علوي فيصل علوي .. نبتة فنية من (لحج العبدلية)

> «الأيام» نعمان الحكيم:

> إن قلت إنه فنان ابن فنان، فهو يعني أن لحج الخضيرة قد كان لها الشيء الكثير في صياغة وتنشئة وصقل موهبة الاثنين، ماجعلهما يحلقان في سماء الأغنية والطرب الأصيل من لحج القمندان إلى عدن لطفي أمان وأحمد قاسم ومحمد عبده زيدي.

عدن محمد عبده غانم ومصطفى خضر وعلي أمان وعبدالله عبدالكريم .. ومن لحج التي جاء منها الكبار أحمد فضل وفضل اللحجي والصنعاني والدباشي .. من لحج سببت من لحج (أبو كدرة) الثائر الغنائي البطل الفدائي الإنسان .. جاء هذا العذب الجميل والنهر الرقراق الأصيل .. جاء بعد إرث والده الذي مايزال يعيش بين ظهرانينا، ويشنف آذاننا بصوت وعزف يحرك الوجدان ويأسر الولهان، ويذهب بنا إلى (ملكوت) النغم والطرب والسلطنة التي مابعدها سلطنة !

هذا هو الابن الجميل علوي فيصل علوي .. الفنان الآسر الساحر .. إنه نسخة من أبيه الفنان فيصل علوي وربما تفوق الابن على الأب.. لكن لاينبغي هنا أن نقول ماقال المعري: هذا جناه أبي عليَّ وماجنيت على أحد، فلقد احترف الشاب الفن، وهو إرث لم ينله غيره ممن نعرفهم، وهم عباقرة كبار لم يستطع ابن هذا الفنان أو ذاك من العظام أن يأخذوا بسيرة وسلوك آبائهم، حباً وإكمالاً للمسيرة، وهذا لايعيب هؤلاء فلكلٍ نهجه ورؤيته ومستقبله.. لكن التنويه هنا يعطي مدلولاً لمدينة احتضنت الفن والفنانين ودرجت في ذلك السلسبيل إلى ماشاء الله، وهاهو الشاب الأنيق الجميل علوي فيصل، يشدنا ويأسرنا بأدائه وكياسته وأسلوبه في مناغاة المشاهد والمستمع في مشهد نادر، ولكنه محبوب ومألوف .. لأننا لم نزل نحتفظ للفنان العلم فيصل علوي في ذاكرتنا بكل ماهو جميل وآسر فناً راسخاً في الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه.

إنها لحج الولادة التي ماتزال تنجب العباقرة والعظماء.. إنها لحج التي خلدها التاريخ بحضارتها وفنها وروعة أرضها وبيئتها التي تنعش من شذا الحسيني فلاً وياسمين وكاذياً وحنوناً.. إنها لحج العبدلي الذي قال عنه المؤرخ الرحالة أمين الريحاني، في كتابه الشهير (ملوك العرب) : إنه سلطان بسيط متواضع يعيش بين الفلاحين ولايميزه عنهم إلا مجلسه وثقافته وكرمه واحتضانه للفن والفنانين ماجعل أهل لحج يكنون له التقدير والاحترام.. وهي مواقف لن تنسى لأنها خالدة ونحن اليوم نتلمس منها مايشير لنا حباً وتذوقاً .. إلخ .

يتوه المرء وهو يكتب ابتسارا، كلمات عن الفن أو اللون اللحجي أو حتى سرد سيرة فنان كبير بشكل سليم، لأن الأفكار تتضارب والقلم لايقوى على ترجمة ذلك بمايجب أن يكون .. لكنها المحبة والإجلال والإكبار لفنان أظهر من بعده فناناً يرثه ويتحمل رسالته التي هي خالدة دون شك، هذا هو علوي فيصل، الشاب الوسيم ذوالصوت الصداح يجعلنا نتمايل وندندن بلاشعور .. اندماجاً مع انسجام ووله عجيبين لهكذا موهبة نسجل لها الحب والتقدير ونتوق إلى رؤيته في علو ذرى شمسان، بمثلما وصفه القمندان، عبقري لحج، وهذا الزمان الذي نحن فيه ..

تحية لك ياعلوي .. وتحية لأبيك وأسرتك.. تحية للحج التي ماتزال ولادة معطاءة فناً وروعة لكل الناس منذ وجدت حتى اليوم، تحية لهذه القامة اللحجية الإبداعية التي لن نفيها حقها مهما حاولنا. ومن عدن الحاضنة للجميع نزجي باقات حب معطرة لعلوي فيصل ولكل فناني وشعراء وأدباء لحج القمندان، وفي مقدمتهم الفنان فيصل علوي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى