اطـــلع يــابــاص

> جلال عبده محسن:

> لايكفي مانعيشه من منغصات في حياتنا جراء الفقر والجوع والترهل التي تعتري مختلف نواحي حياتنا فإن ثمة منغصات تشكل هي الأخرى مصدرا للإزعاج والقلق والسكينة العامة، وتؤرق راحة البال.

وتعكر صفاء أذهاننا المشوشة أصلا جراء مكابدة الحياة، فإن الضجيج وصخب الحياة المعاصرة وظاهرة رفع الصوت المحلقة فوق رؤوسنا، والذي يأتي من شتى المصادر هي إزعاج للنفس أيضا نتعرض له أينما ذهبنا.

وكانت صحيفة «الأيام» قد أشارت في أحد أعدادها- وتحت عنوان لوجه الله- إلى إحداها وهي: ظاهرة رفع الصوت وتضخيمه من قبل بعض محلات تسجيل الأغاني الواقعة تحت عمارات ومنازل مأهولة بالسكان، والتي تنزل في بعض الأحيان على طبلة الأذن على حين بغتة، فيما الساكنون من المرضى أو الطلاب أو العجزة بأمسِّ الحاجة إلى الراحة والاطمئنان والسكينة داخل منازلهم التي لا يأبه بها بعض العاملين أو أصحاب المحلات .

كما أن قبح هذه المظاهر تتجلى في تصرفات البعض من سائقي الباصات ممن لاتروق لهم سماع الأغاني إلا بطريقة رفع الصوت العالي دون مراعاة لمشاعر وأحاسيس الركاب، وكأنه في مقيل، وليس ساعيا على رزق أسرته وأطفاله، وقد لايكترث حتى لتوسلات البعض بخفض الصوت، بحجة أنه مالك الباص، ومعتقدا بأن له الحق في ذلك في وقت هو أحوج إلى الهدوء ليتمكن من سماع صوت الركاب في الطالع والنازل لتجنيب الباص في المكان المناسب بدلا من تنبيه الآخرين له بخفض صوت المسجل، بعد أن يكون الراكب قد قطع مسافة ليست سهلة على عجوز أو امرأة محملة بالأغراض الشخصية.

كما أن ظاهرة رفع الصوت قد نجدها أيضا في (المخادر) والأعراس في الأزقة والحارات، ولاعجب من تضييق الطرقات أو تعطيل حركة المرور لشارع بأكلمه في سبيل إقامة حفلة خاصة على حساب حقوق الغير والإساءة إليه، وما يصاحب ذلك من إطلاق للمفرقعات والعيارات النارية، وهو مايزعج الجيران وفي وقت متأخر من الليل .

كما لايسلم الأمر في بعض الأحيان من رجل المرور نفسه وعبر مكبرات الصوت وهو ينادي: اطلع ياباص وكأنه لاتوجد وسيلة أخرى أكثر حضارية لتنظيم السير إلا تلك الطريقة الاستفزازية والمزعجة بنفس الوقت.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى