اعمال عنف تشوب الانتخابات المحلية التركية والحزب الحاكم سيفوز

> دياربكر «الأيام» رويترز :

>
قتل خمسة اشخاص على الاقل أمس الأحد في الوقت الذي أدلى فيه الاتراك باصواتهم في انتخابات بلدية من المرجح أن تعطي حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان تفويضا جديدا للضغط في سبيل الإصلاح السياسي والاقتصادي في الدولة الساعية لنيل عضوية الاتحاد الاوروبي.

وقالت مصادر امنية وفي المستشفيات لرويترز ان القتلى سقطوا في الجنوب الشرقي الذي تسكنه اغلبية كردية حيث اشتبك انصار متنافسون في عملية انتخاب رؤساء بلديات في عدد من القرى. واصيب حوالي 100 شخص في اعمال العنف.

وكان الجنوب الشرقي هو ارض المعركة الرئيسية في هذه الانتخابات لأن اردوغان يأمل ان ينتزع هذه المنطقة من الاحزاب الموالية للاكراد في خطوة قد تكون تاريخية نحو حل صراع يؤثر كثيرا على التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ويختار الناخبون في الدولة ذات الاغلبية المسلمة والتي يبلغ تعداد سكانها 72 مليون نسمة رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية والاقليمية لكن التصويت يعتبر استفتاء لاردوغان الذي يتمتع بالشعبية.

وقالت وكالة انباء الاناضول الحكومية ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 93 في اعمال عنف انتخابية في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه اغلبية كردية.

وفاز حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية بثلاثة انتخابات على التوالي منذ ألحق الهزيمة للمرة الاولى بالمعارضة العلمانية عام 2002.

وتظهر معظم استطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بسهولة بنسبة تقترب من 40 في المئة من الاصوات على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة إلى مستوى قياسي وتراجع الاقتصاد التركي المتضرر من الازمة الاقتصادية العالمية بعد سنوات من نمو محلي لم يسبق له مثيل واستثمارات اجنبية قياسية.

واغلقت جميع مراكز الاقتراع في الساعة الخامسة مساء (1400 بتوقيت جرينتش),ومن المتوقع ان تظهر النتائج الأولية في وقت لاحق أمس الأحد.

وتعهد إردوغان بإصلاح الدستور الذي وضع الجيش مسودته عام 1982 وتغيير طريقة عمل المحكمة الدستورية وهي خطوات ستزيل بعض العوائق أمام انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي لكنها تهدد بإثارة التوترات مع العلمانيين الذين يتهمونه بتطبيق أجندة إسلامية. وينفي إردوغان هذا الاتهام.

وقال اردوغان بعد إدلائه بصوته "قرار شعبنا سيظهر اليوم وكل الاحزاب السياسية ستحترمه."

وسادت الحملة اجواء مماثلة للانتخابات العامة وليس مجرد اقتراع محلي,وتبادل المرشحون اتهامات الفساد.

وحزب العدالة والتنمية له جذور إسلامية لكنه يضم عناصر قومية وأخرى تنتمي ليمين الوسط. وكادت المحكمة الدستورية أن تأمر بإغلاق الحزب لممارسته نشاطات إسلامية عام 2008 في قضية هزت الاسواق المالية وأثارت
انقسامات عميقة داخل تركيا.

ويجري صندوق النقد الدولي محادثات مع تركيا منذ شهور حول اتفاق ترى الأسواق أنه مهم لحماية الاقتصاد التركي الذي تقدر قيمته بنحو 750 مليار دولار من آثار الازمة العالمية. وتتوقع الأسواق أن يستكمل إردوغان تلك المحادثات بعد انتخابات اليوم (أمس).

ويأمل إردوغان الحاكم السابق لمدينة اسطنبول في أن ينتزع السلطة في منطقة جنوب شرق تركيا ذات الاغلبية الكردية من الاحزاب الموالية للاكراد في خطوة قد تكون تاريخية نحو حل صراع يؤثر كثيرا على التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد.

وقال فيسيل كايا (27 عاما) الذي يدير متجرا للأغذية المجففة في دياربكر اكبر مدينة في الجنوب الشرقي "اعطيت صوتي لحزب العدالة والتنمية لأنه الافضل للبلاد وللإقتصاد. البطالة مرتفعة هنا ويوجد سكان من الشبان الصغار ونحن نريد وظائف وتنمية."

ووصل معدل البطالة في تركيا الى اعلى معدلاته على الاطلاق وهو 13.6 في المئة.

واخفقت المعارضة في استغلال هذه الأزمة لأنها لا تعتبر بديلا قادرا على دفع الاصلاحات السياسية وادارة الاقتصاد.

وقال إردوغان في مقابلة يوم الجمعة إنه إذا فاز حزبه بأقل من النسبة التي حصل عليها في انتخابات عامة سنة 2007 وهي 47 في المئة الاقاليم فإنه سيعتبر ذلك "هزيمة".

ومنتقدو إردوغان يتهمونه بأنه فقد روحه الاصلاحية منذ بدء محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي عام 2005 ويقولون إن حكمه بات شموليا.

وقال محمد دمير الموظف وهو يدلي بصوته في احدى المدارس بانقرة "لست ضد حزب العدالة والتنمية لكني ساعطي صوتي لحزب الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيس) هذه المرة لأنني اعتقد اننا في حاجة الى التغيير."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى