تدابير عسكرية للجيش في منطقة بعلبك غداة مقتل اربعة من جنوده

> بعلبك «الأيام» حكمت شريف :

>
واصل الجيش اللبناني أمس الثلاثاء تعزيز قواته في منطقة بعلبك في البقاع (شرق) حيث يطارد منفذي اعتداء ادى أمس الأول الى مقتل اربعة من جنوده.

وافاد متحدث عسكري لوكالة فرانس برس ان "العمليات مستمرة" في منطقة بعلبك وجوارها وتشمل مناطق جبلية، وان هناك مداهمات يقوم بها عناصر الجيش شملت عددا من المنازل بحثا عن مشتبه بهم.

واوضح المتحدث ان عمليات الجيش ادت الى "توقيف عدد من المخالفين المطلوبين في جرائم سابقة ليس بينهم احد من مرتكبي" جريمة الامس.

وقال ان الجيش "مستمر في مداهمة اي مكان تتوافر معلومات عن وجود مشتبه بهم فيه".

واوضح المصدر ان شخصا قتل في منطقة الهرمل (شمال شرق) القريبة برصاص الجيش بعد رفضه التوقف على احد الحواجز.

واوضح ان القتيل كان على دراجة نارية ويحمل سلاحا ظاهرا، وقد رفض الامتثال لطلب عناصر الحاجز منه التوقف. وقد اطلق الجنود النار في الهواء لانذاره، لكنه لم يتوقف، فاطلقوا النار في اتجاهه ما تسبب بقتله.

واوضح مصدر امني آخر ان القتيل من آل الاطرش.

كما اصيب احمد عثمان بجروح نقل على اثرها الى المستشفى، بعد رفضه التوقف عند حاجز آخر للجيش في بلدة حوش بردى البقاعية.

وضبط الجيش خلال عملياته اليوم على كمية من بذور الحشيشة في احد المنازل.

وتتم على نطاق واسع زراعة المخدرات في سهل البقاع اللبناني رغم جهود السلطات اللبنانية لوقف هذه الظاهرة، كما تعتبر بعض مناطقه معقلا لتجار المخدرات والخارجين على القانون في قضايا عصابات السرقة والتهريب.

وقتل اربعة عسكريين أمس الأول واصيب ضابط بجروح في كمين نصبه مسلحون في بعلبك يرجح ان يكون على خلفية مقتل تاجر مخدرات من عشيرة آل جعفر في المنطقة مؤخرا برصاص الجيش.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان قوة من الجيش طوقت حي الشراونة في غرب بعلبك حيث غالبية المقيمين من آل جعفر والتي شهدت أمس الأول اطلاق رصاص ابتهاج بعد مقتل الجنود الاربعة.

وتمركز عناصر من الجيش في حي الشراونة في منزل حسن جعفر المشتبه بضلوعه في الكمين وهو شقيق علي جعفر الذي قتل برصاص اطلقه جنود لبنانيون في 27 آذار/مارس على سيارته بعد امتناعها عن التوقف على حاجزهم,واقام الجيش ثلاثة حواجز ثابتة في حي الشراونة.

واعلن وجهاء عشيرة آل جعفر وفاعلياتها بعد اجتماع عقدوه في الهرمل "رفضهم ان تشمل مداهمات الجيش كل منزل".

وتحدث باسمهم النائب السابق علي حمد جعفر، بحسب ما جاء في بيان اصدروه وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه وفيه، ان الاعتداء على الجنود اللبنانيين "جريمة ثأرية يجب الا تمتد نتائجها على الاوادم".

واعلن آل جعفر "التزامهم بعدم استقبال الذين شاركوا وحرضوا على الجريمة" في منازلهم، مطالبين الجيش "ان يكون حكيما بتعاطيه مع المنطقة".

واشار مراسل فرانس برس الى ان مروحيات عسكرية لبنانية شوهدت تحلق في سماء المنطقة أمس الثلاثاء.

وكانت الحركة شبه معدومة في حي الشراونة بعد مغادرة معظم الرجال الحي وبقاء النساء والاطفال داخل منازلهم,ونقل المراسل عن اقارب جعفر ان الرجال لجأوا الى جرود الهرمل (شرق بعلبك) حيث يختبىء عادة الخارجون على القانون.

كما طوقت قوة من الجيش قرية دار الواسعة القريبة من بعلبك لبعض الوقت.

ونشر الجيش حواجز متنقلة وثابتة على طرق المنطقة، وامتدت عملياته الى الهرمل.

في هذا الوقت، تم تشييع الجنود الاربعة الذين قتلوا أمس الأول في طرابلس وعكار في شمال لبنان.

واقيم لهم قبل الظهر استقبال شعبي عند مدخل مدينة طرابلس ثم مدخل منطقة عكار,ونقلت الجثامين الاربعة في موكب عسكري ملفوفة العلم اللبناني.

وتفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس الثلاثاء قوات الجيش في منطقة البقاع، كما زار النقيب علام دنيا الذي اصيب في الكمين في المستشفى.

ونقل بيان للجيش عنه قوله "ان الجريمة تتساوى في وحشيتها مع الجرائم التي ترتكبها المجموعات الارهابية على اختلافها، وان الجيش سيلاحق هؤلاء المجرمين القتلة حتى يتم القاء القبض عليهم ونيلهم الجزاء العادل".

وتوالت أمس الثلاثاء ردود الفعل المستنكرة من كل القوى السياسية المنتمية الى شتى الاتجاهات والطوائف.

وكان حزب الله الذي يعتبر قوة الثقل الشعبية الاولى في بعلبك اصدر أمس الأول بيانا استنكر فيه بشدة الاعتداء على الجيش، داعيا الى "محاسبة المرتكبين والمسؤولين عن هذا العمل الآثم".

وشجب الرئيس السوري بشار الاسد في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان أمس الثلاثاء مقتل الجنود اللبنانيين الاربعة، مشددا على اهمية عامل الاستقرار الامني والسياسي في لبنان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

وافاد البيان ان الاسد "شجب الاعتداء الآثم على العسكريين"، مؤكدا دعمه "لخطوات الجيش في البحث عن المجرمين والقبض عليهم"، ومشددا على "وجوب بقاء الساحة اللبنانية مستقرة امنيا وسياسيا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى