كلينتون: الحل القائم على اساس دولتين اسرائيلية وفلسطينية "لا بد منه"

> القدس «الأيام» سيلفي لانتوم :

>
اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء خلال جولتها الاولى الى الشرق الاوسط انها ستتبع دبلوماسية "نشطة" في الشرق الاوسط، معلنة كذلك عن ارسال مبعوثين الى سوريا وعن العمل من اجل اقامة دولة فلسطينية.

واكدت كلينتون التزام واشنطن تجاه حليفتها القوية اسرائيل عقب لقاء مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز. وقالت "من المهم ان تؤكد الولايات المتحدة دائما على دعمها الدائم والاساسي لدولة اسرائيل .. وكذلك التزامنا المتواصل بامن اسرائيل".

كما دعت كلينتون الى وقف الهجمات الصاروخية من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والتي تواصلت خلال الاسابيع الماضية رغم الهجوم الواسع الذي شنته اسرائيل على القطاع في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير واستمر 22 يوما.

وقالت "لا شك في ان اي بلد بما في ذلك اسرائيل لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي فيما تتعرض اراضيها وشعبها لهجمات صاروخية".

ووصفت حركة حماس تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية بانها "قمة في الانحياز لصالح الاحتلال الاسرائيلي".

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في بيان ان تصريحات كلينتون هي "قمة في الانحياز لصالح الاحتلال الاسرائيلي وتؤكد ان حكومة (ايهود) اولمرت هي من افشلت جهود التهدئة في اللحظات الاخيرة".

من جهته اعتبر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان هذه التصريحات هي "دعوة صريحة لاستمرار العنف ضد الشعب الفلسطيني وتحريض مباشر على حركة حماس واهلنا في غزة وتبرير وغطاء لجرائم الاحتلال الصهيوني".

وعقدت كلينتون غداء عمل مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، وقالت في مؤتمر صحافي مع نظيرتها الاسرائيلية "في نهاية المطاف لا بد من العمل على الحل القائم على دولتين" اسرائيلية وفلسطينية.

واكدت ان الحل القائم على اساس دولتين اسرائيلية وفلسطينية حل "لا بد منه" من اجل وضع حد للنزاع في الشرق الاوسط.

كما التقت زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتانياهو الذي عهدت اليه مهمة تشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة.

وقال نتانياهو "لقد انهينا للتو محادثات مفصلة ومهمة تركز على ايران والقضية الفلسطينية اضافة الى عدد من القضايا الاخرى".

واضاف انه اتفق مع كلينتون "على اللقاء مرة اخرى بعد تشكيل الحكومة والعمل بالتعاون الوثيق من اجل احلال الامن والسلام والازدهار في المنطقة".

واكدت كلينتون في اعقاب عشاء مع رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت على "ليس فقط التزامي الخاص، ولكن كذلك التزام بلادي بالروابط الاساسية والثابتة التي تربطنا بامن اسرائيل وعلاقات الصداقة الدائمة بيننا".

ومن المقرر ان تجري كلينتون اليوم الأربعاء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

ووصلت كلينتون مساء أمس الأول الى اسرائيل بعدما شاركت في مؤتمر اعادة اعمار غزة في مصر حيث كشفت عن سياستها في الشرق الاوسط.

وقالت كلينتون أمس الأول ان "الولايات المتحدة مستعدة للقيام بدبلوماسية نشطة مع كافة الأطراف من أجل التوصل الى تسوية شاملة تجلب السلام والامن الى اسرائيل والدول العربية المجاورة لها".

وتعهدت كلينتون بتخصيص اكثر من 900 مليون دولار للفلسطينيين وذلك ضمن 5،4 مليار دولار وعد بها مانحون دوليون في مصر، الا انها اكدت على ان هذه المعونات يجب ان ترافقها جهود لتحقيق "سلام شامل".

الا انه بالنسبة لاسرائيل فان اقامة دولة فلسطينية ليس من بين اولوياتها الحالية، حيث من المرجح ان تكون الحكومة المقبلة عبارة عن ائتلاف يميني يعارض فكرة اقامة دولة فلسطينية ويركز على التهديد النووي الايراني.

وقال بيريز عقب لقاء مع كلينتون ان ايران "ليست مشكلة اسرائيلية، بل انها مشكلة عالمية".

واضاف "اعتقد انه مهما كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران سوف تتضمن التزاما بعدم السماح ببروز خطر نووي على اسرائيل".

وتاتي زيارة كلينتون في وقت تتخذ فيه العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة منحى جديدا. ففيما وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بمتابعة محادثات السلام بقوة، يعارض نتانياهو اقامة دولة فلسطينية على المدى القصير.

وعندما كان نتانياهو رئيسا لوزراء اسرائيل في عام 1996 اوقف عملية اوسلو للسلام، ومنذ تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة ركز على ان ايران هي الاولوية الأولى بالنسبة لاسرائيل مؤكدا على ان البرنامج النووي الايراني "يشكل اعظم تهديد على وجودنا منذ حرب الاستقلال".

ورغم انه يحبذ تشكيل حكومة عريضة، الا انه من المرجح ان يقود ائتلافا يمينيا يعارض معظم الشركاء فيه قيام دولة فلسطينية.

ويعتزم مسؤولون اسرائيليون ان يقدموا لكلينتون مجموعة من "الخطوط الحمراء" التي يرغبون من واشنطن احترامها في اي حوار مع ايران، حسب وسائل الاعلام المحلية.

ومن بين هذه موافقة واشنطن على فرض عقوبات دولية "قاسية للغاية" على طهران في حال فشل المحادثات والتفكير في تاخير اية اتصالات مع الجمهورية الاسلامية الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية التي ستجري في حزيران/يونيو، حسب صحيفة هارتس.

من جانب اخر اعلنت كلينتون ان الولايات المتحدة ستوفد سريعا الى سوريا مبعوثين اثنين. وقالت "سنرسل ممثلا عن وزارة الخارجية وآخر عن البيت الابيض لبحث المسائل الثنائية مع سوريا".

وقالت "هناك عدد من المسائل بين الولايات المتحدة وسوريا" مضيفة ان "هذه المحادثات التمهيدية جهد يستحق العناء".

واوضح مسؤول اميركي كبير ان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الاوسط ودانيال شابيرو مستشار الامن القومي للشرق الاوسط في البيت الابيض اللذين يرافقان كلينتون في جولتها سيتوجهان الى دمشق مباشرة بعد انتهاء زيارة كلينتون الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الاربعاء.

وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 في عملية تفجير وجهت فيها اصابع الاتهام الى سوريا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى