الشيخ صالح بن فريد: نطالب بالكشف عن الأشباح الذين يتحكمون بمصائر المواطنين في المحافظات الجنوبية من بينهم أرملة الشهيد الشيخ نبيل قرو بعد اختطافها من سيارة أجرة .. أهالي قرو: الأمن والجيش يعاودان اقتحام قريتنا ويعتقلان العشرات بينهم نساء وأطفال

> عدن «الأيام» خاص:

>
نساء وأطفال قرية كود قرو يحتمون بمنزل الشيخ صالح بن فريد العولقي
نساء وأطفال قرية كود قرو يحتمون بمنزل الشيخ صالح بن فريد العولقي
حضر إلى مبنى «الأيام» مساء أمس عدد كبير من أهالي قرية كود قرو، مديرية البريقة محافظة عدن، مبلغين عن «إقدام قوات من الأمن والجيش على اقتحام القرية للمرة الثانية خلال يومين واعتقال عشرات من أبنائها، وتعرض زوجة الشيخ نبيل قرو للاختطاف من داخل سيارة أجرة كانت تستقلها في طريقها إلى القرية اليوم (أمس) الخميس بعد أن تم إيقافها من قبل عسكريين، وتقبع الآن رهن الاعتقال إلى جانب نسوة وقصر تم اعتقالهم من القرية سابقا».

وأفاد الأهالي بأنهم فوجئوا نحو الساعة الثامنة من صباح أمس «برتل من السيارات العسكرية والأمنية يقتحم القرية مدججين بالأسلحة وانتشروا بين أزقة القرية وقاموا بإطلاق عدد من الأعيرة النارية والقذائف المسيلة للدموع باتجاه الأهالي الذين تجمعوا للتعبير عن رفضهم هذا الاقتحام».

وصرح لـ «الأيام» المحامي عارف الحالمي، محامي أهالي قرية كود قرو، بأن «الأجهزة الأمنية قامت على إثر المواجهات التي اندلعت بينها وبين الأهالي باعتقال 43 شخصا بينهم 13 امرأة وعدد من الأطفال القاصرين».

أبناء قرية كود قرو أمام مبنى «الأيام» مساء أمس
أبناء قرية كود قرو أمام مبنى «الأيام» مساء أمس
وأضاف المحامي الحالمي قائلا: «لقد قمت إثر إبلاغي من أهالي القرية بتكرر الاعتداء صباح اليوم الخميس (أمس) بالتواصل مع الشيخ صالح بن فريد العولقي بصفته الشخصية الاجتماعية التي حكمت سابقا في قضية مقتل شيخ قرية قرو الشيخ نبيل قرو، التي حكمت فيها المحكمة بإعدام قائد معسكر عمران ولكن بعد تدخلات وتحكيم قبلي تم التحكيم في القضية من قبل الشيخ بن فريد الذي أصدر حكما بين طرفي القضية وهما أهالي قرو وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية ممثلة بالعميد مهدي مقولة وبإشراف من محافظ عدن السابق وقضى الحكم الذي صدر في 3 نوفمبر 2001 بأحقية أهالي قرية قرو للأرض المحيطة بالقرية وجميع المحافر الواقعة في محيطها، وأوضحنا للشيخ بن فريد أن مايحدث اليوم من انتهاك لحرمة القرية وزج لأبنائها في السجون بعد الاعتداء عليهم هو انتهاك للحكم الذي أصدره والذي يعتبر الفيصل في هذا النزاع وتساءلنا لماذا تقوم الدولة بخرق هذا الاتفاق؟ وأكد لنا الشيخ من جانبه أن الحكم واضح وليس فيه لبس، موضحا وقوف متنفذين خلف ما يعتمل اليوم في القرية بهدف إقلاق السكينة العامة دون مبرر في الوقت الذي وعدت فيه جهات عليا بالدولة بمعالجة الأمر، وشدد من جانبه على أنه لايجوز التصرف بأي وجه في أراض هي حق خالص لأهالي قرو منذ مايقارب 100 عام وموثقة بوثائق رسمية وعرفية من قبل مشيخة العقارب».

وتابع الحالمي بالقول: «قبل اللقاء مع الشيخ بن فريد ذهبنا إلى القرية لتفقد الأوضاع وشاهدنا عددا من الأطقم العسكرية تتمركز على مداخل القرية وإلى جانبها تقف إحدى سيارات نقل المساجين نوع (دينا) تتبع سجن المنصورة أحضرت لنقل عدد ممن تم اعتقالهم، وشاهدنا عددا من الأهالي بينهم أطفال ونساء يعتصمون على الخط العام، الذين لجأوا للاحتماء بمنازل الشيخ صالح فريد العولقي، وقالوا إن الأجهزة قد قامت باعتقال العشرات من ذويهم بينهم أطفال ونساء، كما اطلعنا خلال الزيارة على الأضرار التي خلفتها الأطقم العسكرية أثناء مداهمتها للقرية».

عبوات من قذائف مسيلات الدموع التي أطلقت على أهالي القرية
عبوات من قذائف مسيلات الدموع التي أطلقت على أهالي القرية
واختتم الحالمي حديثه بالقول:«ماقامت به القوات العسكرية عمل مخالف للدستور والقانون والأعراف والنواميس المعتبرة وهو شرعا يعتبر عملا عدوانيا يمارس ضد مواطنين عزل وانتهاكا للحرمات ويجب معاقبة مرتكبي هذه الأعمال وذلك لأن الاعتداء على حريات وحقوق المواطنين جرائم لا تسقط بالتقادم وفقا للقانون النافذ ومواد قانون الإجراءات الجزائية والدستور وقواعد القانون الدولي، لذا فإننا نحمل القيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية المسئولية الكاملة عن تبعات هذا الاعتداء وما سيسفر عنه من نتائج ونوجه نداء عاجلا وللمرة الثانية إلى وزير الدفاع ووزير الداخلية ومحافظ عدن نطالبهم فيه التدخل العاجل لرفع الظلم عن أبناء منطقة كود قرو والإفراج عن نسائهم وأبنائهم الذين يقبعون داخل السجون دون أي ذنب ارتكبوه كما نطالب بسرعة تنفيذ الحكم الصادر بهذه القضية عن الشيخ صالح بن فريد العولقي، الذي أجمع أهالي قرية كود قرو على أنه ممثلهم الوحيد لدى كافة الجهات، ونطالب جميع القوى الحية والمدافعين عن الحقوق والحريات الوقوف إلى جانب أهالي قرو لانتزاع حقوقهم المشروعة».

> من جانبه وجه الشيخ صالح بن فريد العولقي نداء عاجلا عبر «الأيام» إلى فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، للتدخل العاجل وانهاء الهجمة التي يتعرض لها أهالي قرية كود قرو.

وقال الشيخ صالح بن فريد في ندائه: «لقد تنازل أهالي قرو عن قتلاهم ودماء ابنائهم وجرحاهم وعفوا عن الضابط الذي أقدم على قتل شيخهم الشيخ نبيل قرو رغم صدور حكم قضائي بالإعدام بحقه وقبلوا بحكم التحكيم الصادر من قبلنا بمعية قائد المنطقة الجنوبية ومحافظ عدن الأسبق إلا أن الهجمة الظالمة عليهم ماتزال متواصلة والظلم واقع عليهم، وهاهي بالأمس وأمس الأول تهاجمهم قوات الأمن والجيش وتروع أمنهم وتعتقل الرجال والنساء والأطفال دون ذنب وكانت إحدى المعتقلات يوم أمس أرملة الشهيد الشيخ نبيل قرو.

جموع من أهالي قرو مع نسائهم وأطفالهم بعد لجوئهم إلى منزل النائب الشيخ صالح بن فريد العولقي
جموع من أهالي قرو مع نسائهم وأطفالهم بعد لجوئهم إلى منزل النائب الشيخ صالح بن فريد العولقي
إننا نتمنى على الرئيس التدخل سريعا لأن ما يجري على الأرض لا يرضي الله ولا رسوله ولا أي ضمير حي».

وأضاف الشيخ صالح بن فريد العولقي مخاطبا رئيس الوزراء والسلطة المحلية لمحافظة عدن بالقول: «إن ما يحدث في قرية كود قرو فتنة ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه فمهما كان حجم القوات الأمنية والعسكرية لن يقبل أحد بأن يهجر أهالي قرية كود قرو مساكنهم وأرضهم التي هي في الأصل لا تتعدى مساحة النصف كيلومتر مربع، وإذا لم يقم رئيس الوزراء والسلطة المحلية بحمايتهم وحماية المستضعفين في هذه المحافظة فعليهم أن يستقيلوا لأنهم سيكونون عديمي الجدوى».

واختتم قائلا: «في كل ظلم يقع على المواطنين في المحافظات الجنوبية نتوجه إلى مسئوليها ونفاجأ بقولهم بأنهم لا علم لهم بما يحدث فليخبرونا إذاً من هم الأشباح الذين يتحكمون بمصائر المواطنين في المحافظات الجنوبية ويرتكبون هذه الجرائم التي لا يقبلها شرع أو دين».

وعلمت «الأيام» أن الأخت نورا ضيف الله، رئيس نيابة استئناف عدن، قد وجهت يوم أمس الأول بإطلاق سراح المعتقلين في الحملة الأولى على قرية كود قرو وظلت تتابع الأمر مع الجهات المعنية حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء للتأكد من أن كل النسوة المعتقلات قد تم ترتيب السيارات لإيصالهن إلى منازلهن، وعلى أن يتم إبقاء الأمور على ما هي عليه حتى يوم غد السبت.

المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث تدين مهاجمة قرية قرو

> وقد أصدرت المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث أمس الخميس بيانا صحفيا - تلقت «الأيام» نسخة منه - أدانت فيه الحملة الأمنية والعسكرية على قرية كود قرو. وجاء في البيان: «تابعت المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث باهتمام بالغ ما جرى في قرية كود قرو، مديرية البريقة محافظة عدن، من استباحة لمنازل الأسر القاطنة في المنطقة من قبل قوات من الجيش والأمن والشرطة العسكرية والأمن المركزي وترويع الأطفال والنساء والاعتقالات الجماعية التي طالت النساء والشيوخ والأطفال والفتيان، أضف إلى ذلك اختفاء فتاتين في الرابعة عشرة من عمرهما ومازلتا في عداد المفقودين إلى يومنا هذا، ويؤلمنا جدا أن تتصرف قوات الأمن والجيش بهذه العنجهية فبدلا من أن تحمي هؤلاء المواطنين قامت بمهاجمة منازلهم لغرض الاستيلاء على الأرض التي يمتلكونها أبا عن جد وقد وصل إلى علمنا أن أهالي القرية قد قبلوا بالتحكيم الذي قام به الشيخ صالح بن فريد العولقي ومهدي مقولة وطه غانم في وقت سابق وتنازلوا عن دم ابنهم الشيخ نبيل قرو، الذي تم اغتياله من قبل ضابط أمن كما تنازلوا عن دماء جرحاهم وتشريدهم وترويع أطفالهم مقابل التحكيم الذي جاء لصالحهم.. قبلوا بالتحكيم و لم تكن عدن ولا الجنوب يعرف لهذا الأسلوب طريقا بل كانت عدن تحتكم دائما للقانون والقضاء ولم تعرف طريق التحكيم القبلي والوجاهات كون الناس سواسية أمام القانون وكانت القوانين تحمي هؤلاء الناس.

إننا ندعو منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان بالوقوف وبحزم تجاه هذه الظاهرة التي تمادى منفذوها بممارساتها نهارا جهارا وأمام أعين السلطات غير عابئين بأي مساءلة كونهم فوق القانون وتحت حماية كل السلطات الأمنية».

سكرتارية الاشتراكي بالبريقة تعلن وقوفها إلى جانب سكان (قرو)

> وأصدرت سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني مديرية البريقة دائرة 29 محافظة عدن أمس بيانا، جاء فيه:«لقد تابعت سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمديرية البريقة، الدائرة 29 على مدى يومين متتالين الأحداث التعسفية التي يتعرض لها سكان قرية (قرو) والاعتداء الهمجي من قبل أجهزة السلطة المختلفة من الشرطة العسكرية ورجال الأمن والنجدة والشرطة النسائية وغيرها، حيث تم استخدام ضد السكان الرصاص الحي ومسيلات الدموع والعصي الكهربائية، وزج بالعديد منهم في السجون، فحسب الإحصاء الأولي كان عدد من زج بهم السجن في اليوم الأول 10 نساء وعشرات من الأطفال والشيوخ، وفي اليوم الثاني يوم 2009/4/2م فقد أودع العشرات منهم السجن، ومطادرة الآخرين إلى داخل منازلهم، بهدف إضعافهم وإخضاعهم وأخذ حقوقهم وإعطائها لغيرهم، ممن يملك النفوذ والمال.. وبهذا الصدد فإن منظمة الحزب الاشتراكي اليمني مديرية البريقة تعلن عن وقوفها إلى جانب سكان قرو، وإلى جانب كل من يتعرض لمثل تلك الاعتداءات، وتدعو كل الخيرين من الصحفيين والإعلاميين وكل من تعزّ عليه كرامة الإنسان للوقوف إلى جانب هؤلاء المظلومين.

وفي الوقت نفسه ندعو السلطة إلى وقف هذا الاستهتار بكرامة الإنسان وحياته، ونحملهم تبعات مايحدث من جراء ذلك الأسلوب الهمجي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى