عيب يا وزارة الإعلام هذا التكريم

> ريام محمد مخشف:

> كلما حاولت أن أكتم حزني جراء تجاوز تجربة والدي الأستاذ محمد عبدالله مخشف ضمن ما أطلقت عليه وزارة الإعلام تكريم الرعيل الأول من الإعلاميين وجدت نفسي في دوامة متجددة من التساؤلات عن الأسباب.

والكيفية التي أدارت بها وزارة الإعلام ومؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والنشر آلية التعامل مع هذا التكريم وإخراجه بهذا الشكل الذي أهان كثيرا من الشخصيات الإعلامية الجديرة بالتكريم أكثر مما كرم من يستحقون التكريم .. لأنني بكتابتي هذه أحاول التنفيس عن كمدي جراء تغييب عدد من الأسماء وتجاوزهم بشكل يجرح مشاعرهم ويسيء إلى ما قدموه خلال تجاربهم الطويلة في خدمة العمل الإعلامي في اليمن .

لم يتم تغييب والدي وهو الذي أمضى أكثر من خمسة وأربعين عاما صحفيا في أكثر من مؤسسة إعلامية ويعد ممن وضعوا اللبنات الأولى للعمل الصحفي المؤسسي في عدن عقب قيام الثورة ، فوالدي قد بدأ العمل الصحفي مطلع عام 1965 في صحيفة «الأيام» في عهد مؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل رحمه الله . . وكان له دور أساسي في تأسيس وإنشاء أول وكالة أنباء وطنية على مستوى منطقة الجزيرة والخليج أطلق عليها اسم «وكالة أنباء عدن» مطلع عام 1970 مع الصحافي البارز محمد ناصر محمد المؤسس وأول مدير للوكالة الذي استدعى والدي ليكون معه ضمن طاقم محدود اختاره بنفسه في تأسيس وكالة الأنباء ، ولم يأت العام 1970 على نهايته ، حتى اختير والدي مراسلا معتمدا لوكالة رويترز, وهي إحدى أكبر وأشهر وكالات الأنباء في العالم ، وذلك خلفا لمحمد ناصر محمد الذي كان قد كلفه بالعمل مراسلا لها من الباطن طوال الأشهر السابقة كتجربة تعلم منها كيفية التعاطي في تحرير وصياغة الأخبار المحلية التي تهم العالم الخارجي وما هي نوعيتها ، ولا يزال مراسلا لرويترز حتى اليوم منذ ما يزيد على 39 عاما.

ومثله أسماء لو ذكرتها ستتجاوز هذه المساحة لكن سأذكر بعضا منها للتذكير والتأكيد أن التكريم أدير بشكل مقرف حتى ظهر كأنه لعب عيال وإلا لماذا لم يكرم عبدالسلام طاهر ومعروف حداد وشكيب عوض وواثق شاذلي وعلي فارع ومحمد عبدالله فارع وغيرهم كثيرون ليس في عدن وحدها بل في بقية المحافظات بما فيها صنعاء التي فوجئ الجميع بتكريم بعض قيادات قطاع التلفزيون وحجب التكريم عن البعض بناء على مواقف شخصية.

عندما أتذكر تلك الأسماء بمن فيهم والدي الذي لم أعرفه إلا صحفيا ويعرفه معظم صحفيي اليمن ضمن هامات كان لها إسهاماتها في بلورة إعلام يمني قادر على التعبير عن أحلام وتطلعات الشعب وتقديم اليمن بوجهه المشرق للخارج.. في الوقت الذي شمل التكريم من نجد عليهم مئات التساؤلات وأكثر منها تساؤلات حول من قام ونظم هذا الحدث الذي يمثل إساءة بالغة للإعلام اليمني ولفخامة رئيس الجمهورية ...فعيب يا وزارة الإعلام تعاملك مع هامات العمل الإعلامي بهذا القدر من الاستخفاف ولن أقول من الاستهبال.. لكن على الرغم من ذلك يبقى التاريخ هو التكريم الحقيقي لكل من شكلت وتشكل تجربته إضافة نوعية لمسيرة الحياة أما من هم دون ذلك فلن يذكرهم التاريخ ... فصبرا يا والدي فتغييبك عن التكريم هو تكريم أكبر.

* صحفي بوكالة الأنباء اليمنية

«سبأ»- صنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى