> رأى النائب سعد الحريري أمس الإثنين ان على اللبنانيين ان يختاروا في الانتخابات بين التصويت "للبنان الحر والمستقل" الذي تدعو اليه الاكثرية النيابية او لحزب الله وحلفائه.

وكان الحريري يتحدث لوكالة فرانس برس بعد يومين من اطلاق قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية برنامجها الانتخابي تمهيدا للانتخابات النيابية المقررة في حزيران/يونيو.

وقال ان "الذين سيصوتون ل14 اذار سيصوتون للبنان الحرية والعدالة والاستقلال والسيادة (...)، بينما التصويت لقوى 8 آذار (المعارضة) يعني التصويت لغير ذلك".

واعتبر ان اللبنانيين بين خيارين "خيار التصويت للبنان اولا" او التصويت "لحزب الله والحزب القومي السوري والتيار العوني (التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون) وجبهة العمل الاسلامي وحركة امل وحزب البعث السوري...".

وتابع "انا لم ار برنامجهم بعد، لذلك لا استطيع الحكم، انما يمكنني ان اتحدث عن هويتهم السياسية".

واطلقت قوى 14 آذار السبت حملتها الانتخابية في لبنان تحت عنوان "العبور الى الدولة" الذي اعتبر ان خيار اللبنانيين يوم الاقتراع هو بين "دولة مؤجلة ومستباحة، او دولة حاضرة ومنيعة الجانب، للجميع وفوق الجميع".

ومن نقاط البرنامج "ان تكون السلطة للدولة ولا سلاح خارج الشرعية" و"انهاء الخلاف مع سوريا وبناء علاقات ودية معها (...) على قاعدة الاخوة والندية والمصالح المشتركة".

ويشهد لبنان انتخابات نيابية في السابع من حزيران/يونيو تتنافس فيها قوى 14 آذار المدعومة من الغرب وعدد من الدول العربية على رأسها السعودية، وقوى 8 آذار المدعومة من سوريا وايران.

واكد الحريري ان التقارب السعودي السوري الحاصل حاليا "لن يتم على حساب لبنان".

واضاف ردا على سؤال عما يشاع بانه سيغير مواقفه وسيقبل بتسويات انتخابية في لبنان نتيجة ضغوط عليه من السعودية، ان "هذه الاقوال مجرد تمنيات واحلام يقظة لبعض الناس وتسويق في الصحف".

وتابع "ان السعودية لم تتدخل يوما في الانتخابات اللبنانية ولن تتدخل فيها.. كل ما تقوله مصر والسعودية هو ليرفع الجميع ايديهم عن لبنان".

وجدد الحريري التاكيد انه لن يشارك في الحكم في حال فوز المعارضة في الانتخابات.

وقال "نريد حكومة وحدة وطنية انما من دون تعطيل"، مضيفا "اذا ربحنا نحن مستعدون لتشكيل حكومة يشارك فيها الجميع انما من دون تعطيل".

واضاف "اما اذا خسرنا، انا لا اريد المشاركة. حقي الدستوري والديموقراطي ان اكون في المعارضة وليقودوا هم البلد".

واعتبر ان "الحكومة الحالية بالثلث المعطل لا تعمل كما يجب ان تعمل. لم نتمكن من اقرار موازنة، لم نتمكن من اقرار قوانين لا بد من اقرارها... كل ما فعلته انها هدأت التوتر الذي كان موجودا في البلد".. وتابع "هم متهلفون للسلطة، اما انا فلا".

وعما اذا كان سيكون رئيس الحكومة المقبلة في حال الفوز بالانتخابات، قال "ان الامور مرهونة باوقاتها".

وشكلت الحكومة الحالية في تموز/يوليو 2008 كترجمة لاتفاق الدوحة بين الاطراف اللبنانيين وتمثلت فيها كل الاطراف. ويبلغ عدد اعضائها ثلاثين، احد عشر منهم للمعارضة.

ويسمح الثلث زائد واحد الذي تملكه المعارضة لها بتعطيل القرارات المهمة التي يتم التصويت عليها داخل مجلس الوزراء والتي تتطلب اغلبية الثلثين، اذا كانت غير موافقة عليها.

وتم التوصل الى اتفاق الدوحة اثر ازمة سياسية حادة في لبنان تطورت الى مواجهات مسلحة ذكرت بالحرب الاهلية (1975-1990).

من جهة ثانية، نفى الحريري في حديثه لفرانس برس ان يكون تيار المستقبل الذي يتزعمه مول اي جماعة اسلامية في لبنان كما يتهمه خصومه.

وقال "عدوي الاساسي هو التطرف. (..) اي انسان يعتدي على الدولة اللبنانية يجب ان يواجه بكل ما للدولة من امكانات"، مضيفا ان "من مول هذه الجماعات هو نفسه اغتال رفيق الحريري (والده)" في شباط/فبراير 2005.

ورحب سعد الحريري بفتح السفارة اللبنانية في سوريا أمس الإثنين معتبرا انها "بداية مسار دفعنا من اجله دما"، واكد ان المطلوب من سوريا "التعامل بندية مع لبنان وعدم التدخل في شؤونه".

وعلى صعيد سلاح حزب الله الذي تتحاور حوله الاطراف اللبنانية منذ الصيف الماضي، قال "سلاح حزب الله مسالة يتطلب حلها وقتا ولا بد من حلها عبر الحوار"، ومعتبرا ان "الانتخابات ستشكل فرصة لاعادة خلط الاوراق للوصول الى محيط سياسي افضل والى نتائج افضل" على صعيد تنفيذ قرارات الحوار.

وعما سيفعله في حال فوز قوى 8 آذار في الانتخابات، قال ضاحكا "سآخذ عطلة طويلة". (أ.ف.ب)