مصارحة حـرة .. كذبة أبريل

> «الايام الرياضي» محمد العولقي:

> ثمة أمور في كرة القدم اليمنية تدفع بالأشياء من أسفل إلى أعلى تشعرك كمتابع محايد وقارئ (حصيف) لخارطة العلل الكروية بأن الفن الكروي باد بعد أن ساد.

وانقرض تماما كحال الفن اليمني الذي تحلل كما تتحلل الكائنات الدقيقة في زمن علي عنبة..ووسط كومة القش نبحث عن (إبرة) الأمان والائتمان، فلا نجد سوى جبل يردد صدى نادر الجرادي الذي يؤكد للسذج أمثالي أن وضعنا الكروي «كله ذوق.. كله رقة، يزنط لا زنط من حقه»..في أيامنا الكروية السوداء يباع الكذب في (علاقي) إذا كنت ممن يؤمن بأن أجمل أيام كرتنا لم نعشها بعد فاعلم - عزيزي السائل - أنك تعيش في (جلباب) الكذب الذي يتحرك أمامك برجلين دون حمرة خجل أو حتى وضع اعتبار لشهر أبريل الذي يقال - والعهدة على الرواة - أنه شهر (الزنط) الذي بات أغنية تلوكها الألسن..ومنك لله يا نادر ولد الجرادي..!

قيادة الاتحاد بمختلف لجانه العاملة والخاملة..الصالحة والطالحة يوزعون (الكذب) علينا بالمجان في صورة (أماني) ممكنة رغم (العار) الذي لحق بنا في عاصمة الجار أصحاب الدار..والكذبة التي انطلقت يوم كذبة أبريل مفادها أن مشكلة كرتنا اليمنية في المدرب، وأن علاج المشكلة مدرب كبير يلهف شهريا 25 ألف دولار، ومقدم عقد بمئات الآلاف من عملة الرئيس (المتأمرك) باراك أوباما الذي اختلفت الروايات حول شخصيته بصورة تذّكرك بأسطورة النعامة التي لا هي طير مع أن لها جناحين ولا هي جمل مع أن لها شكل الجمل..يا ألف سبحان الله اتحاد الكرة شغل نفسه وشغل العالم معه وهو يفتش في دفاتره القديمة كالتاجر الهندي عن مدرب (موضة) قابل للطرق والسحب كما كان حالنا وحالهم مع اللي ما يتسماش (محسن صالح) الذي كان يلعب وفقا وخطة (شيوخ) الاتحاد.

.ونسي الاتحاد أو تجاهل حقيقة أنه اتحاد بلا قواعد إدارية.. وأن العمل داخل أروقته أشبه بأبطال مسلسل (افتح يا سمسم) في وقت يرى الأعضاء الخاملون الذين يجيدون فقط هز الرؤوس كما كان يفعل يونس شلبي في مسرحية (العيال كبرت)..إنه لا ضير من تهميشهم ومن تعامل الاتحاد معهم على طريقة صلاة الجنازة «إذا أقامها البعض سقط الواجب عن البقية»..سنظل نكرر مرارا ونردد تكرارا أن أزمة الكرة اليمنية إدارية بحتة تتلخص في غياب (العقول) المحترفة وأن الاستقرار الإداري بالمفهوم الاحترافي دواء للكرة اليمنية التي تتألم من منطق (حقل التجارب) ومن (أمّيّة) بعض أعضاء الاتحاد الذين يحشرون أنوفهم في عالم لا لهم فيه ناقة ولا بعير، ومع ذلك تجدهم يقودون العمل الإداري على طريقة العمياء التي تعهدت بخضاب المجنونة..فكيف إذاً سيهبط الشفاء في غياب الدواء؟!

مخطئ من يعتقد أن الألماني (سيدكا) جاء إلينا من موطن (انجيلا ميركل) وفي فمه ملعقة ذهب..لأن الرجل يظن - وبعض الظن ليس إثما - بأن لدينا اتحادا مبرمجا وإدارة منضبطة تعمل وفقا وروزنامة (الفيفا)..وقد يلعن اليوم الأسود الذي غير (بوصلة) سفينته ورست على مرفأ اتحادنا..خصوصا وأن الألمان منضبطون يعشقون الدقة والنظام، ويكرهون العبث واللا مبالاة والدماء الباردة التي لا تتفاعل مع برامجهم..فالمدرب (الجرماني) يكره لون النفاق والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتدخل في عمله ولو بكف الإشارة!.

صحيح أن اتحادنا ورث تركة كروية متخلفة من اتحادات سابقة..لكن الله يقول الحق.. اتحادنا الحالي ضاعف تخلفنا ونسف بوادر أمل الإصلاح الكروي لسببين:الأول أن اتحادنا يعمل بنظام (انفرادي) وأنه في (جيب) إثنين في واحد، وبقية (الشلة) كومبارس لا لهم في العير ولا في النفير..همهم جمع (الزلط) في الزمن الغلط..الثاني أن الصبغة الاتحادية الحالية فيها نسبة (كولسترول) عالية من أعضاء يبحثون عن المغانم تسلقوا (مواسير) الاتحاد على حين غفلة من حارس (البن) في مملكة سبأ..وألف ألف رحمة على الطيبين الذين كانوا يعتقدون أن العمل في الاتحاد مغرم وليس مغنما..الصورة واضحة..شيوخ يطاردون مخلفات الأضواء الإعلامية.. وعناصر (قبلية) يعتبر الاتحاد ملكية خاصة بها.

المدرب الأجنبي الذي يهرول لتدريب منتخب تعبث به (عقول) الدخلاء على الكرة قد يتحول (عبد المأمور) وقد يكون نسخة طبق الأصل من (محسن صالح)..وهنا ألفت نظر الدكتور عزام خليفة رئيس اللجنة الفنية إلى حقيقة غابت عن الأذهان في المراحل السابقة تتعلق بحسن اختيار (إداري) المنتخب الذي يجب أن يكون ذا باع طويل في الكرة وصاحب شخصية محبوبة وقوية لا تهتز أمام تدخلات (الشيخين) فأنا - والعياذ بالله من شر نفسي وسوء عملي - لا يمكن أن أستوعب أن إداري المنتخب عمله إداري بحت..فإذا كان مجرد برميل فارغ بلا محتوى كروي فإن المدرب - مهما تواضع مستواه - قد يضعه تحت (إبطه)..أما إذا كان فكر المدرب - يا مولاي كما خلقتني - فإنه قد يسقط في (بركة) تخلف الإداري فيجمع منتخبنا خيوط الغباء من أطرافه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى