د.عون:هناك أكثر من 25 جامعة حكومية وأهلية في اليمن هي عبارة عن دكاكين

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
عقدت اللجنة العليا للتشاور الوطني برئاسة الشيخ حميد الأحمر رئيس اللجنة حلقة نقاشية كرست لموضوع (الجامعات اليمنية إشكاليات تتحول إلى أزمات).

وفي بداية الحلقة ألقى الشيخ حميد الأحمر كلمة وصف فيها إشكالية التعليم في الجامعات بأنها إشكالية تواجه المجتمع ككل، منوها أن جميع المواقف التي تستدعي التشاور سيتم مناقشتها للخروج بآلية ورؤية لمعالجة أزمات التعليم الجامعي.

وقدم النائب د.عيدروس نصر النقيب، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي ورقة أشار فيها إلى أن «مشكلة التعليم الجامعي في اليمن هي مشكلة مناهج وتجهيزات وهيئة أكاديمية وتقنيات»، مستعرضا أهم الاشكاليات التي تواجه التعليم الجامعي.

وأكد د.عيدروس النقيب أن «المعضلة الرئيسية في هذا الميدان تكمن في غياب السياسة الاستراتيجية التي تحدد ماذا نريد وهي معضلة تشمل كل الميادين الحيوية في البلاد».

وأوضح أن «هناك معضلات تتعلق بمستوى التعليم الابتدائي والثانوي التي ينبغي خلالها تهيئة الجيل المطلوب منه دخول الجامعات»، مشيرا إلى أن «ظاهرة الغش في الامتحانات تلعب دورا مدمرا».

وتطرق د.النقيب إلى إشكالية الكم والنوع في عدد الجامعات وعدد الكليات وعدد الطلاب والهيئة الأكاديمية والكادر الإداري والفني والتضخم الهائل في الناحية الكمية والفقر الشديد في النوعية.

ولدى تناوله إشكالية واجبات وحقوق الأستاذ الجامعي، قال: «الكثير من الأساتذة والمدرسين والمعيدين يتم تعيينهم ليس لكفاءتهم أوتفوقهم، بل لاعتبارات أخرى لاصلة لها بالعلم والمؤهل والكفاءة العلميين التي تعتبر مشكلة تؤدي إلى إنتاج جيل ضعيف المعرفة قليل الخبرة محدود القدرات».

ومن ناحية مشكلة حقوق الأساتذة وإهدار حق الاستشفاء والاستجمام والزيارات العلمية والتفرغ العلمي، قال: «إن هذا الجانب لازال غائبا في أغلب الأحيان بالإضافة إلى غياب المخصصات المكرسة للبحث العلمي».

وأكد د.النقيب أن «إشكاليات البحث العلمي والنظري والعلمي وإشكالية التأهيل والحصول على العمل وإشكالية الإدارة الاكاديمية وإشكالية عسكرة الحياة الجامعية جميعها إشكاليات تؤثر على الحياة وعلى النهوض الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».

وعلى صعيد إشكالية الإدارة الأكاديمية قال: «للأسف تم منح السلطة الحكومية حق تعيين الإدارة الجامعية وهو مايجعلها ملحقة بالسلطة التنفيذية فاقدة للاستقلالية»، مؤكدا أنه «في ظل انتشار الفساد والميل للاستبداد لايمكن أن نتصور أن تقدم السلطة مرشحا لرئاسة الجامعة يعبر عن حرية العمل الاكاديمي ويصعد للرئاسة في الجامعات إلا من ترضي عنه الأجهزة الاستخباراتية أو شرط العضوية في الحزب الحاكم للجلوس على كرسي الرئاسة أو العمادة».

وقال: «هناك أطراف في حياة جامعاتنا تكثر الحديث عن عدم تسييس الجامعة والابتعاد عن العمل الحزبي ويكون رئيس الجامعة هو رئيس فرع الحزب الحاكم في الجامعة».

وتطرق د.النقيب إلى ظاهرة عسكرة الحياة الجامعية، فقال: «كانت جامعة عدن تحرم دخول العسكريين إلى منشآتها والدخول بصفة مدنية عام 1990م، ذلك لأن النزعة الأمنية والاستخباراتية تتعارض ليس فقط مع مبادئ الحياة الديمقراطية، بل ومع التقاليد الاكاديمية».

وأضاف قائلا: «إن الجامعة ينبغي أن تكون مؤسسة لإنتاج المعرفة وبناء القدرات لمتطلبات التطور والنهوض الاقتصادي والعلمي ويرى المشترك توفير حق التعليم الجامعي لكل أبناء الشعب بالوسائل المتيسرة وتذليل الصعاب أمام الفئات الاجتماعية الفقيرة وعدم تسييس الجامعة الذي يؤدي إلى حرمان الطلاب والأساتذة من ممارسة حقهم في العمل النقابي واستقلال الجامعة المالي والإداري والتأكيد على حق أعضاء الهيئة التعليمية والهيئة المساعدة في اختيار القيادة الأكاديمية وتحويل الجامعة إلى معمل لإنتاج الأفكار وخلق الكفاءات».

وألقى د.صالح السنباني، من جامعة صنعاء مداخلة، قال فيها:«إن ضعف الجامعة يكمن في (سياستنا الخاطئة حولها) وافتقار الطلاب الجامعيين لأبجديات التعليم وعدم وجود مكتبات تعين الطلاب والأساتذة على التأهيل».

مؤكدا أنه لا توجد أي مكتبة في الجامعات اليمنية مشتركة في دورية علمية.

وقال: «إن الجامعات التي يتم بناءها بدون رؤى علمية وبنية تحتية هي جامعات وهمية وتعتبر مدارس ابتدائية».

ونبه د.السنباني الحاضرين بقوله: «أتعلمون أن جامعة عمران عبارة عن حوش وفيها غرفة حراسة فقط والتجارب العملية في جامعاتنا تستخدم في معامل الاعدادية؟!».

أما د. جميل عون، من جامعة صنعاء، فقد نبه الحاضرين بقوله: «الوطن ياسادة في خطر، طالما وأن التعليم متدهور، وهناك أكثر من 25 جامعة حكومية وأهلية في اليمن هي عبارة عن دكاكين ولذلك أقول الجامعات حق وطني لكل الأمة والحفاظ عليها واجب على كل الأمة».

ووصف د.جميل عون قانون التعليم العالي بأنه «سيء الصيت»، مطالبا الجميع الوقوف ضده. وفي مداخلته قال الأستاذ أحمد الكبسي: «أهملنا شيئين هامين في بناء الجامعة وتركناهما يعبثان بالجامعات وهما تسييس الوظيفة العامة وبالتالي تسييس العملية التربوية، وهذا عملت عليه كل التنظيمات السياسية ومنها المؤتمر والمشترك، وثانيا تتسابق الأحزاب والتنظيمات لاحتلال المواقع القيادية في الجامعات وأرسلت فلان وزعطان للخارج والرجوع بشهادة سياسية وهذا خلل قامت عليه الجامعات بالغش ومنذ البداية».

وقال أ.أحمد الكبسي: «نحن ضحينا بأغلى مانملك وهو الإنسان، والعصبيات الضيقة والولاءات الضيقة التي كانت للأسف السبب في مأساة الجامعات ومخرجاتها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى