقرابته ولا غنياً لماله، عليه أن يراقب الله عزوجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

إن الاختبارات أمانة وحكم حين التصحيح، فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة هو حاكم بينهم، لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالباً درجات أكثر مما يستحق فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره، وهذا جور في الحكم، وإذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى