كود قرو في سياق حديث سابق للشيخ طارق

> نجيب محمد يابلي:

> شدتني هذه الجزئية من مسرحية «كيف تركت السيف؟» ضمن مجموعة مسرحية «محاكمة الرجل الذي لم يحارب» للكاتب الكبير ممدوح عدوان:

«المسرح خال تماماً»

«يظهر عريف الحفل ممسكاً بالميكروفون على طريقة المغني»

عريف الحفل: مساء الخير.

حكمة اليوم: إذا لم تستح فافعل ما شئت. هكذا قال من سبقونا، وأنا أستحي، أي والله. والدليل أنني لا أسمح لنفسي أن أفعل ما أشاء.. ولا أستطيع أيضاً أن أقدم لكم ما أشاء. ليس من حقي أن أتجاهل المشكلات الكبيرة أو الصغيرة، التي تعصف في حياتنا جميعاً.

أنا أخجل منكم، لكنني أخجل أكثر، من الأجداد.. نعم الأجداد.. الأحياء والأموات.. الأجداد الموجودون بيننا والأجداد المغرقون في القدم».(ص77)

ربطت قراءة هذه الجزئية بقراءة قضية «كود قرو» بمديرية البريقة وهي قضية من ضمن مئات القضايا في مسلسل إنتاج الأزمات وإدارتها من قبل المنتصرين في حرب صيف 1994م التي طالت الإنسان في المحافظات الجنوبية واستهدفت استقراره الاقتصادي والاجتماعي والأمني وخلقت قوى إنتاج الأزمات بؤر توتر هنا وهناك، من ضمنها بؤرة «كود قرو» التي بات سكانها عرضة للعدوان وإقلاق السكينة التي نعموا بها في ظل الإدارة البريطانية والحكم الوطني في الجنوب. ولست بصدد الحديث عن تداعيات هذه الأزمة المختلقة والمساعي الحميدة التي بذلها الشيخ الفاضل صالح بن فريد العولقي لرأب الصداع وقدم خلال سنوات ثماني وقته وجهده وماله وإنما أنا بصدد الحديث عن مخطط خطير يرمي إلى اقتلاع الإنسان من أرضه بحجج مضخمة وهي أنها منطقة معسكرات وهي كلمة حق يراد بها باطل، لأن حرمة المنطقة الحرة أو ما تعرف بالـ«المناطق المحمية» قد أصبحت هي الأخرى مبتلعة ما يؤكد أن الإرادة السياسية غائبة وما نشاهده على الساحة يبعث على الإحباط والخوف على حاضر الأجيال ومستقبلها.

أعاد الشيخ المناضل طارق الفضلي إلى الأذهان قبل أيام حكاية اللقاء الذي جمعه مع آخرين في حضرة الرئيس علي عبدالله صالح ورئيس الوزراء آنذاك المهندس حيدر أبوبكر العطاس، وأثير ضمن ما أثير في الاجتماع مطالب الشيخ طارق بأرضه وأرض آبائه وأجداده وأراد البعض أن يصور الأمر على أنه مطلب قد عفى عليه الزمن فرد الشيخ طارق بفصاحة ونباهة وفطنة ممزوجة بشجاعة أهل فضل بأن المواطنة هي الهوية وأن الهوية ليست البطاقة، لأن البطاقة مع من هب ودب، والفهم الصحيح للهوية هي الأرض وثبت الله الشيخ طارق بالقول الصادق بأن الأرض هي الهوية.. الأرض هي للسكان المحليين وليست للوافدين من كل حدب وصوب والمعروف أن أسلوب الضم والإلحاق في هذه البلاد فقط يرافقه نهب الأرض وتجريد معظم سكانه من أرضهم فيصبح وضعهم مهمشاً ويصبح الإنسان.. بلا هوية.. بلا قضية.. بلا كرامة.

لذلك ينبغي لنا أن نهب جميعاً لنصرة سكان قرية كود قرو ومساندة الشيخ صالح بن فريد العولقي لوقف هذا الانتشار السرطاني الخطير والقاتل لحاضر الأجيال ومستقبلها، وللعلم فإن قضية الأرض لا تسقط بالتقادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى