> ردفان/طور الباحة/الضالع «الأيام» خاص:

المهرجان الجماهيري بطور الباحة
وقد انطلقت الحشود عند الساعة الحادية عشرة والنصف باتجاه الشارع العام في مسيرة غاضبة بعد علمهم برفض الأمن تسليم جثة الشهيد الصبيحي المودعة بثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء منذ نحو ثلاثة أشهر.
وتقدم الحشود قطاع كبير من نشطاء الحراك وممثلي هيئات الحراك، وردد المتظاهرون الهتافات والشعارات التي نددت بجريمة اغتيال شهيد التصالح والتسامح وكل شهداء وجرحى النضال السلمي.
وقد استمر المتظاهرون بالمشي بعد الخروج من الشارع العام لمدينة الحبيلين مرورا بمقبرة الشهداء بالحمراء، وإلى ما بعد منطقة الجرعاء، وبعد ذلك تم الانتقال بالسيارات إلى مسقط رأس الشهيد بطور الباحة. ولم يلاحظ أي انتشار أمني خلال المسيرة.
وشهدت مدينة طور الباحة عصر أمس مهرجانا خطابيا متميزا، لم تشهد المنطقة من قبل مثيلا له، للتنديد برفض أجهزة الأمن تسليم جثة الشهيد عمر عبدالعزيز الصبيحي المودعة في ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى الثورة منذ قرابة ثلاثة أشهر لأسرته لدفنها.

طور الباحة
وتميز المهرجان النوعي بحضور المرأة وقيادات وفصائل الحراك السلمي الجنوبي وقيادات الفعاليات المدنية والحزبية والناشطين المدنيين والحقوقيين الذين قدموا في موكب كبير تألف من مئات السيارات من محافظات الضالع وعدن وأبين ومختلف مديريات لحج، وهم يحملون جنازة رمزية جرى دفنها في إحدى مقابر الصبيحة بدلا من جثمان الشهيد عمر الصبيحي الذي رفضت االسلطة المعنية تسليمه، وكان في مقدمة قيادات فصائل الحراك السلمي الجنوبي والفعاليات المدنية والحزبية والناشطين المدنيين والحقوقيين المشاركين في المهرجان العميد ناصر علي النوبة والعميد د.عبده المعطري وعبدالرحمن الوالي والسفير قاسم عسكر ود.عبدالحميد شكري والعقيد أحمد عبدالله تركي ود.محسن وهيب ود.حسين العاقل والعميد ناصر الطويل والمناضل علي مقبل محفدي والعميد أحمد علي الرجاعي ويحيى الشعيبي والمحامي يحيى غالب الشعيبي.
وعقب إلقاء عبدالعزيز الأصنج كلمة أسر الشهداء، ألقى عدد من قيادات مكونات وفصائل الحراك الجنوبي كلمات عبرت جميعها عن المطالبة بتسليم قتلة الطالب الشهيد عمر، وإدانة تعنت أجهزة الأمن في تسليم جثته، بعد أن رفضت القبض على قتلته. وخلال المهرجان الخطابي الذي تميز بمشاركة فاعلة للمرأة لأول مرة ألهبت مشاعر الحضور الناشطة السياسية انتصار خميس بكلمة، دعت فيها إلى مواصلة النضال السلمي الجنوبي، وتعزيز تلاحم مكوناته وفصائلة وتوحيد صفوفه مهما تنوعت وتباينت رؤاه، وقالت: «إن التباينات تصغر أمام الهدف الكبير لأبناء الجنوب».
وأضافت: «أقسم بالله رافع الأرض وباسط السماء بأنني نذرت روحي ودمي فداءً لأرض الجنوب والقضية الجنوبية، ولن نركع لغير الله عز وجل وأرواحنا لن تزهق إلا بمشيئة خالقها».
وكانت أسرة الشهيد عمر الصبيحي الذي أودعت جثته عقب وفاته في مستشفى الثورة بصنعاء يوم 20 يناير الماضي متأثرا بإصابته في مهرجان التسامح والتصالح في الشيخ عثمان يوم 13 يناير الماضي، قد ظلت تتابع الأمن ونيابة عدن لفتح تحقيق في مقتله، وضبط الجناة من أفراد الأمن المتورطين في قتله، إلا أنها واجهت ممطالة وتسويفا في ضبط الجناة، فقررت تشييع ولدها، وبُلغت باستلام جثته فجر أمس من ثلاجة الموتى بمستشفى الثورة بصنعاء، إلا أن الأجهزة التنفيذية والأمنية احتجزت جثة القتيل بدلا من حجز القتلة الذين طالبت بهم أسرة الشهيد.

المشاركون في مهرجان طور الباحة أمس حاملين صور الشهيد عمر الصبيحي
وعلى هامش المهرجان سألت «الأيام» المحامي عارف الحالمي محامي أولياء دم الشهيد عمر الصبيحي عن ملابسات حجز أجهزة الأمن جثمان الشهيد ورفض تسليمه لأسرته، فقال: «صباح أمس ذهبت وأسرة الشهيد عمر الصبيحي برفقة الشيخ ياسر الصوملي، وفوجئنا برفض تسليم الجثة.. السلطة هي من ينتج الأزمات ويخلق الإرباكات، جهات تنفيذية حجزت الجثة رغم أمر النيابة العامة بتسليم جثة الشهيد لذويه، وحينما توافد الآلاف لتشييع الجنازة صدموا بهذا الرفض، واتجهوا إلى منطقة الصبيحة، فشيعوا جنازة رمزية».
النائب الشنفرة: عدم تسليم جثة الشهيد عمر الصبيحي لمواراتها عمل استفزازي لأبناء الجنوب
أدان النائب صلاح قائد الشنفرة رئيس الهيئة العليا للحراك السلمي الجنوبي (نجاح) «إقدام السلطة على حجز جثمان الشهيد عمر عبدالعزيز الصبيحي وعدم تسليمها لأولياء دمه لمواراتها في مسقط رأسه بطور الباحة، وذلك بعد تحديد موعد المواراة يوم أمس الخميس، وحضور المشاركين من مختلف محافظات الجنوب وبقاء المستقبلين للجثمان لساعات طويلة يوم أمس على خطوط الطرقات من الضالع حتى مسقط رأسه، بعد أن تحملوا عناء السفر وحرارة الشمس الملتهبة».
وأضاف في بيان أصدره أمس: «إن إقدام السلطة على مثل تلك التصرفات العنجهية تجاه أبناء الجنوب دليل قاطع على أنها لاتحترم مواطنتهم ولاتحترم حتى موتاهم، وهذا يعتبر عملا استفزازيا واستهتارا بأبناء الجنوب، وممارسات جديدة تضاف إلى رصيد السلطة من قمع وتنكيل وسلب ونهب وتهميش وطمس الهوية وتزوير تاريخ وشراء ذمم وترهيب وترغيب ضد أبناء الجنوب وأرضهم وهويتهم وتاريخهم وكذا ضد صحيفة «الأيام» قلب الجنوب النابض منذ 94/7/7».

وقال في ختام بيانه: «نطالب أبناء الجنوب في الداخل والخارج بمجابهة مثل تلك الأعمال برص الصفوف وشحذ الهمم وتصعيد النضال السلمي، ونؤكد للسلطة أننا على خطانا سائرون حتى تحقيق أهدافنا، ونقدر تقديرا عاليا كل جماهير الجنوب سواء الذين تكبدوا عناء السفر أو الذين يحملون راية النضال السلمي».