بيت الشعر اليمني لصاحبه...

> مبارك سالمين:

> رائعة فكرة بيت الشعر وخاصة في اليمن، البلد الذي يمتلك ذاكرة ضعيفة لإنجازاته الثقافية، ولا يميل كثيرا إلى احترام ما هو ثقافي، ورائع أن ينهض بفكرة هذا البيت.

طالب الدراسات العليا في المملكة المغربية المجتهد الدكتور والشاعر الرئيس عبدالسلام الكبسي الذي استفاد من سنوات دراسته في المغرب وحاول أن ينقل إلينا هذه التجربة المغربية ذات البعد العالمي والإنساني في علاقتها بالشعر والحياة، وهي تجربة مماثلة لبيت الشعر في مدينة تونس، وعديد من مدن العالم الحر، وبيت الشعر على الدوام، هو مؤسسة تنبض بالحياة وبالتنوع والحق، هو بيت ذاكرة للجمال وللقصيدة.

غير أن بيت الشعر الكبسي، نقل التسمية وتلك مزية جميلة، ولكنه نسي أن ينقل البعد الإنساني للتجربة؛ البعد الفني الجمالي، وحتى البعد الوطني لها كما هو الحال في بلد المنشأ، بل وحرص أن يكون البيت للجهة فقط، وللجهة وحدها، فمن دورة شعرية إلى أخرى نزداد في عدن ومدن الجنوب والشرق الأخرى، شعورا بأن بيت الشعر اليمني هو بيت شعر جهوري بامتياز لا غرفة فيه لشرق البلاد أو جنوبها، بيت لايعرف من جهات الجغرافيا الطبيعية إلا جهة واحدة، وتلك ممارسة لفلسفة خاصة ورأي كان قد صدح به الدكتور الكبسي في أطروحته للدكتوراه، ويبدو أنه قد تبناه في بيته الشعري، حيث قال بعد مقدمة طويلة بأن معظم ما كتب من الشعر اليمني في السبعينيات قد صدمه بضعفه وركاكته :«بدليل سقوط كل منشورات دار الهمداني بعد طبعها مباشرة، بانصراف الناس منصتين لشعراء العمود الشعري، كعبدالله البردوني، وأحمد بن محمد الشامي، وعلي بن علي صبره، ومحمد الشرفي، ومحمد أحمد منصور،،» الأطروحة ص 12، منشورات وزارة الثقافة، بمناسبة صنعاء عاصمة للثقافة العربية (ونسي الكبسي حتى أن يذكر شاعرا واحدا من شعراء الجهات الأخرى مثل محمد سعيد جرادة ولطفي جعفر أمان، والحامد، وابن عبيدالله السقاف على سبيل المثال) وكأن الناس الذين يقطنون حول دار الهمداني هم رهن إشارته حتى في انصرافهم عن المنتج الشعري اليمني العربي الجنوبي الحديث.

سينظرون فقط إلى جهة الشمال، فكيف يمكن أن يكون هذا البيت بيتا للشعر اليمني إذا كان يدار بهذا العقلية الجهوية يادكتور!

عدن /مارس 2009م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى