العلاقة بين تاريخ الصالحين وحياة الشعوب

> عبدالقادر بن عبدالله المحضار:

> بفضل الله وحسن توفيقه اكتملت التحضيرات للأسبوع الثقافي الحادي عشر في ذكرى دخول الإمام أبي بكر العدني بن عبدالله العيدروس إلى عدن وجزى الله خيرا القائمين والمشرفين على إحياء الحولية.

واليوم وغدا إن شاء الله سيصل إلى مدينة عدن كريتر بمحافظة عدن الكثير من الوافدين للمشاركة في هذه المناسبة السنوية والتى تعقد تحت شعار :«من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة نتيجة التراكمات السلبية وإعادة ترتيب الأمة على ثوابت الكتاب والسنة والأخلاق » برعاية محافظ محافظة عدن د.عدنان الجفري، ومنصب عدن مصطفى بن زين، والداعية والمفكر الإسلامي أبوبكر بن علي المشهور، حيث تقدم البحوث العلمية القيمة ويتم تكريم طلاب العلم الشريف وخلال هذه الأيام المباركة التى يتخللها العديد من المحاضرات للسادة العلماء والدعاة إلى الله وكبار أساتذة الجامعات بالإضافة إلى جملة فعاليات لاتتسع هذه المقالة لذكر بعضها فضلا عن أكثرها منها زيارة المعالم الأثرية بمدينة عدن التاريخية وبدون شك سوف يستفيد من كل هذه الفعاليات الكثير من الأخوان الذين سيحضرون من مختلف المحافظات للمشاركة فلماذا الاعتراض على هذه المناسبة؟!خصوصا وأن «الزيارة» من سنن الإسلام الجائزة سواء كانت لأي مسلم حي أو ميت، فالجواز معلوم ولاخلاف في ذلك وإنما كانت الزيارات تقام من أجل التعريف على بعض رجال التاريخ الإسلامي، ومن المعلوم أنه من لايذكر بين الناس تنسى فضائله وأعماله الجليلة وكل من حمل راية الإسلام وأخلص في خدمتها استحق أن يذكره الناس .

ومنهم صاحب هذه المناسبة الإمام أبوبكر بن عبدالله العيدروس اشتهر بالعدني لإقامته بها 25 سنة إلى أن توفي ودفن بها .

المولود بمدينة تريم بحضرموت سنة 851هـ تلقى العلم عن والده وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنوات، كما أخذ العلم عن كبار علماء ذلك العهد ورحل إلى عدن وزبيد وبلاد الحرمين الشريفين لطلب العلم وتصدر التدريس بعد وفاة والده سنة «865هـ»سكن عدن سنة 889هـ وأول عمل قام به عندما وصلها هو تأسيس المسجد المعروف اليوم بجامع العيدروس بكريتر عدن، وقد حفر بئرا موقعها بجانب الجامع المذكور وفي عدن اشتهر الإمام أبوبكر العيدروس ،وعلا نجمه وأتى إليه الطلاب من جميع الجهات للأخذ عنه وهم كثيرون وترك لنا-رحمه الله- مجموعة من المؤلفات منها كتاب الجزء اللطيف ذكر فيه مشايخه الذين أخذ عنهم، وديوان أشعاره وهما مطبوعان، بل طبع عدة مرات، وكانت وفاة الإمام أبي بكر العدني ليلة الثلاثاء تاريخ 14شوال سنة 914هـ تغمده الله بالرحمة والرضوان.

والإسلام يمدح التحابب المبني على رضاء الله تعالى، كما ورد في الحديث النبوي :«حقت محبتي للمتحابين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في ...»ومن صفة المؤمنين التراحم (رحماء بينهم)، وثمرة هذا التراحم التعاون على الخير (وتعاونوا على البر والتقوى)، ويثمر التعاون على الخير الألفة والمحبة في الله .

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولجميع المسلمين، ووفقنا لما تحب وترضى عنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى