إلى زملائنا في «الدستور» الأردنية و «الخليج» الإماراتية ..على النظام العربي أن يتصالح مع نفسه أولا وشعبه ثانيا

> نجيب محمد يابلي:

> زملاؤنا في «الدستور» الأردنية و«الخليج» الإماراتية وهما صحيفتان محترمتان بكل المعايير يشاركوننا (أو هكذا أتوسمهم) بأننا في زمن أغبر لا نميز فيه الصوفي من الداعر ولا التقي من الفاجر وإلا فكيف أفهم.

إننا قد عقدنا (21) مؤتمر قمة من العام 1964م ولم نقيم ماذا تحقق خلال (45) عاما.

الزميلتان «الدستور» و«الخليج» سخرتا الأقلام لخدمة القضية القومية بالتطرق إلى الملفات المطروحة أمام قمة الدوحة والتحديات التي تواجهها ووقفت أمام العدد الصادر بتاريخ 30 مارس، 2009م عن«الدستور» وبتاريخ 29 مارس، 2009م عن «الخليج» ولا يسعني إلا أن أثني على التناولات القلمية في الصحيفتين المعتبرتين لمجمل قضايانا القومية عامة والقضية الفلسطينية خاصة، ومنها ما ذكرت به «الدستور» في عمود «نقاط وفواصل» القارئ العربي بالموضوع الموسوم «القدس عروس عروبتكم» وعرضت فيه على القارئ العربي المشهد الساخط الماثل أمام سكان القدس ونوهت فيه إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على القادة المجتمعين في الدوحة.

ليسمح لي الزملاء في الزميلتين «الدستور» و«الخليج» بممارسة حقي في الرأي والرأي الآخر بطرح رأيي والذي ألخصه في الآتي:

إنني لا أرى إلا نظاما عربيا يكرر نفسه ويكرر أخطاءه وعلى الرغم من تاريخنا الطويل إلا أننا لا نزال خارج أسوار قيمنا وخارج أسوار التطور التدريجي الذي مرت فيه الشعوب الأخرى، ذلك لأن النظام العربي لم يتصالح مع نفسه، ومشكلة الأشكال أن يكون المرء عدو نفسه، فبدلا من الاعتراف بالحق (والاعتراف بالحق فضيلة) تأخذه العزة بالإثم ويتهيأ له بأنه قد وصل إلى مراده فإذا هي سراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء فوجد الله عنده فوفاه حسابه.. إن الله سريع الحساب.

إذا تصالح المرء مع نفسه فقد تصالح مع غيره، واعتراف بحق الآخر في ثروته وأرضه وفرصة في العيش والسكن والتأهيل العادي والعالي وسيجدها فرصة لو صلحت نيات لإصلاح اعوجاجه ليتحقق بذلك الاندماج الاجتماعي، الحلقة الموجودة في المجتمع العربي، فلو اندمجنا على المستوى القطري سنلتقي بالضرورة على المستوى القومي وإذا التقينا على المستوى القومي سنلتقي على المستوى الكوني.. الإنساني.

زملائي الأعزاء في «الدستور»و«الخليج» وسائر الصحف العربية إنها المأساة بعينها.. وقضها وقضيضها أن أزعم أنني وطني في حين أنني في أرض الواقع قبلي أو عشائري أو طائفي حتى النخاع، وهنا تنتفي وطنيتي ويبقى الحديث عن قوميتي ضربا من ضروب الخداع مع النفس أولا والخداع مع الآخرين ثانيا، وفوق هذا وذاك ما يخادعون إلا أنفسهم كما توعدهم خالقهم.

أيها الزملاء: متى نفهم أنفسنا أولا وعند ذاك سنفهم الآخرين.. مالم فسنظل «محلك سر»؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى