الفضلي: المسألة ليست الوحدة التي دافعنا عنها بدمائنا ولكن الهدف هو الجنوب وخيراته

> زنجبار «الأيام» خاص

> أصدر الشيخ طارق ناصر الفضلي شيخ مشايخ آل فضل عضو مجلس الشورى أمس بيانا - تسلمت «الأيام» نسخة منه - جاء فيه: «يا أبناء الجنوب الأحرار في كل مكان، داخل الجنوب وخارجه قبائل وعلماء دين وحزبيين ومشايخ وتجارا ومواطنين، أنتم تعلمون جيدا كيف سعينا إلى الوحدة سعيا، وكيف دافعنا عنها عام 1994م.

وكنا نعتقد أننا سنبني الوطن من جديد، وسنمهد لأهلنا سبل الوصول إلى الاستقرار والعيش الكريم، ويظهر وطننا الغالي في مظهره اللائق به، ونقيم الحجة على العالم بأننا بلد الحكمة، هكذا فهمنا الوحدة، وهكذا عملنا على خدمتها.. ولكننا والأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا حقوقا تغيب، وأرضا تنهب، وشعبا مقيدا بثوابت وطنية كاذبة.

نعم يملك الأسى قلوبنا لأني أعلم وكلكم يعلم أن لا رجاء لبلد تقوم الوحدة فيه على إيذاء الناس في أملاكهم وسمعتهم وعلى إفساد الضمائر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ثم تقوم السلطات ما بعد الحرب في الجنوب بحرب شعواء سموها معركة من أجل إرساء النظام والقانون، ولكنها موجهة ضد من لا يرى رأيهم ومن لا يدين بمذهبهم السياسي، وقد أسرفوا في الطعن والسب والافتراء والإرهاب، فصبرنا وقلنا لعل وعسى أن يرجعوا عن غيهم ولكن لا حياة لمن تنادي.. وأولمنا أكثر منذ سنوات ما بعد الحرب ندفع فيها بالتي هي أحسن، وكان يمنعنا الأمل بالإصلاح والصلح وحب الوطن عن أن ندل على مواضع الطغيان والظلم حتى صرنا نرى السكوت الأخلاقي استسلاما، والأمل جبنا، وحب الوطن تفريطا في حق هذا الوطن.

إني ليضرني وأنا واحد من أبناء الجنوب الذين حرمت أن أعيش بينهم ولأسباب يعرفها الكثير، أن أصارحكم بأننا لم نكسب من الوحدة شيئا، بل إننا فقدنا كثيرا من قيمنا الوطنية الجنوبية التي حملها أجدادنا في ماضي عيونهم، وبعد أن صار الفاسدون كراما بررة، وبعد أن صار كل أبناء الجنوب هدفا لاعتداء المعتدين، وإجرام القتلة، وبعد أن صارت الوحدة أداة لتقييد الجنوبيين وإيذاء النفوس الصادقة، ووسيلة لإقصاء ذوي الرأي والكرامة.. وفي هذا اليوم ونحن نسطر صفحة التصالح والتسامح نقول إن هذا المبدأ الإسلامي والوطني السامي قد بدأ قبل جيلنا هذا بزمن طويل لولا أفكار (الحرب الباردة)، وإنه على التأكيد هو تسامح أجيال متعاقبة اكتوت بنار غيرها، وفقدنا خلالها الرجال الكبار من صانعي القيم النبيلة والأوطان والحركات التاريخية، فشكرا لكل من قام على هذا المبدأ، ونقول هكذا ولد وهكذا يجب أن يستمر.

يا أبناء الجنوب الأحرار:

إن تجربتنا في العمل الرسمي لم تعبر عن اتجاهاتنا الوطنية التي ناضلنا وضحينا من أجلها وتولدت لدينا قناعات من خلال التجربة لن يقوم شيء للجنوب العزيز على قلوبنا، ووجدنا أن الاستمرار في هذا الطريق سيدخلنا في متاهات واسعة لا فائدة منها، لذلك أدركنا أنه لابد من عمل شيء لإنقاذ أهلنا في الجنوب، فبدأنا نفكر جديا بمساندة النضال الوطني السلمي الذي جسده إخواننا في الحراك الجنوبي، وكنا منذ فترة طويلة نحس بضرورة إيجاد هيئة أو مجلس وطني يجمع كل شرائح المجتمع الجنوبي وطيفه السياسي وله هويته التاريخية ورسالته.. ونقول إن النضال السلمي من أجل استعادة أرضنا وهويتنا هو الطريق الذي سيجمعنا ويجعلنا في طريق واحد، وهذا النضال سيزيل التفرقة بين الإخوة، ويعزز بالشعور الوطني لكل أبناء الجنوب. إن نضالنا السلمي جنوبي الأصل بدمه العربي وعمقه الإسلامي، ونحن مع كل من يناضل ضد ظلم أو قهر أو وصاية أو احتواء.. وهذا منطلق أساسي عشت عليه وسأعيش من أجله، ونحن مع النضال الجنوبي السلمي دون أي شروط.. وخاصة بعد أن صرت أرى قادة (الفيد) كيف يتعاملون مع كل الجنوبيين كمنتصرين عسكريا، ورأيت كيف يختطف بعض قادة الحرك السلمي ويؤخذون إلى صنعاء ويوضعون لعدة أشهر تحت الأرض في زنازين انفرادية، بينما من ينهب الأرض والثروة الجنوبية يعيش في القصور الفاخرة التي تزدحم بها شواطئ عدن والمكلا، أما عشرات القتلى والجرحى ضحايا الاحتجاجات السلمية فهؤلاء لا يشغل النظام دماغه في التفكير بهم، فهم انفصاليون وخونة.. وهنا أقول لشعبنا الجنوبي الصابر ورموزه الأحرار إننا سنظل نحن الأقوياء لأننا أصحاب حق، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).. نعم نحن أقوى مما يتصور الذين لا يعرفون تاريخنا الجنوبي، ويستحيل أن نتحول إلى أرقام من عدد السكان.. ومع الأسف لقد دفن الظالمون ذكريات كانت لنا صادقة، لأننا كنا نشعر أيام حرب 1994 أننا نؤدي قسطا متواضعا من واجبنا الوطني والعربي والإسلامي مع الجميع شماليين كانوا أم جنوبيين، وأننا سنعود إلى وطننا وأهلنا، ولكن خابت آمالنا، فقد أخذوا الوطن الجنوبي، وتركوا أهلي الجنوبيين مشردين.. وأقولها بأمانة إنه لم يسبق أن امتزج مصير المشايخ ورجال الدين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والرسميين مع مصير أهلهم في الجنوب، كما هو عليه الحال الآن، ونحن ندرك التضحيات التي قدمها الحراك الجنوبي السلمي، والمعنى الكبير لمناشداته لنا، وهذا هو سر وقفته وعلو هامته، ونحن مع شعبنا الجنوبي وضد كل من يحاول مصادرة الجنوب وطنا وشعبا وكرامة، وأمام هذا الرفض المجتمعي وهذه الإرادة الوطنية يتزايد سعار السلطة، وكلما ازداد هذا السعار زاد انكشاف هدفها في الاستيلاء على مقدراتنا، وفرض الاستسلام علينا، فليست المسألة مسألة الوحدة التي دافعنا عنها بدمائنا، ولا فقط ما قد نهب، ولكن الهدف هو الجنوب قبل كل شيء وخيراته كلها وفي سبيل هذا الهدف لا يبقى من (حرمة) لأي شيء، ولا للشرع ولا للقانون أمام هذا الهدف الخطير تصبح المهمة الوحيدة الواحدة أمامنا جميعا إنقاذ وطننا الجنوبي أرضا وإنسانا، وطريق الإنقاذ واحد، وهو النضال السلمي والصادق، وزرع ثقافة التصالح والتسامح والتآلف وعلينا أن ننتصر مرتين مرة على الماضي وأخطائه ومآسيه ومرة على الحاضر والتغلب على مصائبه، وأنا هنا أناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراريه الصادرين أثناء حرب 1994م على الجنوب (924)، (931) لسنة 1994».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى