تظاهرات غاضبة بردفان تندد بالاستحداثات العسكرية وتطالب برفعها

> الحبيلين «الأيام» خاص

> شهدت مدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج صباح أمس تظاهرات سلمية حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء مديريات ردفان الأربع الذين توافدوا منذ الصباح الباكر إلى أمام مبنى السلطة المحلية تعبيرا عن الرفض للاستحداثات العسكرية الجديدة التي شرعت قوات الجيش بإقامتها في جبل السواد المطل على منازل المواطنين بمنطقة الربوة بمحاذاة الطريق العام (الحبيلين- حبيل جبر- يافع).

وانطلقت التظاهرة الأولى - التي سبقها تنفيذ اعتصام أمام مبنى السلطة المحلية - من الشارع العام واتجهت إلى مفرق يافع ذهابا وإيابا.

وردد المتظاهرون الهتافات المنددة بما وصفوه بالممارسات التعسفية والاستفزازية التي تمارسها قوات الجيش من خلال شروعها باستحداث مواقع عسكرية جديدة، مطالبين بوقف تلك الاستحداثات العسكرية على مداخل ومنافد ردفان.

ولم تشهد التظاهرة الأولى أي أعمال شغب أو أي وجود لقوات الأمن والجيش التي اكتفت بالوجود وبكثافة أمام المباني والمرافق الحكومية وساحة منصة الشهداء، وقد فوجئ المشاركون في التظاهرة الأولى أثناء توقفهم أمام مبنى كلية التربية ردفان لقراءة البيان الصادر عن الفعالية بقدوم قوة أمنية كبيرة تابعة للأمن المركزي تم استقدامها على متن أطقم عسكرية قامت بمهاجمة المتظاهرين وإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم.

وبقدوم هذه القوات اندلعت مواجهات ساخنة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي خرجت على إثرها سلسلة من التظاهرات الغاضبة التي انضم إليها طلاب كلية التربية ردفان وطلاب مدارس عاصمة المديرية وحاولت قوات الأمن إغلاق بوابة كلية التربة لمنع الطلاب من الخروج والمشاركة في التظاهرة إلا أنها فشلت في ذلك بعد أن تمكن الطلاب من تجاوز الحواجز العسكرية التي لم تجد أمامها سوى إطلاق عدد كبير من قنابل الغاز المسيلة للدموع على الطلاب والطالبات، ما أدى إلى إصابة ثلاث طالبات بالاختناق جرى نقلهن إلى المستشفى.

وتصاعد الموقف إثر ذلك حيث قام المتظاهرون بقطع الطريق العام وإشعال الإطارات وتحولت المدينة بكاملها بشوارعها الداخلية والأحياء السكنية إلى ساحة للمواجهة بين المواطنين وقوات الأمن المركزي. وشوهد عدد من جنود الأمن المركزي وهو يقومون بملاحقة عدد من المتظاهرين إلى الأحياء السكنية الواقعة خلف مستشفى ردفان العام.

كما رصدت عدسة «الأيام» صورة لطالبات في المرحلة الابتدائية وهن يركضن ويجهشن بالبكاء خوفا من الرصاص وقنابل الغاز التي طالت عددا من المنازل، كما شوهدت عدد من النسوة وهن يرمين كميات من البصل من شرفات المنازل للمتظاهرين الذين تعرض البعض منهم للاختناق.

وأصيب في المواجهات أربعة من المتظاهرين جراء تعرض ثلاثة منهم لإصابات مباشرة بقنابل الغاز المسيل للدموع وشخص تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل قوات الأمن المركزي، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ردفان العام.

كما أصيب أحد أفراد الأمن المركزي جراء تعرضه للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين.

وفي الوقت الذي كانت فيه التظاهرات الغاضبة في مواجهات مستمرة وفي أكثر من اتجاه خاصة في الأحياء السكنية والشارع العام توجه المئات من المتظاهرين وخاصة الشباب والطلاب صوب منصة الشهداء التي تتمركز فيها قوات الأمن المركزي منذ أبريل من العام الماضي وقاموا باقتحامها والتمركز فيها، كما قاموا بإحراق الملابس والبطانيات الخاصة بالجنود وهم يرددون الهتافات والزوامل الغاضبة.

وظل المتظاهرون في ساحة المنصة حتى الثانية عشرة ظهرا ثم غادروها طوعا من دون أي مواجهات.

وعلمت «الأيام» أن الأجهزة الأمنية اعتقلت أربعة من المتظاهرين تم الإفراج عنهم في الرابعة عصرا.

من جهة أخرى أصدر المشاركون في هذه التظاهرة أمس بيانا أعربوا فيه عن إدانتهم واستنكارهم قيام قوات الأمن المركزي بمواجهة التظاهرة السلمية والمواطنين العزل بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأوضح البيان - حصلت «الأيام» على نسخة منه - أن الاعتصامات والمسيرات التي شهدتها وسوف تشهدها ردفان تأتي احتجاجا على التصعيد الذي أقدمت عليه قوات الجيش من خلال قيامها بالشروع باستحداث مواقع عسكرية جديدة وتحويل المدن إلى ثكنات عسكرية «وهو ماتحاول السلطة تكريسه في الجنوب منذ 1994م وانتهاج سياسة الإرهاب والتخويف والسلب والنهب والقتل والدس لزرع الفتنة بين أبناء الجنوب الذين أدركوا تلك السياسات وعقدوا العزم على مواجهتها والمضي قدما في طريق النضال السلمي المنشود».

وأضاف البيان قائلا: «إننا في الوقت الذي نحيي فيه المواقف الشجاعة لأعضاء المجلس المحلي الذي أقروا تعليق عمل المجلس احتجاجا على تلك الاستحداثات العسكرية فإننا نطالب بسرعة ترجمة تلك القرارات على أرض الواقع ورفع كافة الاستحداثات العسكرية التي تم استحداثها منذ أبريل 2007م».

وحمل البيان الأجهزة العسكرية والسلطة المحلية «المسئولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنشأ إذا لم يتم إيقاف عملية الاستحداثات العسكرية ورفع كافة النقاط العسكرية التي تحاصر ردفان خاصة والجنوب عامة».

وطالب البيان بإيقاف الملاحقات والمحاكمات التي تتعرض لها صحيفة «الأيام» وناشراها هشام وتمام باشراحيل، والإفراج السريع عن المعتقل في صنعاء ظلما وعدوانا أحمد عمر العبادي المرقشي وإيقاف المحاكمات التي يتعرض لها النشطاء من أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة.

وأثنى البيان على المواقف البطولية للشيخ طارق الفضلي بإعلانه الانضمام إلى الحراك الجنوبي. وأكد البيان أن الفعاليات الاحتجاجية ستستمر وستتواصل حتى يتم تلبية كافة المطالب وفي مقدمتها رفع النقاط العسكرية المستحدثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى