إلى (يان) و (هيلين) قبلة اعتذار

> علي عمر الهيج:

>
عزيزي يان .. عزيزتي هيلين .. نعلم أنكما محاصران كرهينتين في بلاد اليمن ونعلم أن لا ناقة لكما ولا جمل في خلافات الرؤى الدائرة بين الدولة وقبائلها.

إننا ندرك أن أهاليكما في هولندا يتألمون ويتعجبون لما حدث لكما خاصة وأنكما قادمان إلى اليمن تحملان رايات المحبة والتعايش والأمان ونعلم أن الإعلام والصحافة الهولندية والأوروبية والمنظمات الدولية والحقوقية قد بثت أنباء اختطافكما وتم تداول الكثير من الأخبار والاستنتاجات والتحليلات.

عزيزي يان، عزيزتي هيلين.. إن ديننا الإسلامي الحنيف دين محبة وخير وأمان لا يسمح بنشر الأذى وتخريب الأمان وإشاعة الذعر وتدمير السكينة.. كما أنه يؤكد في كتابه المنزل من عند الله أن لا تزر وازرة وزر أخرى، كما يحث الناس على احترام كل عهود ومواثيق الأمان.

لقد جئتما سائحين، أملاً في المعرفة والتواصل الثقافي والحضاري ولتعزيز تواصل الشعوب الآمنة فكان مصيركما المحزن هو الافتراش على الجبال والأودية وفي العراء آملين الإنقاذ والتدخل للخروج من هذا المصير المخيف الذي لا يرضي الله ولا رسوله.

إننا نوافقكما الرأي بأن قطع الطريق أمام الآمنين وترويعهم يعد عملاً غير سوي وغير حكيم، كما نتفق معكما بأنكما لم ترتكبا مخالفة أو تعطلا النظام والقانون ولم تقدما لنشر الفوضى والرعب.

عزيزي يان، عزيزتي هيلين، لقد رأينا صوركما على الصحف والمجلات ورأيناك عزيزي يان وأنت تفتش في جوالك بحثاً عن فقرة نظامية أو بارقة أمل أو مخرج آمن يرفع عنك أنت وزوجتك هذا الحصار الحزين.. رأيناك عزيزي تفترش الجبل حزيناً وكأنك تروي حكاية مؤلمة للقاصي والداني تشهد عليها عقارب الزمان وبصمات المكان المحاصر بالجبال والرمال والأودية وحتى الطيور التي تحلق أمامك ستسجل للتاريخ وللأجيال حكايتك المحزنة هذه.

عزيزتي هيلين.. لقد رأينا عينيك تبرقان حزناً وألماً وكأنهما تبثان رسائل لوم وعتاب لكل أهل اليمن، خاصة وأنت وزوجك محاصران بالذعر والقلق.. فها هي «الأيام» أكبر وأكثر صحف اليمن شيوعاً وحباً للخير والحق والموصوفة بالمهنية والفراسة تستقبل نداءك الحزين وتبثه للملأ ابتغاء للخير.. لقد استشعرنا وسط حدقتي عينيك رسائل مناداة ومناجاة حائرة وكأنها تقول:«لماذا يسجنوننا؟ ماذا عملنا؟ نحن سياح فقط».

عزيزي يان.. عزيزتي هيلين إنها حكاية طويلة لصراع شائك بين حمران العيون حول كثير من القضايا.. وحدهم يدركون مقولة:«أن أهل مكة أدرى بشعابها».. ما نتمناه حالياً هو التضرع إلى الله أن يتم الإفراج عنكما وأن تعودا إلى دياركما سالمين.

وهذه قبلة اعتذار إن تضاءلت أمامكما نسائم الدفء وحفاوة الاستقبال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى