مصــاحرة حــرة .. يا خوفي

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> لم يسبق أن زارني (طائر الغرب) الذي ذكره الفنان العملاق أيوب طارش الذي شكا من توابع ذلك الولهان الذي (شيب وعاده شباب)، لكنني مضطر اليوم إلى بعثرة خوفي على صدر هذه المساحة الحرة وتصديره إلى منزل كل غيور (تلالي).

وأصل زيارة طائر (الشؤم) أن التلال مقبل على مباراة تاريخية أمام (نفتشي الأوزبكستاني) في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي..والمحصلة النهائية للمباراة التي ستقام في «طشقند» العاصمة التي شهدت مجزرة اتحاد ابن همام لمنتخب الناشئين قد تشكل مفترق طرق بالنسبة للتلال..وهو في هذه المباراة أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يحترم اللاعبون فانلة التلال ويستحضرون تاريخه للخروج من متاهة (نفتشي) بأقل الأضرار الممكنة، أو مواصلة توزيع ماء الوجه التلالي بصورة تستنزف ما تبقى للفريق من سمعة طيبة عند الأحباب والأعداء.

وفي تصوري أن الخيارين أحلاهما مر..فالتلال كفريق يعاني من روماتيزم في مفاصل خطوطه، ومن عاهات مستديمة في لياقة لاعبيه البدنية والذهنية..كما أن أعراض الشيخوخة ظهرت بالفعل على معظم اللاعبين..وللأسف أن هذه العلل ما ظهر منها وما بطن علاجها لايتوفر في «صيدليات» التلال المناوبة..كما أنه من الخطأ أن يلجأ التلاليون إلى «الحقن المهدئة والحبوب المسكنة»..فإذا كانت هذه المهدئات قد تشكل قارب نجاة لعزيز القوم الذي أذله عشاقه على طريقة (ومن الحب ما قتل) محليا، فإنها لن تحميه خارجيا من «القذائف الفوسفورية»..طالما والجسد التلالي مثخن بجراح الفرقاء والأصدقاء على حد سواء..ومع ذلك فإن رحلته إلى الشرق لايمكن أن تكون مجرد «نزهة» لاصطياد أوز (نفتشي) والاستجمام على شواطئ «طشقند».

لأول مرة منذ أن تعلقت بكرة القدم أخشى على التلال من كارثة كروية في طشقند، ليس لأن فريقها (البترولي) عملاق..ويضاهي غريمه هناك (باختاكور) الذي يلعب ويتألق في دوري أبطال آسيا، ولا لأن عاملي الأرض والجمهور سيزلزلان الأرض الخضراء تحت أقدام لاعبي التلال، ولكن لأن التلال يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه..ولم أجد في رصدي لمحاسن التلال- وهي قليلة على أية حال- بارقة أمل تدفعني لأن أرى الوجود جميلا كما كان ينصح الشاعر إيليا أبو ماضي.

التلال يواجه مشاكل ومتاعب لاحصر لها على مستوى «الطراوة» البدنية ومن مصاعب «فنية» وأي فريق يلعب بكل هذه العيوب أمام فريق يلعب بعقلية أوروبية فإنه سيحتاج إلى معجزة تمكنه من التكيف مع محاسن خصمه ومع مساوئه..أيضا..مع الاعتراف بأن (نفتشي) متواضع على الساحة الآسيوية بحسب أدلة قادمة من العهد اللبناني،وطالما وأن السيف قد سبق العذل ولا طائل من توجيه اللوم والعتب للذين أوقعوا الفريق في المتاهة الآسيوية، فإن الأصل أن يعترف التلاليون- المخلصون منهم والشامتون- أن فريقهم في مرحلة «موت سريري»،وأن الذين يدعون وصلاً به رموه في أتون حرب ثنائية على جبهتين بدون عتاد وزاد ..جبهة محلية يتلقى فيها التلال لطمات من فرق كان يمسحها بإستيكة دون أن يقيم لها وزنا..وجبهة آسيوية حارقة تحتاج إلى طاقة خارقة وإلى عنفوان شبابي وحماسي بإيقاع متناسق..أما اللجوء إلى مشروبات الطاقة لإكساب اللاعبين غليانا حماسيا فإنها عملية أثبتت الأيام غير الملاح فشلها،وأنه أشبه بتطلعات ذلك الشاعر الذي قال نادما متمنيا:ليت الشباب يعود يوما.. على أمل أن لا تقسو الأيام على عزيز القوم وتطرحه في مزادات سقط المتاع،حتى لا أحذو حذو المتشائمين وأسير على نهج النائحة في جنازة تحمل شعار(ليت التلال يعود يوما).

في الواقع إني أشفق على الكابتن عبدالله فضيل الذي غامر كثيرا وبات بحاجة إلى عملية انتحارية لإنقاذ التلال محليا من "هم" الليل و"مذلة" النهار.. خصوصا وأن الفريق يهوي من حالق.. رغم تطمينات "الجباري" والحفاظ على ماتبقى للتلال من سمعة "آسيويا".. وفي كلتا الحالتين فإن مهمة فضيل تبدو معقدة في ظل ترنح الفريق وهبوط ترمومتر حماسه إلى الحد الأدنى بعد الهزيمة الموجهة من البسيتين البحريني بنتيجة لم يألفها الجمهور التلالي.. في ظل بصمات تلالية سابقة رفضت أسهم "العميد" فإن الخوف الحقيقي من أن تحمل لها "رياح" الشرق موتا يؤرشف التلال في خانة "الضعفاء المستضعفين" لاسيما وأن القافلة الآسيوية عاد مراحلها طوال..

المشكلة أن "التلاليين" لا يثقون في قدرات فريقهم بدليل أن بعضهم اعتبروا الهزيمة بالثلاثة أمام البسيتين نتيجة طيبة، والخسارة من الوحدة بهدفين مشرفة.

الخوف أن تترسخ هذه الثقافة الانهزامية في عقول اللاعبين ويدمنون الهزائم وسط ترحيب وهمي بالانتكاسات التي تتواصل من سيء إلى أسوأ.. نحن في زمن تلالي يحتم على تحذير التلاليين من اللعب بالنار.. وآه ياخوفي من آخر المشوار .. يا (تــلااااااااال!!!!).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى