عن البيان الصادر باسم اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي

> د.محمد حيدرة مسدوس:

> في دورة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي قدم الجنوبيون طلبا بأن تكون هذه الدورة هي دورة القضية الجنوبية باعتبار أنها تعقد لأول مرة في عدن منذ إعلان الوحدة.

وباعتبار أن ما وصل إليه الحال في الجنوب يتطلب ذلك، مع علمنا بأن عقدها في عدن قد جاء تحصيل حاصل للخوف من عدم حضور الجنوبيين إلى صنعاء وإفشال الدورة، ولكن القائمين على إدارة الدورة لم يستحسنوا هذه التسمية، فسموها دورة الوفاء لعدن، ومع ذلك خرج البيان الختامي بدون الوفاء لعدن، وبدون الوفاء للقضية الجنوبية كما كان يعتقد الجنوبيون، وخاصة الجنوبيين في اللجنة المركزية الذين قد قدموا ورقة تتضمن موقفهم الواضح مما جرى ويجري في الجنوب، وتمت قراءاتها في الدورة من قبل الأخ علي بن علي هادي، عضو اللجنة المركزية ولم يعارضها أحد، وقد عكست في مشروع البيان الختامي، إلا أنه تم الالتفاف عليها بتشكيل لجنة مصغرة لإعادة صياغة البيان ونشره في وسائل الإعلام بعد اختتام الدورة، وهو البيان الذي نشر في الصحف وخيب آمال منظمات الحزب في الجنوب، لأنه أسقط ماتبقى من علاقة للحزب بالشعب في الجنوب.. وهذا يعني أن صناع القرار في الحزب يقودونه للهلاك سواء أكان ذلك بوعي أم بدون وعي، ولمزيد من التوضيح فإن الورقة المقدمة من قبل الجنوبيين قد تضمنت النقاط الآتية:

1- أن يتحمل الحزب مسؤوليته التاريخية بصفته كان ممثلا للجنوب في إعلان الوحدة، وكان طرفا في الأزمة والحرب، وعليه الآن أن يعلن بأن مشروع الوحدة قد تم إسقاطه بالحرب، وأن ماهو قائم ليس وحدة وإنما عملية ضم وإلحاق.

2- إنه لايوجد حل للقضية الجنوبية إلا بالحوار بين طرفي القضية اللذين هما الشمال والجنوب، وأن هذا الحوار لابد وأن يقام على أساس قراري مجلس الأمن الدولي (924) و(931) وتحت إشراف دولي أو عبر استفتاء الشعب في الجنوب على قبول هذا الوضع أو رفضه .

3- إن القضية الجنوبية ليست قضية سلطة ومعارضة، وإنما هي قضية وحدة سياسية بين دولتين تم إسقاطها بالحرب، ولذلك فإن أي حوار بين السلطة واللقاء المشترك حول هذه القضية لن نعترف بنتائجه بما في ذلك الاتفاق المؤسف بتأجيل الانتخابات. صحيح أن الحراك الوطني الجنوبي قد أعلن بأن الانتخابات لاتعنيه من حيث المشاركة فيها، ولكنها تعنيه من حيث إفشالها، وقد حضّر نفسه تماما لإفشالها، وكان ضامنا إفشالها بكل تأكيد، وعندما لمست السلطة واللقاء المشترك ذلك اتفقا على تأجيل الانتخابات لتضييع الفرصة على الحراك وعدم حل قضيته عبر إفشالها. كما أن هذا الاتفاق قد أنقذ السلطة من السقوط، فلو كان اللقاء المشترك قد اختار المقاطعة الإيجابية لتمكن من إسقاط السلطة عبر إفشالها، ولكنه بدلا عن ذلك اختار الاتفاق مع السلطة لتفويت الفرصة على الحراك الوطني في الجنوب، ولإنقاذ السلطة من السقوط.

وأعتقد أنه لايوجد تفسير للمدة الزمنية المحددة بعامين، غير أنهما قدراها لاحتواء الحراك الوطني الجنوبي أو تمزيقه ودفنه، بدليل أن الشيخ حميد الأحمر قد أعلن بأن مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه اللقاء المشترك سيكون تحت سقف هذه الوحدة المعمدة بالدم والتي يراها الشعب في الجنوب بأنها (...)، وتحت سقف هذه الديمقراطية التي يراها الجميع بأنها شكلية، وتحت سقف هذه الجمهورية التي يراها الحوثيون وسكان اليمن الأسفل بأنها جمهورية القبائل وبأنها تحولت إلى عنصرية ضد العدنانيين. كما قال الشيخ الأحمر بأن كل ذلك سيكون في إطار هذا الدستور الذي هو دستور الحرب ..إلخ ، وفي هذه الحالة على ماذا سيتم الحوار ؟؟

4- إن مهام الحزب بعد حرب 1994م قد اختلفت وأسلوب عمله قد اختلف بين مايجب عمله في الجنوب ومايجب عمله في الشمال.. ولذلك فإنه من الضروري إعادة الحزب إلى فرعين كما كان سابقا، لأنه حتى من الناحية التنظيمية لايستطيع أكثر الجنوبيين بعد الآن أن يشاركوا في دورات اللجنة المركزية إذا ماظلت تعقد في صنعاء، فإعلان وحدة الحزب قد جاء انعكاسا لإعلان وحدة اليمن، وطالما أن وحدة اليمن قد أصبحت باطلة، فكيف يمكن أن تكون وحدة الحزب صالحة ؟؟

5- أن تـعـلن اللجنة المركزية بوضوح بأن الجنوب يعيش تحت حالة طوارئ غير معلنة، وأنه يدار من قبل مجلس حرب، وعلى اللجنة المركزية في البيان الختامي أن تأتي على ذكر أسماء جميع القتلى والجرحى، ووضع آلية واضحة في مسألة العمل لمحاسبة الذين أصدروا أوامر الاغتيال ومنفذيه، وأن تطالب بشكل واضح برفع حالة الطوارئ وسحب المظاهر العسكرية ووقف الملاحقات .

هذه النقاط تم الاتفاق عليها في منزلي قبل دورة اللجنة المركزية بليلة واحدة، وتم التوقيع عليها من قبل أربعة وخمسين عضوا من أعضاء اللجنة المركزية الجنوبيين.. وهي النقاط التي تم التأكيد عليها في اللجنة المركزية ولم تظهر في البيان. فهل عبّر البيان عن إرادة اللجنة المركزية أم أنه عبر عن إرادة من كتبوه؟؟؟، وهل هو منسجم مع نهج القضية الجنوبية، أم أنه منسجم مع نهج اللقاء المشترك ؟؟؟ وقد كان يفترض أن الجنوبيين في الحزب يحددون هذا الموقف نفسه إلا أن رد فعلهم القوي على البيان قد دفعهم إلى إعلان حزب جديد دون معرفتي. وعندما سألني أحد المواقع الإلكترونية عن الحزب الجديد قلت له لا علم لي بذلك، وأنا بالفعل ماكان لي علم بذلك، ولكنه للأسف حول إجابتي هذه إلى تصريح لم أدل به، وخلق ضجة إعلامية لا داعي لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى