عويل من الوادي الصامت

> عبدالله الحوتري:

> إنها إفرازات لوضع يألفه أبناء عدن ومحمياتها الشرقية والغربية منذ الاحتلال البريطاني 1839م. لقد عاش أبناء قرو في ظل الاحتلال البريطاني الذي شيد المعسكرات الضخمة (صلاح الدين).

والمطارات ومراكز التدريب بالقرب من تلك القرية من دون أن يتعرضوا لأهلها بأية استفزازات تحت أي مبررات (أمنية) أو (مناطق عسكرية).. إلخ كما يفعل غيرهم، واستمرت حياة أبناء قرو بعد الاستقلال على المنوال نفسه وظلت حيواناتهم التي يعيشون عليها في مأمن على مراتعها، وأهلها راضون عن حياتهم في تلك المنطقة الواقعة بين المصافي والمعسكرات حتى جاءت الواقعة التي يقودها كبار القوم الذين استولوا على أراضي عدن ولم يستطع أحد الاقتراب منهم أو توجيه المخططات إلى ممالكهم، تلك الأرض التي شملها الفيد بعد 7يوليو 94م، هكذا لم يتبق إلا الاتجاه إلى كود قرو التي جردت أجهزة الدولة أهلها من ملك أرضهم التي عاشوا عليها أبا عن جد بعكس الحال مع الـ15 متنفذا الذين صاروا ملاكا. هكذا تجري هذه الأفعال باسم الوحدة، وفي ضوء المصالح المحققة أو المهدورة يجري فرز بين المحبين والكارهين للوحدة.

إن تجريد الحملات العسكرية على السكان أمر سيدخل البلد في مرحلة جديدة فإما الرضوخ والاستسلام وإما المقاومة، فإلى أين أنتم بنا سائرون؟ لم نسمع عن سحب النساء والأطفال بالجملة إلا لأهالي قرو الذين سبق أن قُتل شيخهم في حملة عسكرية سابقة وتعرض رجالهم للسجون والملاحقات.. كل ذلك لغرض إجبارهم على التنازل عن أرضهم بالقوة.. إنها أفعال مشينة صادرة من وجوه لا تخجل، والمثل يقول «دي ما يستحي يفعل ما يشتهي».. إن عويل النساء وصراخ الأطفال وأنات الشيوخ من أبناء قرو قد استفزت مشاعر كل أبناء الجنوب الأمر الذي قد يجرنا إلى (دنشواي) عدنية. فهل لهذا الاستهتار من نهاية؟

ألا تعلمون أن بسطاء الناس ينسبون مصائبهم كهذه إلى الوحدة؟ قارنوا بين مساحة ما استولى عليه من جاء مع 7 يوليو 94م من أراضي عدن ولم تستطع كل الأجهزة استردادها بل شرعت لهم فعلهم، وبين مساحة أراضي قرو المتوارثة أبا عن جد بالبسط، الأمر الذي اعترف به الغزاة البريطانيون وأنكره اليمنيون.

إنها مفارقات عجيبة تبعث على الريبة وتجعلنا نتساءل هل من حد لأطماع هؤلاء القوم؟

الموت أشرف من أن يتحول الإنسان إلى لاجئ في أرضه.. إننا بملء الفم نتضامن مع أبناء قرو ومع صحيفة «الأيام» الناقلة همنا، ومع ولدنا أحمد العبادي المرقشي، وأسر شهداء ومعتقلي الحراك السلمي، وكل من أهدرت حقوقهم من قبل سلطة لاتريد حقوقا لغيرها، وهي لا تعلم أنها بأفعالها هذه تحفر قبرها بيدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى