ايران تتعهد بالمساعدة في افغانستان

> لآهاي «الأيام» سو بليمنج ومارك جون :

> عرضت ايران المساعدة في مكافحة تجارة المخدرات الافغانية أمس الثلاثاء في بادرة استجابة لدعوة الولايات المتحدة الى تقديم دعم اقليمي في افغانستان وصفتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بانها مبشرة.

وقال محمد مهدي اخوندزاده نائب وزير الخارجية الايراني في مؤتمر دولي بشأن أفغانستان يعقد في لاهاي ان طهران مستعدة للمساعدة في مكافحة تجارة الافيون في افغانستان وفي اعادة اعمار البلاد.

ورحبت كلينتون التي تسعى في لاهاي الى حشد دعم موسع لاستراتيجية جديدة كشف عنها الرئيس باراك اوباما للتصدي للمتشددين الاسلاميين في افغانستان وباكستان ببادرة طهران.

وقالت للصحفيين بشأن كلمة اخوندزاده "اعتقد ان التدخل الايراني هذا الصباح كان مبشرا."

ولم تجر كلينتون مناقشات مع الوفد الايراني الا انها قالت ان المبعوث الامريكي الخاص لباكستان وافغانستان ريتشارد هولبروك اجرى ما وصفته بانه اتصالات موجزة وودية مع اخوندزاده على هامش المؤتمر.

وقالت "لم تركز على أي شيء جوهري. ولكنها كانت ودية ولم يكن مخطط لها واتفقا على ان يظلا على اتصال."

وبعد قرابة ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان للاطاحة بحكومة طالبان ما زال اكثر من 70 الف جندي من القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي هناك يقاتلون تمردا متناميا يمتد تأثيره ايضا الى باكستان.

وفي واحد من التغيرات العديدة التي أجراها اوباما على سياسة ادارة الرئيس السابق جورج بوش بشأن افغانستان عرضت كلينتون إمكان التوصل الى هدنة مع أعضاء طالبان الذين لا ينتهجون العنف.

وقالت "ينبغي ان يعرض عليهم شكل مشرف من المصالحة والعودة للاندماج في مجتمع سلمي اذا كانوا مستعدين للتخلي عن العنف والانفصال عن القاعدة وتأييد الدستور."

واصر الرئيس الافغاني حامد كرزاي على ان حكومته يجب ان تقود جهود المصالحة.

لكنه رحب بتركيز اوباما الجديد على نهج اقليمي وما وصفه بانه "قيادة جديدة وقوية وحكيمة" للجهود الدولية في افغانستان.

وهونت كلينتون من احتمال القيام بأي مبادرات مهمة مع ايران في مؤتمر لاهاي وقالت سلفا انها ليس لديها خطط لعقد اجتماعات منفصلة مع نائب وزير خارجيتها.

غير ان وجود الوفدين الامريكي والايراني في نفس المؤتمر يمثل تخفيفا للسياسة الامريكية التي تمسكت طويلا بالمواجهة بشأن برنامج طهران النووي.

ومع ذلك أكد اخوندزاده مجددا معارضة ايران لوجود القوات الاجنبية في افغانستان والذي جعلها تواجه وجودا عسكريا امريكيا هناك وفي العراق.

ولكنه اضاف "ايران مستعدة تماما للمشاركة في المشروعات التي تهدف الى مكافحة تهريب المخدرات والخطط التي تتفق مع تنمية افغانستان وإعمارها."

ورحب وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي بالوجود الايراني في المؤتمر باعتباره "خطوة اولى في الاتجاه الصحيح".

وقال للصحفيين "لهم مثلنا مصلحة في أن تكون افغانستان مستقرة ويعمها السلام."

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ايضا الى استعداد اكبر من جانب موسكو للمساعدة في اعادة اعمار افغانستان.

وقال "علينا ان نجمع بين اجراءات مكافحة الارهاب والاجراءات الاجتماعية الاقتصادية لاعادة بناء افغانستان وروسيا مستعدة تماما للمشاركة في ذلك الجهد في المستقبل."

وقالت طالبان الباكستانية أمس الثلاثاء انها نفذت هجوما قتل فيه ثمانية من طلبة اكاديمية الشرطة في مدينة لاهور بباكستان.

وكان هذا ثاني هجوم في لاهور هذا الشهر بعد ان استهدف مسلحون فريق الكريكيت السريلانكي فيما يبرز مدى تغلغل التمرد في الاراضي الباكستانية.

ومنذ توليه السلطة في يناير كانون الثاني امر اوباما بارسال 17 الف جندي اضافي الى افغانستان للتصدي للعنف قبل الانتخابات واربعة الاف اخرين للمساعدة في تدريب الجيش.

وقالت الادارة الامريكية الجديدة انها ستنهي دبلوماسية البيانات الصحفية التي كانت تستخدمها واشنطن في عهد بوش لانتزاع الموافقة على ارسال مزيد من القوات من حلفاء يترددون في كثير من الاحيان في تقديمها لكنها تحثهم على الالتزام بتقديم المزيد من المساعدة والدعم المدني.

غير ان هولندا التي تستضيف المؤتمر هونت دوما من احتمالات تقديم عروض كبيرة جديدة بشأن القوات أو المعونة في المؤتمر الذي رتب على عجل مشددة على ان الهدف يتركز على تبادل الافكار بخصوص السياسة.

وردد البيان الختامي الذي صدر بعد الاجتماع فحوى سياسة اوباما الجديدة مشيرا الى الحاجة الى تكثيف تدريب قوات الامن الافغانية و"القضاء على مخابئ القاعدة وغيرها من الشبكات الارهابية في المنطقة".

واكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تعرضت بلاده لاكبر الضغوط لزيادة مساهمتها في جهود مكافحة التمرد عرضا المانيا بتقديم 600 جندي للمساعدة في تأمين الانتخابات الافغانية في اغسطس اب.

وقال للصحفيين "الرئيس اوباما طرح محور تركيز جديدا وهو ما نرحب به كثيرا."

(شارك في التغطية بيل ماكلين وديفيد برونستروم وأرون جاري بلوك) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى