المشكلة وحلها من وجهة نظر النظام

> تعوّدنا من النظام الحاكم عند ظهور مشاكل وأزمات الوطن المختلفة أنها تمر بمرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى: هي مرحلة ما قبل حدوث المشكلة.

وهي أنه عندما تبدأ مظاهر تلوح في الأفق وتتعاظم يوما بعد يوم فإنه يتم التعامل معها من قبل النظام بالتقليل من شأنها، ويتم تصويرها على أساس أنها أزمة أقل من عادية، ولا يتم الالتفات إليها بالشكل المطلوب لاحتوائها وحلها وهي لاتزال في أطوارها الأولى، وهذا الأمر يكشف لنا أن النظام الحاكم لا يهتم بالمعالجات اللازمة والضرورية لاحتواء الأزمات قبل خروجها عن نطاق السيطرة والحل.

والمرحلة الثانية: هي مرحلة ما بعد حدوث المشكلة، وهي أنها تصبح على مستوى كبير من الحساسية، وتتوسع بشكل كبير ويصبح لها ضحايا كُثُر، وبذلك يشعرون ويدركون مرارة الظلم والانتقاص والتهميش والإهمال الذي يعيشونه، وفي هذه الحالة تبدأ مرحلة الحلول الجذرية في نظر النظام بصرف سيارة لهذه الشخصية أو صرف أرضية أو مرتب أو وظيفة أو مبالغ مالية لذلك الشخص المؤثر، وفي نظرهم أنهم بتلك الطريقة قد حلوا واحتووا هذه المشكلة من جميع جوانبها، وأن تأثير هؤلاء سيمتد ويغطي الحدود الجغرافية لهذه المشكلة وستنتهي إلى الأبد، ولكنهم في الحقيقة قد حلوا مشكلة أشخاص وليس مشكلة مجتمع، وإن مثل هذه التصرفات والوسائل تعتبر قديمة جدا وغير صالحة للاستعمال ومعروفة لدى الجميع، مثلها مثل الجواسيس الذين ينتشرون في كل قرية ومدينة في البلاد على شكل (مجانين) لرصد تحركات القاصي والداني، حتى أن النظام لم يترك في قلوبنا حبة خردل من شفقة أو رحمة تجاه أي مجنون، سواء أكان مجنونا حقيقيا أو مجنونا رسميا، والنتيجة من هذه المعالجات أنهم لا يعالجون المشكلة الحقيقية وإنما يعالجون أعراضها مثلهم في ذلك كمثل الطبيب الذي يعالج الحمى فقط لمريض يشكو من مرض خطير كالسرطان مثلا ولا يعالج المرض الحقيقي، فيشعر المريض بتحسن طالما بقي مفعول الدواء في جسمه لعدة ساعات، ولكن المرض الحقيقي يستفحل ويشتد يوما بعد يوم حتى يفتك بصاحبه.

إن هذه المعالجات التي ولدت الكثير من المتاعب في ما مضى ولازالت تراكماتها حتى اليوم تعتبر امتدادا لاقتسام الكعكة بين كبار القوم، لكون البلد قد أصبح مثلما يعلم الجميع مقسما إلى قطاعات نفطية وكل متنفذ لديه قطاعه الخاص، وهم عندما يقفون أمام مشكلة من مشاكل الوطن الناتجة عن فشلهم في حكم البلد فإنهم يعالجونها بهذه الطريقة نفسها.

ولكن هناك سؤالا منطقيا يقول هل نضالات الشعب ضد الاستعمار والإمامة والتضحيات التي قدمت هي من أجل الخلاص ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، أم قدمت قرابين للنظام لكي يتم استغلال الشعب بمسمى جديد؟.

ولكنهم يقولون إن من يحكم اليمن هو كمثل الذي يمشي فوق رؤوس الثعابين، فما بالكم إذا كانت هذه الثعابين تشعر بالجوع والعطش، هل ستكون لدغاتها مميتة؟!!.

* عضو المجلس المحلي لمحافظة شبوة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى