تكوينات الحراك السلمي إلى أين؟

> مقبل محمد القميشي:

> إنني أشعر بخيبة أمل و ضياع (القضية الجنوبية) وليس ذلك فحسب بل الألم الأكبر هو بداية الصراع بين الجنوبيين أنفسهم عن طريق تلك التشكيلات والمسميات التي استحدثوها في الآونة الأخيرة.

وهي في الحقيقة ليس وقتها الآن إن كانوا يقصدون قيام أحزاب بها في المستقبل من أجل الشهرة والمناصب لهم ولمناصريهم مع احترامي لهؤلاء الرجال وإخلاصهم لقضيتهم ..ألا يعرفون أن (وسط الفوضى تضيع الحقيقة)؟.

(القضية الجنوبية)

الذي تمخض عن كسر حاجز الخوف من خلال خوض أبناء الجنوب في (حراك ونضال سياسي سلمي) انطلق من ساحة الحرية بخور مكسر في محافظة عدن الحرة الباسلة.

فرحة - ربما- عادلت فرحة أبناء الجنوب عند إعلان وحدة22مايو1990م المغتالة غفلة في حرب صيف 1994م، فرحة - ربما- تزول هي الأخرى- أيضا - بنتائج غير متوقعة قبل زوال أسباب إنبعاث (القضية الجنوبية) إن لم تكن البداية صحيحة من خلال توحد الجنوبيين أنفسهم ..فقد علمتنا التجارب أن التنافر والتباعد والمشاحنات في بداية أي عمل يؤدي إلى تصادم في نهاية الأمر.. بعد هذه المقدمة لابد لنا من الدخول في صلب الموضوع.

(خدمة القضية الجنوبية)

- لخدمة القضية الجنوبية ظهرت عدة مسميات وعدة تشكيلات في الجنوب .. والكل يدعى وصلا بـ(ليلى)..

- كل هذه التشكيلات تحت مختلف المسميات تدعي أنها في سبيل خدمة قضية واحدة لاخلاف عليها أو حولها ومع ذلك يحق لي أو لغيري أن تراوده الشكوك و الأسئلة حتى قيل إنها ظاهرة صحية ديمقراطية وأرى أن هذه مسألة (تفرق) إن كان هناك من يراها مخالفة لـ(الحزب الواحد) ولتأكيد ذلك علينا أن نتذكر أولئك المناضلين من مختلف الأحزاب والتنظيمات والجبهات في سبيل خدمة قضية واحدة (التحرير) من الاستعمار البريطاني وما نتج عن ذلك التعدد قبل نيل الاستقلال في30نوفمبر 1967م خاصة مادار بين جبهتي التحرير والقومية من معارك دامية شهدتها شوارع الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة.

- أعرف من هذه اللحظة أن هناك من سيعيد ذلك إلى (فتنة زرعها المستعمر البريطاني ) وببساطة نقول لهؤلاء إننا اليوم تحت نفوذ سلطة أكثر خبرة وأكثر تجربة في زرع الفتن ولولا هذه المهنة، وهذه السياسة (فرق تسد) لما طال حكمها وهيمنتها التامة على مفاصل الحكم خلال هذه المدة الطويلة .

(الصراحة راحة)

يساورني ، ولن أقول يساورنا فربما أكون الوحيد من يساوره القلق بخفت وضعف القضية الجنوبية محليا و إقليما وعالميا نتيجة لتلك الانقسامات ( غير الصحية) في الجنوب بعد أن كانت تلك القضية بارزة، بل ساطعة (سطوع الشمس وسط النهار).

- وأما مرجع ذلك فيعود إلى تعدد تلك التكوينات وتعدد قياداتها ومسمياتها ولذلك فإن إعادة التفكير في هذه التكوينات والمسارعة إلى حلها ومن ثم إلى توحيدها تحت مسمى واحد يلتف حوله أبناء الجنوب كافة، أمر ضروري وهام في هذه المرحلة.

فهناك من يرى في هذا التعدد عقبة كأداء وذلك لتشتت أهداف (القضية الجنوبية)، بل ضياعها كليا، ويرى أن من الخير والأفضل لنا أن نبقى (بلا قضية) بدلا من الدخول في متاهات ذاتية لمصالح شخصية تؤدي بنا في المستقبل إلى أمور لايحمد عقباها (وتراهن على تلك الأمور السلطة فـ(وسط الفوضى) قد (تضيع القضية) ونضيع كلنا (أبناء الجنوب) معها .. أفلا تفيد هذه الانقسامات السلطة وتستخدمها لصالحها.. ولربما أنها باختراقها لبعض هذه الهيئات والمجالس تعمل على تأسيس وإظهار تشكيلة مضادة تحت مسمى (هيئة أو مجلس أعلى للدفاع عن الوحدة اليمنية ) ومن أبناء الجنوب أنفسهم وهذا ماقد سمعنا به بعد هذه الفوضى.

إن واقع اليوم المفروض علينا يفرض علينا الوقوف صفا واحدا وترتيب وضعنا.. ولن يتم لنا ذلك إلا عن طريق توحدنا ..هذا هو مانملكه اليوم وهو أمر بأيدينا إن أفلت منا فليس علينا إلا نتوقع مفاجآت غير سارة مصدرها السلطة، وذلك دأبها كلما دب اختلاف بين إخوة في الرأي والهدف والمصير والدرب السائرين عليه.

من هنا وحتى لايقال -غدا- إننا لم نسهم أو عديمي المشاركة في الرأي والنصح ووضع الأسس الواقعية التي يمكن أن تبنى عليها وحدة (القضية الجنوبية) فإنني أرى التالي:-

1- الاقتناع التام بتوحيد كل الهيئات والمجالس الوطنية والحركات تحت مسمى واحد (يختار في حينه) .

2- لقاء عام لجميع الأطراف وإعلان حل كل الهيئات والمجالس على طريق تشكيل (لجنة تحضيرية) لقيام (منظمة هيئة أو مجلس) واحد أعلى يتبنى(القضية الجنوبية).

3- تشكيل مجلس أو هيئة تحت راية واحدة تمثل كل أطياف الجنوب بكل تشكيلاته وخصوصا الناشطين في الحراك النضالي السلمي المدني والعسكري.

4- تشكيل لجان المحافظات منبثقة من نفس الهيئة الموحدة أو المجلس الوطني الجديد.

5- طرح القضايا المصيرية والتفاهم حولها.

6- وضع برنامج وترتيب مهام وأعمال النضال السلمي ومنها تشكيل لجنة لرصد وتدوين وتوثيق ما جرى على أرض الجنوب وشعبها من نهب وسلب وممارسات إقصائية منذ يوليو 1994م.

7- إبراز (القضية الجنوبية) إقليما ودوليا من خلال ممثلين لها في الخارج تزود بوثائق وصور تدين ممارسات نظام 7 يوليو1994م.

8- عمل مشروع بمثابة وثيقة شرف موحدة لمستقبل الجنوب.

9- تشكيل لجنة مهمتها التحدث أو الحوار أو التفاوض لسان حال (القضية الجنوبية) مع السلطة أو غيرها وممثلة عنها.

- نضع تلك النقاط وهي ليست ملزمة وقابلة للتغيير والتعديل والإضافة وحتى الإلغاء أهم شيء هو توجهنا جميعا لصالح قضيتنا. فلسنا باحثين أو هادفين.. فقط- المطلوب توحد كل الأطراف لا أن يعمل طرف على حساب طرف آخر أو أطراف أخرى فجميعنا - اليوم - في (بطن حية) واختلافنا لن يساعد على خروجنا من بطنها وقد تهضمنا بسهولة دون استثناء.

- علينا أن نكون بعيدين عن المزايدات والمكايدات وحب الذات وأن نضع المستقبل أمام أعيننا ونعمل له حسابا مثلما نجعل تجاربنا التي مرت علينا صفحة نرجع إليها كدرس لنا علينا استيعابه اليوم أكثر من أي وقت مضى.. آمل ذلك وأخيرا إن لم تتوحدوا سوف تخسرون القضية والجماهير معا وسيذهب مستقبل الجنوب بقضيته إلى المجهول. اللهم إنّي قد بلغت فاشهد

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى