قول الحقيقة في (على امسيري)

> د. حسين عمر صالح:

> في عددها (5667) الصادر بتاريخ 15/3/2009م في الصفحة الأخيرة نشرت «الأيام» مقالة للأخ فضل النقيب موسومة بعنوان (الجابري: أخضر جهيش مليان)، حيث تضمنت المقالة ضمن ما تضمنته الحديث عن أغنية (على امسيري) الشيء الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال.

في البدء أسال الله العلي القدير أن يمن بالشفاء العاجل على الشاعر والمثقف أحمد الجابري صاحب الموهبة الشعرية الغنائية الذي يرقد حاليا في مستشفى اليمن الدولي بتعز بمبادرة آل هائل سعيد أنعم الذين يستحقون التقدير والإشادة باعتبارهم السباقين إلى تقديم العون والمساعدة الضرورية في حين كان من المفروض أن تقوم بهذه المهمة الجهات المختصة.. فأنا أضم صوتي إلى صوت الأخ فضل النقيب بمطالبة هذه الجهات بتقديم كل ماهو ضروري لعلاج ابن الجابري الأديب الشاعر، خاصة وأنه قدم الكثير من البذل والعطاء في سبيل تطوير شعر الأغنية، وإدخال بعض الأهازيج من (الفلكلور) الشعبي في محتوى الكثير منها.. ولا ننسى دور صحيفة «الأيام» ورئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل التي تبنت مطالبة الجهات المختصة بالقيام بواجبها نحو الشاعر الجابري.

لقد ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال نظرا لحالة أحمد الجابري الصحية لكنني ارتأيت أن أوضح بعض الحقائق التاريخية عن موروثنا الثقافي، وخاصة (الفلكلور) منه أصبحت ضرورة ملحة وعاجلة لا تقبل التأجيل، وهو الأمر الذي دفعني إلى كتابة تعقيبي هذا، ويمكن القول إنه قبل ما يزيد عن ثماني سنوات مضت كتبت مقالة نشرتها صحيفة «26 سبتمبر» ومحتواها هو تصحيح لما ورد في سياق حديث للفنان الكبير محمد مرشد ناجي - أطال الله في عمره - في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة «14 أكتوبر»، حيث أشار في تلك المقابلة إلى أن مصدر اللحن قد استقاه من أحد الزملاء المنتمين إلى منطقة ريفية بدوية الذي كان كثيرا ما (يدندن) عند لقائه به، وقد استفاد منه المرشدي وأدخل بعض الإيقاعات السريعة.

وفي ذلك التعقيب الذي نشرته صحيفة «26 سبتمبر» أوردت العديد من الحقائق وهي:

أولا: إن كلمات أغنية (على امسيري) نصا ولحنا هي (الفلكلور) تردده النساء في مناسبات الزواج، وخاصة اليوم الذي تروح فيه العروس إلى بيت العريس محمولة على ظهر الجمل داخل هودج خاص بالعروس في مناطق واسعة بمحافظتي أبين والبيضاء، وخاصة مناطق مودية - دثينة - لودر - مكيراس في محافظة أبين، والصومعة - البيضاء - الطفة - عوين في محافظة البيضاء، وكذلك منطقة الحد والمناطق المحاذية من يافع للودر ومكيراس من محافظة لحج. ولم تتغير تلك العادات المتوارثة منذ القدم إلا في أواخر الخمسينات بمجيء السيارات وشق وإصلاح الطرق المسفلتة الحديثة.

ثانيا: الفنان المرشدي تصرف بذوق فني وأدخل أو عدل في الإيقاعات ليصبح الإيقاع أسرع بدلا عن حركته البطيئة، أما اللحن والكلمات فهي ترجع إلى (الفلكلور)، حيث إن ترديد الدندنة في ذلك الزمن القديم كان يتم بطريقة بطيئة تتوافق وحركة خطوات الجمل.

وخلاصة القول يجب أن لا يفهم من المقالة هذه أنني أردت النيل أو التقليل من إبداع شاعرنا العزيز أحمد الجابري، فهو غني عن التعريف، وألفت نظر الأخ فضل النقيب إلى أن ابن الجابري قد عاش مدة من الزمن في ولاية دثينة قبل الاستقلال الوطني، وهذا ما أكده الكاتب والناقد بن جازم في موضوع تقييم أشعار الجابري والمنشور في حلقات في صحيفة «السياسية» بداية العام هذا.. إن ما قصدته من المقالة هو قول الحقيقة وحتى لا ينسب الشيء لغير صاحبه أو مبدعه.. وليعذرني العزيز الجابري، وأتمنى من الله أن يشفيه ليواصل عطاءه في مجال الشعر الغنائي الجميل.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى