يانياو .. ياهو هو

> علي سالم اليزيدي:

> هوت قطة من سطح عمارة شاهقة، حيث تقضي ساعات من اللهو والعبث والقفز، وهي قد استفردت بالمكان لوحدها، ما دفع بقلة عقلها إلى الاعتقاد بأنها سيدة المكان وامتلأت بالغرور والخيلاء، وأخذت تتمخطر في المشي وتلعب بذيلها.

وذات يوم وقد قادها الاستعلاء بأنها فوق والناس تحت، هوت من حافة السطح ولم تشعر بما حدث لها إلا وهي ترتطم بالقاع بشدة إلى الشارع والأرض الصلبة، وهمدت وكل مابها يؤلم وهي لاتدري أين هي، ومن هي..! بحثت القطة الساقطة عن نفسها وهي فاقدة الوعي وتساءلت من أنا؟ وصاحت عندئذ بدلاً من نياو نيو، هوهو، ثم توقفت، هذا ليس صوتي، آه ربما هو يزويز!!، لا، ليس هذا أيضاً، وعادت إلى هوهو..! ثم سكتت ولم تسعفها ذاكرتها لا بالتذكر وحسن التصرف ولا بالتوازن، كل شيء اختل وانحدر وهوى مثلما هوت هي من أعلى إلى أسفل.

ونحن في هذه اللحظة نبحث عن التوازن، وما أصابنا هو ما أصاب القطة، إذ انفلت وضاع هذا التوازن ما بين العقل والواقع، مابين البحث عن أنفسنا وسقوط الحق من ميزان العدل وتقدم القوة والاستبداد، لقد ارتخت سلطة الدولة وغطت كل الواجهات المظاهر والظواهر الجاهلية للقبيلة والوجاهات العمياء المنتحلة العقلية المدنية تدفعها شراهة المال والسلطة والتسيد على كل شيء.

ضاع التوازن واختفت كل الملامح ذات الصلة بهذا التوازن، وهو ما سبب لنا المتاعب ما بين الربط للحكم والواقع وحياة الناس، دار الدولة لاتعرف ماهو صوتها ولم يعد يصل بعيداً عن الدار والكرسي الضائع، انغمس الناس والحكم في ظواهر قد قضينا عليها منذ زمن، تفوق يومئذ عليها الوعي الاجتماعي والحضاري الذي اجتهد فيه منذ أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي رجال أوفياء لحضرموت ولدينهم وأخلاقهم، وأناروا بهذا الضياء كل الجوار، نعم لم يهربوا ويقفلوا (هواتفهم) بينما تحترق المدن ويتشاجر المواطنون في اختلال فاضح للتوازن والأمان، ويعربد الخوف والأسى، ليس بين هؤلاء من شجاع يتصدى للواقع وتصويب الوضع حتى لا أهله حيث يسكن.

هل تعلمون ما الذي أسقط القطة المنفوخة بالاستعلاء الوهمي، الشعور بنفخة التسلط وثقافة الوهم، وهو مانراه أمامنا هنا، أشخاص في السلطة بحضرموت منفوخون بهواء السلطة وليس لديهم مقدار لبعض من التوازن ما بين العقل ولا الكفاءة ولا الإدارة، خلل كبير بارز في إدارة الوضع والهروب والاختفاء، كل متسلط رمت به رياح الصدفة يحمل طاقية (كوفية الاختفاء) وكأنما المظاهر الفارهة للسيارات والحاشية ودواوين (القات) والخطابات وحشد المنافقين المتحلقين وعارضي الضمائر للبيع لا تخفي الحقيقة التي نطعمها مرة في حضرموت وعدن والضالع والمهرة.هذا تسويق للعبث تروج له السلطة في حضرموت وتتصارع فيه من باب الترف السلطوي وليس حرصاً على أوجاع ومتاعب الحضارم وسكان حضرموت من البدو والحضر والصيادين وبائعي التمر، هناك مسرح العبث يعرض تمثيلية عبثية عنوانها الاستهتار واللامبالاة وضعف الإدارة لمن بلغ الرشد أو لم يبلغ بعد وهو يجلس في صف الكراسي والعطايا والسلطوية مدعياً هيبة الحكم شكلاً فقط.

من يملك البحر، بحر حضرموت، ومن هم الضحايا من يهاجم من؟ أليس أنتم أولئك الرجال أهل البلد، نسأل من وزع وثائق البحر ويأخذ الثروة براً وبحراً، أخوتي لا تسقطوا صخية ويضيع الصوت ونتحول إلى (نياو، نياو، وهوهو).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى