المياه مقابل حزب العمال ودور لتركيا في العراق.. والعودة إلى حلف بغداد

> «الأيام» زهير الدجيلي:

> في الخامس من ابريل المقبل سيزور الرئيس الاميركي باراك اوباما تركيا في اول محطة اسلامية اختارها لتكون اول خطوة يخطوها نحو الشرق الاوسط.

وقد يجعلها طريقه لزيارة قواته في العراق التي وعدها بالانسحاب المبكر، الامر الذي لم يكن سلفه بوش يفعل ذلك عن طريق تركيا.

وهذه الزيارة لأوباما قد اعطت ايضاحات كثيرة لزيارة الرئيس التركي عبدالله جول الى العراق قبل ايام، وهي زيارة ترتبت عليها امور كثيرة ليكون هناك دور لتركيا في الشأن العراقي تنضم فيه الى محور (العراق وسوريا وايران) في ضمان انسحاب مشرف للقوات الاميركية من العراق وما يتبع ذلك من اعتراف بالمصالح الاميركية في المنطقة، وبالاخص بقاء بعض القواعد الأميركية في العراق لضمان تلك المصالح.

الرئيس اوباما الذي سيصل الى تركيا يحمل في حقيبته (تقرير لجنة بيكر ــ هاملتون).

والقراء يتذكرون تلك اللجنة وذلك التقرير الذي رافقته ضجة اعلامية قبل سنتين والذي كان من المفترض ان تأخذ به ادارة الرئيس السابق بوش، غير ان بوش استغفل الجمهور ورمى التقرير في الزبالة، عكس اوباما الذي اعتبره الميراث الوحيد الثمين الذي تركه بوش له من باقي الزبالة، ولذلك مد يده للتقرير واخرجه ووجد فيه المخرج الصحيح ليس فقط من زنقة العراق، انما كخريطة طريق لترتيبات جديدة في المنطقة تنفع مستقبل اميركا التائبة، يكون فيها دور للدول الثلاث (سوريا وايران وتركيا) لترتيب وضع مستقر في العراق مثلما نصح بذلك تقرير «لجنة بيكر ــ هاملتون»، وهذا هو علاج للصداع المستمر الذي تعانيه وستعانيه ادارة اوباما من تركة حرب بوش في العراق اذا بقيت على تلك التركة.

ارسل اوباما رسالة ودية لاعداء الشيطان في طهران، فتح بها باب الشراكة لهم في افغانستان والعراق مقابل النووي للاغراض العسكرية، واستجابت ايران، وفي واشنطن حمل السفير السوري هناك عرضا من حكومته لادارة اوباما جوابا لمبادرات ايجابية نحو سوريا، بين انها على استعداد للعمل معه في تثبيت استقرار العراق ووضع ترتيبات تؤمن هذا الاستقرار بشكل نهائي، والرسالة كانت بمنزلة اعتراف سوري بدورها الأمني في العراق طيلة سنوات الاحتلال شأنها شأن ايران.

تبعت ذلك زيارة قام بها وزير خارجية سوريا وليد المعلم لبغداد جدد فيها العرض السابق واكده، فيما سبقه الى بغداد مسؤولون ايرانيون واتراك وكان آخرهم الرئيس التركي الذي وقع اتفاقية مغرية للطرفين مع بغداد رفعت حجم الاستثمارات التركية من خمسة مليارات الى عشرين مليار دولار.

غير ان هذا كله ليس بيت القصيد انما هناك مشكلتان كبيرتان بين العراق وتركيا قد تحولان دون إعطاء دور كامل لتركيا في العراق كما هو مقرر ب‍‍(الحلف الجديد) الى جانب الشركاء الثلاثة الآخرين.

وهاتان المشكلتان هما قضية المياه وقضية حزب العمال الكردستاني.. ورقتان مهمتان كان يمسك كل طرف بواحدة ويلوح بها في وجه الآخر كلما اشتدت الأزمات بينهما، وكلما تصاعدت عمليات حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية ـ التركية.

وبقدر ما يسبب حزب العمال من قلق وصداع مستمرين للقيادة التركية فإن مشكلة شح المياه في العراق وتحكم تركيا في منابع النهرين دجلة والفرات مع دور سوري ايضا في هذا التحكم تسبب صداعا مستمرا. جعل العراق يعيش ازمة مائية ادت الى تصحر نسبة كبيرة من أراضيه ودمار ملحوظ في الرقعة الزراعية وتدهور في الانتاج الزراعي. في زيارته لبغداد ابلغ الرئيس التركي جيرانه العراقيين انه سيضاعف كمية المياه الواردة للعراق من تركيا ضعفي الكمية، وهذا كرم تركي كبير مفاجئ ينبغي ان يرد العراقيون عليه، بأن يطردوا حزب العمال الكردستاني او يقنعوه بالقاء السلاح.

فالماء مصدر الحياة للعراق وليس حزب العمال الكردستاني.

بدأ العراقيون باجراءات ضد الوجود العسكري للأكراد الأتراك المتمردين، وهي خطوات اولية لكنها تعني ان المقايضة تمت.. المياه والاستثمارات مقابل حزب العمال ودور تركي متكافئ مع ايران وسوريا في حلف قد يعيد الى الأذهان (حلف بغداد) القديم كضمانة لخروج مشرف لأميركا من العراق. وقد احيط الجميع بزيارة اوباما المقبلة لتركيا ورغبته في اللقاء بجميع أطراف الحلف. اما العرب الآخرون فقد ارسلوا عمرو موسى الى بغداد ليستطلع الأمور. والى ان ينهي موسى استطلاعه يكون الحلف قد ركب قطار الشرق بعيدا عنهم. عن «القبس» الكويتية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى