هذه هي مدرسة «الأيام»

> محمد بالفخر:

> عندما تقف بجوار مكتبة أو كشك لبيع الصحف ستجد أمام ناظريك كما هائلا من العناوين منها ما هو رسمي ومنها ما هو حزبي ومنها ما هو أهلي.

وسيجول نظرك يمنة ويسرة على العناوين التي أمامك والأسماء التي كثرت وتشابهت فكلها لن تغريك ببريقها وعناوينها وإثارتها

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى

ما الحب إلا للحبيب الأول

وعليه فلن يكون سؤالك إلا عن «الأيام» لأنه كما يقول المثل الحضرمي (ليست كل قبة تراها مزارا)..

فما هو سر تميزها يا ترى؟

صحيفة تاريخها ضارب في الأعماق منذ أكثر من نصف قرن تتمتع بالمصداقية في سياساتها وأهدافها ومضامينها، هذا هو سر تميزها .

فقرب «الأيام» من المواطن وهمومه ومشاكله جعلها قريبة إلى قلبه، تبني «الأيام» قضايا المظلومين واصطفافها إلى جانب حقوقهم جعلها في وجدانهم . ومن ثم صارت هدفا للظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأصبحت القضايا المفتعلة والمحاكمات الكيدية وسيلة لإيقاف تزايد العشق من العاشقين لمعشوقتهم «الأيام».

فلك أن تتصور هذه المناظر التي تتكرر يوميا يخرج المصلون من المسجد بعد أدائهم صلاة الفجر وإذا بهم يبحثون عن «الأيام» قبل طلوع الشمس. تمشي في الشارع في السوق تجد شخصا كبيرا في السن وهو يحمل «الأيام» في يده، تذهب إلى الجامعة فتجد طلابا يحملون «الأيام» كما يحملون كتبهم وملازمهم الدراسية، تجد كذلك العامل البسيط متلهفا لقراءة «الأيام، تمشي في الطرق السريعة بين المدن وإذا بجوار كل جولة أو أمام نقاط التفتيش تجد أطفالا يبيعون «الأيام» ويتناولها عشاقها سريعا وبتلهف عجيب.

وقد شاهدت ذات صباح وأنا أسير بجوار ملعب الحبيشي بكريتر مجموعة من الطالبات الصغيرات مادون الثانوية تقريبا وهن في طريقهن إلى مدرستهن وإذا بواحدة منهن تحمل بين يديها «الأيام» وتقرأ لزميلاتها العناوين. فعلا إنه عشق عجيب يحسدونك عليه أيتها الصحيفة الغراء .

ليس هذا فحسب حتى في أرض الاغتراب وتحديدا في عروس البحر الأحمر (جده) وعلى الرغم من التوزيع المتأخر للصحيفة لما بعد ثلاثة أيام من تاريخ الصدور إلا أنها ما تكاد تصل إلى المكتبات التي توزعها إلا وعشاقها في الانتظار .

لا أقول هذا القول من باب المبالغة ولكن إثباتا للحقيقة فقد رأيت ذلك رأي العين عند جموع من أبناء حضرموت تحديدا المغتربين هناك .

ويا ترى ماذا يبحثون في «الأيام»؟ إنهم يبحثون عن الخبر كما هو .. يبحثون عن الرأي الحر والكلمة الصادقة الناطقة بالحق.. إنهم يبحثون عن الأمل المشرق في ظل تزايد الهموم والأحزان .

تلك هي رسالة «الأيام» وناشريها الوقوف مع الحق وأهله، مع المظلوم والمسكين فكان من الطبيعي في ظل انقلاب المفاهيم أن يقف الظلمة وأعداء الحق في طريقها ويكيدوا لها المكائد وما تلك المحاكمات كما أسلفت إلا جزء من ذلك الكيد، وما ذلك الهجوم على منزل الناشرين في صنعاء والذي اشتروا أرضيته وبنوه من حرّ مالهم منذ ما يزيد على الثلاثين عاما، إلا فضيحة مكشوفة ليس لها تبرير أو تأويل غير العداء الفاضح لنهج «الأيام» لكي يتم إثناؤها عن تأدية رسالتها ولكن هيهات لهم أن يحققوا مآربهم أو ينالوا منها (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

خاتمة من الشعر الشعبي الحضرمي للشاعر رمضان عمر باعكيم:

جريدة «الأيام» يأذيها المخرف والغثي

لأن كلام الصدق صفحاتها ما به جدال

بالرغم أن الصدق في هذا الزمن ما يحتكي

ياويل من وظف كلام الصدق من قيل وقال

لا تترك «الأيام» يا المنصب لها خلك وفي

حتى ولو قالوا تركها قل لهم هذا محال

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى