نتنياهو يستعد لتنصيبه رئيسا لوزراء اسرائيل

> القدس «الأيام» جيفري هيلر :

> يؤدي بنيامين نتنياهو اليمين رئيسا لوزراء اسرائيل أمس الثلاثاء ويعود بذلك الى المنصب الذي شغله قبل عشر سنوات دون التزام واضح بهدف إقامة دولة فلسطينية الذي يلقى تأييدا دوليا.

وقال مسؤولون ان نتنياهو (59 عاما) يعتزم ان يطلب من البرلمان التصديق على حكومته التي يغلب عليها اليمينيون في جلسة تعقد اليوم. وقد يستغرق النقاش عدة ساعات.

وسيؤدي نتنياهو اليمين بعد ان يصوت البرلمان بالموافقة ليحل محل ايهود اولمرت التي اتسمت فترة حكمه ومدتها ثلاث سنوات باعادة فتح مفاوضات الارض مقابل السلام مع الفلسطينيين وحربين ضد متشددين اسلاميين في لبنان وقطاع غزة فضلا عن فضيحة فساد ادت الى استقالته.

وقال نتنياهو امام البرلمان أمس الأول "ستبذل الحكومة التي اشكلها اقصى جهدها لتحقيق السلام العادل والدائم مع جميع جيراننا ومع العالم العربي بصفة عامة."

ولم يشر نتنياهو مجددا في هذا الخطاب الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وهي الهدف الرئيسي لجهود السلام التي تدعمها الولايات المتحدة.

لكن الخطوط العريضة لائتلافه الحكومي تتضمن تعهدا باحترام جميع الاتفاقات الدولية التي وقعتها اسرائيل ومن بينها الاتفاقات المبرمة في التسعينات والتي تدعو لإقامة دولة فلسطينية.

ومن شأن امتناع نتنياهو عن الالتزام الصريح بما يسمى بحل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني أن يضعه في صدام مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي,وابدى الاتحاد الاوروبي بالفعل قلقه بهذا الشأن.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ان نجاح مفاوضات السلام المتوقفة حاليا يتوقف على تأييد نتنياهو الصريح لاقامة دولة فلسطينية.

وكان نتنياهو قد قال انه يريد ان تركز المحادثات على تقوية الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية بدلا من القضايا المتعلقة بالارض التي عرقلت تحقيق تقدم نحو التسوية.

وتوقع مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون اسرائيليون ان يتفادى نتنياهو العزلة بالدخول ببطء في محادثات بشأن الدولة وان يفتح مسار سلام منفصلا مع سوريا.

وقالوا ان نتنياهو الذي سبق ان شغل منصب رئيس الوزراء من 1996 الى 1999 من المرجح ان يوضح للقوى العالمية انه هو من يتخذ القرارات المتعلقة بالعمل الدبلوماسي وليس القومي المتطرف افيجدور ليبرمان الذي اختاره لشغل منصب وزير الخارجية.

وتنتظر القوى العالمية تحركات نتنياهو بشأن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وهو أمر طالما عمل على الدفع به قدما. ودافع نتنياهو عن توسيع المستوطنات القائمة.

وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على المداولات ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تريد ان تجمد اسرائيل اعمال البناء في المستوطنات وتفكر في خفض ضمانات القروض الامريكية لتعاقب اسرائيل وتظهر لحكومة نتنياهو ان واشنطن جادة بشأن هذه القضية.

وقال نتنياهو ان برنامج ايران النووي وتهديدها لاسرائيل سيحتلان ترتيبا متقدما في جدول اعمال حكومته. وتعتقد اسرائيل والولايات المتحدة ان ايران تسعى لصنع قنبلة ذرية وهو زعم تنفيه ايران. ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.

وحث اولمرت نتنياهو في خطاب أمس الأول على اعتماد حل الدولتين بشكل واضح لضمان أن تحافظ اسرائيل على الاغلبية اليهودية بين سكانها حيث ان البديل وهو ضم الضفة الغربية وغزة الى اسرائيل قد يعني ترجيح كفة السكان العرب مع الزمن.

واستقال اولمرت في سبتمبر أيلول في فضيحة فساد حيث اتهمته الشرطة بتلقى مظاريف مملوءة بالاموال من رجل اعمال يهودي امريكي لكنه نفى ارتكاب اي جرم.

وظل السياسي المخضرم في السلطة رئيسا لحكومة تسيير اعمال الى ان تشكل حكومة جديدة بعد انتخابات العاشر من فبراير شباط.

ويسيطر نتنياهو نظريا على ما يصل الى 69 مقعدا منها 13 مقعدا لحزب العمل في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا لكن الهامش قد ينخفض اذا انشق اليساريون من مشرعي حزب العمل الذين يعارضون الانضمام الى ائتلاف مع حزب ليكود على حزبهم.

ويبقى ايهود باراك زعيم حزب العمل وزيرا للدفاع لكنه يواجه تمردا في صفوف حزب العمل.

وشكل نتنياهو واحدة من اكبر الحكومات في تاريخ اسرائيل حيث تضم الحكومة الجديدة 30 عضوا وذلك بسبب اقامته علاقات مشاركة مع حزب العمل واحزاب يمينية ودينية متطرفة.

(شارك في التغطية ادم انتوس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى