مطار عدن مقبرة مهجورة

> عتيق عبدالرحمن محمد:

> من المؤسف أن العاصمة الاقتصادية كما وصفها الأخ الرئيس عند إعلان وحدة الجمهوريتين قد أصبحت مهجورة من الرحلات الدولية، وذلك بسبب سياسة حرمان وصول الطيران المدني إلى مطار عدن باستثناء القليل من رحلات شركة اليمنية فقط.

وهنا نود أن نستعيد بالذاكرة حركة الطيران في الخمسينات وإلى ماقبل الاستقلال في نهاية الستينات عندما كان مطار عدن خلية نحل، والعمل فيه على مدار 24 ساعة لايتوقف بفضل كفاءة أبناء عدن والمحافظات الجنوبية تحت إدارة ابن عدن الشهيد عبدالرحيم قاسم, مدير الحركة لخطوط عدن الجوية، حيث كانت تصل الى مطار عدن كل من الخطوط البريطانية لما وراء البحار، الخطوط الجوية البريطانية المتحدة، العربية الأردنية، طيران الصقر، خطوط شرق أفريقيا، الخطوط الجوية الهندية، الخطوط الجوية السودانية، خطوط مصر للطيران، الخطوط الجوية السعودية، الخطوط الجوية الأثيوبية، خطوط طيران الشرق الأوسط، الخطوط الجوية الكويتية، والخطوط الصومالية والجيبوتية.

وكانت خطوط عدن الجوية تقدم كل الخدمات المطلوبة للطيران الدولي أثناء التوقف في مطار عدن، وتشمل التموين بالوجبات الغذائية، والتزود بالوقود والإصلاح الأولي للأعطاب الطارئة، وكان ذلك بفضل الكوادر المدربة التي اضطرت إلى أن تغادر الوطن إلى صنعاء، حيث استفادت الخطوط الجوية اليمنية من القادمين من عدن في مجال الصيانة، الحركة، المبيعات، الإدارة العامة والمحطات الخارجية الذين عملوا وأذكر منهم الإخوة علوان الشيباني، محمد صالح عبده، محمود فريد ناجي، علي البغدادي، عبدالرحمن مغارف، علي إبراهيم جاوي، وديع أمان، سعيد علي يريمي، عثمان مجيدي، والمدير العام المرحوم خليفة عبدالله حسن خليفة الذي أسس لليمنية مكتبا في إمارة الشارقة، ورئيس مجلس الإدارة المرحوم شايف محمد سعيد، وشمسان إسماعيل، وكانت الخطوط اليمنية تحت إشراف معالي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالمجيد الأصنج.

وتوسعت اليمنية من طراز الداكوتا الى البوينج 737 و727 والآن ايرباص وتغطي شبكتها أوروبا والشرق الأوسط ودول الخليج وشرق آسيا.

كما استفادت من موظفي خطوط عدن الجوية السابقين- إضافة إلى اليمنية- كل من الخطوط الجوية الكويتية، والخطوط الجوية السعودية ومن أبناء عدن الذين تولوا وظائف في الكويت المرحوم محمد عبدالله عوض، والإخوة إبراهيم زوقري عبدالكريم جاوي، محمد ميه، المرحوم محمود حمزة أمان وآخرون.

وفي السعودية الأخ رشيد عبدالله محمد، حسين علي عبدالقادر، ومحمود مرشد وآخرون، وفي مطار عدن مازال حتى اليوم والحمد لله كوادر مؤهلة من الأبناء باستطاعتها تلبية حاجات وطلبات الطيران الدولي، فلماذا تحرم محافظة عدن وأبناؤها من أداء هذه المهمة؟ لماذا لايفتح المجال الجوي أمام الطيران الدولي للوصول إلى عدن التي يقول عنها الأخ الرئيس ومن حوله بأنها العاصمة الاقتصادية.. وهل نأمل من الأخ محافظ عدن ومصلحة الطيران المدني والإدارة المحلية تشجيع هذا المرفق الحيوي لمحافظة عدن وفتح مطار عدن الدولي للرحلات إلى عواصم العالم، بدلا من اقتصار ذلك على مطار صنعاء؟

كم سنكون سعداء حين نسمع خبر عودة وصول الطيران الدولي لمطار عدن بعد طول انتظار، والأمل مازال كبيرا، ونسأل الله التوفيق للعاصمة الاقتصادية والازدهار كما كانت في عهد الاستعمار وقبل الوحدة.

* مدير سابق لخطوط عدن الجوية -عدن واليمنية-صنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى