حصار من كل ناحية

> مقبل محمد القميشي:

> الحياة كفاح كما يقولون ويقال، ولكن في ظل وضع متدهور في كل مناحي الحياة فإن الإنسان لا يستطيع أن يطبق ذلك القول، خاصة إذا تزايدت وتراكمت عليه الضغوط.

(الحياة كفاح) في لقمة العيش الكد والنكد، وفي العمل بأشكاله الشريفة كافة، ولكن هل هذه المقولة مستمرة باستمرار الحياة أم أن في ظل تغير العالم قد تغيرت في كل المجالات تقريباً؟ حيث العمل أصبح سهلاً عن طريق الوظيفة المريحة وتسلم الراتب حسب أنظمة الدول، ومن هذه الناحية فقد سهلت أمور كثيرة.. منها أن الإنسان أصبح رقماً في التعداد (السكاني) العالمي للدولة وأصبح عليه واجب أمام دولته ووطنه في ممارسة عمله لخدمة الوطن وله بالمقابل حقوق معترف بها من القوت والملبس والدواء والمسكن والماء والكهرباء بموجب نظام تعده الدولة لصالح شعبها.

مع ذلك لا يزال الإنسان في اليمن على الرغم من أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين يكافح مثل إنسان القرون الغابرة .. لا فرق .. حيث أصبحت مدن مهددة بالجفاف وانقطاع الكهرباء والعودة إلى الشموع والفوانيس والأسعار ترتفع ولا تنزل ولا تتم الاستفادة من مياه الأمطار، على الرغم من كثرة الأودية في الزراعة .. ولم يتم الاستشعار بخطورة ندرة المياه.. فلم يتم إنشاء السدود للأيام (العجاف) والجفاف معاً.

فلا خطط لتوفير المياه على هذه البقعة من الأرض (اليمن) ولا ذكر لأي اهتمام في هذا الجانب وحتى النفط الذي يتم الاعتماد في استخراجه على الشركات الأجنبية التي وجدت لتنهبه بينما السلطة (تتفرج) والشعب (يصفق ) لها.

ديمقراطية بلا كهرباء وبلا ماء تعني عودة المواطن إلى (الكفاح) والمعاناة مثل أجداده .. سيجلب الماء على ظهور الإبل والحمير وظهور النساء والأطفال والرجال شباناً وعجزة .. والدولة، درءاً للكوارث، أعلنت التقشف ومنعت توريد السيارات وقلصت من مخصصات المسؤولين جزاها الله خيراً، ولكن (ماينفع الحسوك تحت جذر العقبة). الناس تعبانة وغلبانة و حتى المسؤولون من الآن وصاعداً سيكتفون بما معهم من الثروات التي اكتسبوها خلال مدة قصيرة، الأمر الذي كان من أولويات (التقشف) السؤال عن مصدر ثرواتهم.

على كل حال..تقشفوا..تنشفوا وتفرفشوا، ولكن إلى حين.. فوقت الحساب قادم لا محالة ولابد من نهضة في يوم ما تكون طليعتها الفقراء الذين بأيديهم سيقيمون (ميزان العدل) للكفاح من جديد .

لقد سمعت عن مشاريع وهمية في مجال المياه لعدد من المحافظات إلاّ أنني رأيت بـ(عينيّ) ما يعانيه أبناء القبيطة والصبيحة من متاعب في سبيل جرعة ماء..مثلما سمعت عن معاناة يافع ومناطق في شبوة وأبين، والآن عدن العاصمة التجارية والاقتصادية التي يكاد يكون فيها الماء شبه مقطوع وفي بعض الأماكن ينقطع أياما..أضف إلى ذلك تكرر انقطاع التيار الكهربائي في مدنها كافة، وفي المقابل تدعي السلطة بأن عدن مهيأة للاستثمار ونحن نعرف ماذا يعني (الاستثمار) وما هي أهم (متطلباته)؟ الفقر مدقع وجيش الفقراء يزداد وتزداد أعداد العاطلين عن العمل، فعن ماذا ولأجل من نكافح؟ فالمثل يقول (قطع الأعناق ولاقطع الأرزاق)، فهل وصلت الفكرة؟.. إن لم تكن قد وصلت فإن (على الدنيا السلام).. العالم يا قوم يتقدم ونحن نكافح وكفاحنا بعكس كلامنا.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى