في ختام مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.. علماء الأمة يتبنون إصدار موسوعة علمية للرد على الشبهات المثارة ضد الإسلام

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

>
اتفق العلماء والوفود المشاركون في المؤتمر العام الحادي والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في ختام فعالياته بالقاهرة أخيرا، على العمل لإصدار موسوعة علمية تتناول قضايا ومفاهيم إسلامية.

تتعلق بالمسائل المثارة على الساحة الدولية في العصر الحاضر، وترجمتها إلى مختلف اللغات الحية، وتوزيعها على المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية، مؤكدين على أهمية الموسوعة في إبراز القيم المشتركة بين الأديان السماوية.

كما أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر الذي عقد تحت شعار «تجديد الفكر الإسلامي»، برعاية الرئيس المصري حسني مبارك، وبمشاركة وفود يمثلون 77 دولة و9 منظمات دولية ودعوية ومجامع الفقه الإسلامي، بالعمل على تجديد الفكر الإسلامي وتطوير العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تدرس في الجامعات في الدول الإسلامية، وذلك باستخراج كنوز التراث التي تعرضت لهذه العلوم، والبناء عليها بما يصلها بالحقائق العلمية التي تتضمنها هذه العلوم، وضمان عدم تعارضه مع الحقائق الإسلامية. كما أوصوا بعدم التساهل في إصدار الفتاوى والأحكام، وأن تقوم الفتوى على أساس متفق عليه بين العلماء، فضلا عن الإعداد الجيد للأئمة والدعاة‏ ومن سيتولون الإفتاء والاجتهاد، مع الاهتمام بتكوينهم العلمي في الجامعات والدورات التدريبية.‏

كما أكدت التوصيات على أن إصلاح الفكر وتجديده هو البداية الحقيقية للتغيير إلى الأفضل‏ وتجديد ثقافة المجتمع وتغيير توجهاته في مختلف جوانب الحياة في عالمنا الإسلامي‏. وشددت التوصيات على اتخاذ مبدأ الاجتهاد الذي قرره الإسلام للمساعدة على تطوير الفكر لاستمرار التقدم وتطوير الحياة، مشيرة إلى أن التجديد في الفكر الإسلامي لا يعني إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته، بل يستهدف العودة بالإسلام نقيا صافيا كما جاء به الرسول [، وكما يتضح في مصادر الإسلام الأساسية وإعادة نضارته ورونقه وبهائه وإحياء ما اندرس من سننه ومعالمه ليواكب حركة الحياة، مخلصا إياه مما ران على هذه المسيرة من شوائب وغلوّ أحيانا، وتفريط وانكفاء على الذات أحيانا أخرى‏.

وعلى مدار أربعة أيام شهد المؤتمر العديد من المناقشات والمداخلات حول الأبحاث وأوراق العمل التي قدمها المشاركون، وكذلك مائدة مستديرة استمرت ثلاثة أيام شارك فيها شخصيات غير مسلمة، ونوقشت فيها قضايا حوار الأديان وتعاون الثقافات، وبصفة خاصة قضية العدل والسلام، وكيفية بناء جسور الثقة بين الإسلام والغرب‏.

وتناول الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، في بحث له بعنوان «الدولة في الإسلام.. المواطنة نموذجا»، ركائز قيام الدولة في الإسلام وقوتها التي تستند إلى تعميق مفهوم المواطنة في الإسلام، وما ينطوي عليه هذا المفهوم من مساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أفراد المجتمع، والاعتراف بالحرية الدينية وحق ممارسة الشعائر، مؤكدا أن المواطنة تعد أصلا أساسيا من أصول السياسة الشرعية في الإسلام.

واستعرض بحث ألقاه الدكتور عبدالسلام العبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بعنوان «معوقات تجديد الفكر الإسلامي وسبل مواجهتها»، أهم معوقات تجديد الفكر الإسلامي، التي تتمثل في ضعف القناعة بالمشروع النهضوي الحضاري الإسلامي نفسه، وعدم الإدراك لما يواجهه من تحديات، وبالتالي التردد في تحديد هوية الأمة وذاتيتها المتميزة، مما انعكس بالضعف على خطط التوجه لهذا المشروع، وعلى برامج المحافظة على الهوية وتعميقها، مشيرا إلى معوقات أخرى تقف حجر عثرة في الطريق، مثل الجمود والتقليد والغلو المذهبي والغزو الثقافي والفكري، وكذلك تراجع دور مؤسسات العلم الديني، والآثار السلبية للعولمة.

أما الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (اسيسكو)، فقد أكد في بحثه الذي حمل عنوان «الاجتهاد والتجديد والحداثة.. رؤية إسلامية في أفق مستقبلي» على ضرورة العمل بالاجتهاد باعتباره الوسيلة التي بين أيدينا لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي بشكل عام، ولتحديث الفكر وتطوير وسائل العمل، من أجل حياة أكثر أمنا وأمانا وأوفر رغدا، وأكبر حظا من أسباب التقدم والازدهار.

كما تناول الدكتور عصام أحمد البشير الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري، في بحث له، مفهوم التجديد في القرآن والسنة وآفاقه في واقعنا المعاصر، مؤكدا أن التجديد مصطلح إسلامي ورد ذكره في القرآن والسنة.

وجرى على لسان أهل العلم، وأصبح من المعالم المميزة لهذه الأمة، لافتا إلى أن أداة التجديد قبل رسالة الإسلام كانت مرهونة ببعثة الأنبياء بما يناسب الزمان والمكان، وأنه في رسالة الإسلام الخاتمة أصبح التجديد منوطا بعلماء الأمة الذين تسند إليهم أمانة التكليف بإقامة الدين وصيانة الشريعة، وإحياء ما اندرس من معالم الحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى